أقامت بلدية بعلبك، حفل غداء تكريمي لوزير المالية علي حسن خليل في مطعم النورس في بعلبك، في حضور وزيري الزراعة غازي زعيتر والصناعة حسين الحاج حسن، النواب: علي المقداد، نوار الساحلي، اميل رحمة، الوليد سكرية وكامل الرفاعي، محافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر، مدعي عام بعلبك القاضي كمال المقداد، راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، راعي أبرشية بعلبك- الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، المطران سمعان عطاالله، مفتي بعلبك- الهرمل الشيخ خالد الصلح، مفتي بعلبك والبقاع الشيخ خليل شقير، المدير الاقليمي لأمن الدولة في بعلبك الهرمل العقيد حسين سلمان، رئيس دائرة أمن عام البقاع الثانية الرائد غياث زعيتر، رئيس شعبة الاستقصاء والتحقيق في دائرة أمن عام البقاع الثانية النقيب علي مظلوم، آمر مفرزة الشرطة القضائية في بعلبك المقدم فادي الحلاني، آمر فصيلة بعلبك النقيب حسن ابراهيم، آمر مفرزة سير بعلبك النقيب محمد رباح، رئيس مكتب زحلة لأمن الدولة الرائد حسين الديراني، رئيس اتحاد المستشفيات العربية الدكتور محمد عبدالله، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" العميد عباس نصرالله ورئيس مكتب البلديات المركزي في الحركة بسام طليس والمسؤول التنظيمي لإقليم البقاع مصطفى الفوعاني، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" النائب السابق محمد ياغي، منسق تيار "المستقبل" في بعلبك الدكتور محمود صلح، رؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير، عدد من القضاة، وممثلي الأحزاب والتيارات والقوى السياسية في بعلبك، وفاعليات اجتماعية واقتصادية.
اللقيس
وألقى رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، كلمة رحب في مستهلها بوزير المالية وبالحضور "في مدينتكم، بين أهلكم ومحبيكم، في مدينة الشمس، مدينة التاريخ والحضارة، مدينة الثقافة والتراث العالمي، في مدينة بعلبك ومنطقتها التي عانت من الاهمال والحرمان طيلة عقود ماضية وما زالت، هذه المنطقة التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى، وأغلى التضحيات في سبيل الدفاع عن وطننا الحبيب لبنان، وتحرير أرضه من رجس الاحتلال الصهيوني، وحفظ كرامة شعبه وعزته وحريته واستقلاله وسيادته، وها هم أبناؤنا الأبطال في الجيش اللبناني والمقاومة يتصدون للعدوان الصهيوني المتجدد عبر العصابات الارهابية التكفيرية".
وتابع: "لقد أقسم أهلنا خلف سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر منذ أكثر من ثلاثة واربعين عاما على مقاومة الحرمان، وعلى متابعة التحرك الفاعل حتى لا يبقى محروم أو منطقة محرومة في لبنان. وها هي مسؤوليتنا جميعا كل من موقعه في الالتزام بقسمنا، بل الالتزام بدستورنا لتحقيق الانماء المتوازن بين المناطق اللبنانية كافة. هذا التوازن ما زلنا نراه بعيدا عن الواقع حتى اليوم".
أضاف: "لا بد لنا من التنويه بتحقيق بعض الانجازات العامة، بفضل جهودكم مع السادة الوزراء والنواب وكل المسؤولين المعنيين، سياسيين واداريين وأمنيين. وهنا أيضا أيها السادة نود التأكيد على الأهمية البالغة للوضع الأمني لأنه القاعدة الأساسية لعملية الانماء والتقدم وتحقيق آمالنا وتطلعاتنا لرؤية منطقتنا آمنة مزدهرة، كما نحلم بها".
وختم داعيا إلى "الاسراع في تحويل أموال الاتصالات الخلوية والصندوق البلدي المستقل للبلديات".
زعيتر
ثم ألقى وزير الزراعة كلمة قال فيها: "عندما أطلق الأخ دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري مقولته المعبرة عن عمق التزامه: "بقاعا در"، كان يشير إلى حجم الموقع الذي تحتله هذه المنطقة في المسيرة المباركة، التي أطلق نفير سيرها الإمام القائد السيد موسى الصدر. فالرئيس نبيه بري لطالما عبر وأكد على انه هنا الغرس والزرع الطيب، الذي صار غلال مجد وانتصار، ومقاومة وتحرير، وإنماء ومشاركة.
فكل دسكرة وبلدة وشير وكل فرد وعائلة وعشيرة، وكل مسجد وكنيسة، هم شهود أحياء وشهود شهداء على تلبية النداء خلف الإمام الصدر في مرجة رأس العين، فكان النداء بقاعيا والخطوة بقاعية، والطلقة بقاعية، وأول من لبى أنتم، فكنتم معه، وكان معكم. وكما خاضت حركته معركة التحرير، وحربها المفتوحة ضد الحرمان في أي منطقة في لبنان، ولكل طوائف لبنان، تخوض اليوم معركة إنماء وتطوير هذه المنطقة".
أضاف: "نجتمع هنا، نحن كلنا أبناء الإمام الصدر وتلامذته، وجميعنا تخرجنا من تحت منبره أو معسكره، أو تلقينا ألف باء الجهاد والنضال من سفر تعبه وسهره الخالد".
وتوجه إلى وزير المالية، قائلا: "معالي الوزير، معا من أجل مزيد من مشاريع التطوير والبناء في هذه المنطقة، التي لطالما أعطت للبنان دفقا هائلا من الرجال ذادوا عنه وحموه، مقاومين وجنودا جرحى وشهداء. ان أبناء بعلبك- الهرمل، الكاظمون الغيظ، الأشاوس، كانوا ولسوف يظلون ينحازون دائما للسوية والشرعية ولن يبدلوا تبديلا".
واستطرد: "هؤلاء بلا ريب سيكونون الأحرص على عزة لبنان وعروبة لبنان. هؤلاء الذين آمنوا ان السلاح، السلاح دفاعا عن الوطن وضد العنصرية والصهيونية والاحتلال والارهاب، زينة الرجال الرجال. هؤلاء الذين يتسابقون على الخير، وأي خير أنبل وأي سباق أعظم من السباق في تقديم الشهداء من أجل الوطن، كل الوطن".
وتابع: "هذا هو بقاع الامام الصدر، والسيد عباس الموسوي وخليل مطران والامام الأوزاعي والشيخ حبيب آل ابراهيم وغيرهم وغيرهم من العظماء. ما هو الجزاء، وكيف كوفىء بقاع الخير، بقاع الشهداء والأعلام والأئمة والقديسين والمطارنة والشعراء؟".
وقال لأبناء المنطقة: "أهلي أعلم انكم لا تسألون جزاء ولا شكورا، بل تسألون عدم النكران والتجاهل والنسيان، بل تطلبون ان ينزلوكم عن صليب الحرمان المتمادي. إلا اننا وعلى قاعدة الغنم بالعزم، وبناء على أسس المساواة في المواطنية حقوقا وواجبات، لا بد لهذه المنطقة من ان تأخذ حقها ونصيبها من خيرات هذا الوطن في كل الميادين".
أضاف: "لم يعد يعزينا التغني بأن سهول البقاع كانت في يوم من الأيام اهراء لروما. يرضينا وكل الرضى ان تكون اهراء لأهل البقاع وكل لبنان، ومن بعد لكل العرب. لم يعد يبهرنا ان تتلألأ قلعة بعلبك بالأنوار، وان تتحول هياكلها ومعابدها إلى احتفالات ومهرجانات عالمية، والناس من حول جدرانها وأعمدتها، الذين هم هدف كل فن راق وسام، ينامون على الطوى ويغرقون في الظلام، تقتلهم الحسرة وهم يرون أهل الخز والديباج والحرير والأجساد اللدنة والمركبات الفارهة من أبناء جلدتهم، يخطرون أسرابا إلى القلعة، ويأنفون من دخول أحيائهم كي لا تتقزز أنوفهم المعطرة وتتخدش أذواقهم المتحضرة".
وتابع قائلا لوزير المالية: "معالي الوزير، لنعمل من أجل استكمال جميع دوائر محافظة بعلبك- الهرمل، من أجل ان يشعر المواطنون بأن مسيرة التنمية بدأت. أخاطبك باعتبارك المعني الأول بالملف العقاري، إلى ضرورة اطلاق الورشة الكبرى التي ينتظرها البقاعيون، وذلك بانجاز عملية مسح أراضيهم واصدار سندات التميلك الخاصة بهم، لما لهذا الأمر من الأهمية الكبرى في بقائهم بأرضهم وزرعها وإعمارها، وإيقاف مسلسل الهجرة الداخلية".
وقال: "البقاع وبعلبك- الهرمل مستودع الجيش وخزان المقاومة. لجيشنا البطل نقول: نحن من خلفه وحوله وأمامه، احسم ولا تدع تجربة لبنان الفريدة في العيش المشترك تسقط بيد قلة من المغامرين".
وختم قائلا لوزير المالية: "أخي معالي الوزير، المركز الذي نفتتح اليوم خطوة في مسيرة التزم بها قائد وحامل الأمانة بأننا لن نسكت ما دام في لبنان محروم واحد أو منطقة محرومة".
الحاج حسن
من جهته، أكد الحاج حسن، "نحن مع الجيش اللبناني وخلفه وأمامه، ومع كل الأجهزة الأمنية والعسكرية في معركتها ضد الإرهاب، وفي مواجهة خطر الجماعات التكفيرية في ما تبقى من السلسلة الشرقية، والذي يتهددكل لبنان، وبالخصوص ثلاث بلدات في البقاع الشمالي هي راس بعلبك والفاكهة وعرسال، ولا يجوز لأحد ان يضع خطوطا حمراء أمام الجيش في معركته ضد الإرهاب، ويتوجب على الجيش والمقاومة إزالة هذا الخطر بشكل نهائي".
ودعا القوى الأمنية إلى "المزيد من تعزيز حضورها والقيام بدورها على أكمل وجه للحد من أي ظاهرة تخل بالأمن في بعلبك الهرمل، لأن الأغلبية الساحقة من أبناء المنطقة تتضرر اقتصاديا واجتماعيا وفي الأرواح والأرزاق ومعنويا ونفسيا، وبالتالي نحن ندعو الأجهزة الأمنية والقضائية الى أخذ دورها كاملا في الحفاظ على الأمن".
وطالب ب"وضع خطة اقتصادية متكاملة في الزراعة والصناعة والسياحة، لأنه حتى اليوم لا توجد خطة اقتصادية وإنمائية واضحة".
وشكر رئيس الجامعة اللبنانية على "قرار افتتاح فرع للجامعة في الهرمل"، لافتا: "سيتم بمعية الوزير علي حسن خليل ورئيس الجامعة وضع الحجر الأساس لفرع الجامعة في الهرمل برعاية دولة الرئيس نبيه بري".
خليل
والقى وزير المالية كلمة، فقال: "يشرفني ان اكون بينكم اليوم مواطنا بقاعيا بعلبكيا. اعتز بهذا الانتماء، واناابن الخط الذي كان على الدوام يعمل حارسا لقضايا هذه المنطقة، لمستقبلها لحياتها العزيزة الكريمة، منذ ان اطلق الامام القائد السيد موسى الصدر صرخته في هذا الوطن، داعيا الى ارساء العدالة فيه حتى يبقى، لان وطنا من دون عدالة لا يمكن ان يستمر".
أضاف: "في بعلبك الحبيبة، التي تشكل انموذجا لوطننا لبنان. هذا المشهد اليوم الذي نراه في هذا اللقاء وهذا الاجتماع، عمامات المسلمين مع رداء المحبة للمطارنة، وتآلف القلوب مع بعضها بعضا، يشكل افضل اتهام يمس موقعها ودورها الوطني الكبير. اليوم هذا المشهد، ربما قل نظيره على مستوى العالم، على مستوى المنطقة نعيش في ازمة عميقة في علاقات الطوائف والمذاهب وعلاقات التيارات مع بعضها بعضا، لكن وطننا الصغير الذي كان على الدوام وطنا رساليا، له دور اسثنائي على مستوى العالم في عكس صورة تلاقي الحضارات والثقافات والديانات اليوم، ما زال محافظا رغم كل ما يحصل من تحديات رغم كل ما يحصل من عمليات ارهابية على مستوى المنطقة، تحاول ان تفرغ هذا الشرق المتميز مميزاته الاساسية، في نزول وحياة وبقاء الاديان والثقافات فيه، هذا الوطن بعيشه الواحد الذي يتجسد في هذا اللقاء، شكل وما زال يشكل افضل رد على كل ما خطط لمنطقتنا، من افراغها من ثقافتها ومن تاريخها ومن تراثها".
وتابع: "في بعلبك يحلو الكلام عن هذا الموضوع، لانها كانت على الدوام منارة حقيقية تاريخيا، ربما قبل الاف السنين مروا بكل المحطات، اختزنت وما زالت تختزن ارادة شعب احب الحياة وقاتل من اجلها، لكن للاسف حرم في عصور كثيرة لكنه ازداد تمسكا بارضه وقيمه وشرفه وعرضه وكرامته، وكانت الانموذج الحقيقي الذي راهنا عليه في خطنا، خط المقاومة دفاعا عن لبنان، عن وحدته عن ارضه عن سيادته من خلال مشروع المقاومة، الذي حملناه".
وأردف "اليوم، ايها الاحبة، نحن في بعلبك الهرمل لسنا زوارا، نريد ان نسجل انجازا هو صغير بحجم ما تحتاجه المنطقة، لكن نحن هنا لنؤكد اننا في معركة واحدة مع الزملاء الوزراء ونواب المنطقة وفاعلياتها وقواها السياسية، وبتوجيه يومي ربما من الاخ دولة الرئيس نبيه بري، توجيه يحملنا مسؤولية الانخراط فعليا في تامين كل احتياجات هذه المنطقة على المستوى التنموي والاقتصادي. اعرف ان التحدي كبير، وان الصعوبات ربما اكبر لكن باستطاعتنا ان نفعل وسنفعل وها نحن نفعل فعليا من خلال ما تم تحقيقه من مشروعات".
واستطرد: "لقد سبقني الزملاء الاعزاء، وقالوا اننا في مجلس الوزراء عندما اعد مشروع الخطة، كانت بعلبك الهرمل على راس اهتماماته، واليوم اعدكم ونحن على ابواب مناقشة مجموعة من المشروعات المتصلة بالخدمات الانمائية، ان بعلبك الهرمل وهذا حقها، ستكون على راس الاولويات في كل علاقة بالتنمية من التربية الى الاشغال الى الصحة الى كل الامور، التي يخطط اليوم لاطلاقها من مشاريع على مستوى الوطن ككل، لا قيامة ولا قوة ولا قناعة لهذا الوطن اذا لم نحصن هذه المنطقة بالتحديد وغيرها من المناطق المحرومة، لا سيما في عكار وفي كل الجرود، التي تحتاج الى جهود استثنائية لكي تلتحق انمائيا في الوطن، وتكون قد وضعنا هما فعليا على سكة الانماء الحقيقي والمتوازن".
وقال: "اليوم، ايها الاحبة من بعلبك التي لم تخرج يوما من الدولة، لكن الدولة في بعض الحقبات قد خرجت منها. اليوم هنا اقول ان هذه المدينة، وهذه المنطقة هي في صلب الالتزام بعمل الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكرية والادارية وخلافها، ومن غير المسموح ان تبقى موسومة بعمليات يرتكبها بعض الافراد القلة الذين يمثلون قيم المنطقة وقيمها واخلاقها وتربيتها. للاسف، في مجلس الوزراء يعرف الزملاء على مدى سبع سنوات، وخلال الاجتماعات الامنية المخصصة، خلال اجتماعات مجلس الامن المركزي، اخيرا في الاجتماع ما قبل الاخير للمجلس الوزراء في القصر الجمهوري، زملاء وزراء بعلبك الهرمل الوزير الحاج حسن والوزير زعيتر ونحن جنود الى جانبهم، قلنا بوضوح انه من غير المسموح ان تبقى تتحمل هذه المنطقة تقصير الاجهزة في اقرار خطة امنية حقيقية، تضمن امان وسلامة واستقرار هذه المنطقة. هذا امر في عهدة الدولة، في عهدة الاجهزة. الناس هنا مستعدة ان تتحمل مسؤولياتها وان تدافع عن وجود هذه القوى وهذه المؤسسات".
أضاف "انا اقول باسم حركة امل وحزب الله ونواب بعلبك الهرمل وكل القوى والفاعليات الدينية والسياسية، ان تتحمل الدولة مسؤولياتها على المستوى الامني، وان تضرب بيد من حديد، وان لا تقف عند اعتبارات، لان لا تغطية على احد من الذين يعبثون بامن واستقرار هذه المنقطة. فنحن امام عدد قليل جدا ربما في بعض المناطق اللبنانية اكثر منه بكثير، اذا نحن احصينا عدد الجرائم الاخلاقية والاجتماعية في مناطق لبنان مناطق بعلبك الهرمل من المناطق الجيدة، لكن الصورة العامة التي يحاول البعض ان يلصقها تحمل المنطقة اعباء استثنائية واضافية، لهذا نحن مجددا اليوم من هنا وامام هذا الحضور الكريم".
وتابع "اقول للجميع، للأجهزة، ان لا غطاء على احد من المخلين بالامن، والمطلوب ان نضرب بيد من حديد، وبالمقابل وبكل جرأة، اقول نعم نحن مع اعادة ترتيب الاوضاع القضائية والقانونية لكثير من ابناء هذه المنطقة المظلومين، بما يسمى العفو العام. نعم هذا الامر ربما يحتاج الى جرأة ويحتاج الى الكثير من التأني، لكن نعم نحن معه على قواعد تحمل القتلة والمجرمين مسؤولية، وتحاسبهم ولا تعفو عنهم، لكن بالمقابل الكثير والالاف من مذكرات التوقيف والاحكام القضائية وغيرها على الالاف ايضا من ابناء هذه المنطقة، يجب ان يوجد لها حل، وهذا الحل اليوم هو موضع عناية ودراسة بتوازن ومسؤولية بين ان نبقي المحاسبة ونبقي مسؤولية المتابعة على المجرمين الحقيقيين، وبين ان نحل القضايا التي تساعد على انفراج حياة الناس، حياتهم مستقبل شباب هذه المنطقة وعملهم على كل المستويات".
وأردف "ايها الاهل، لاننا على المنطقة التماس مع الوجود الارهابي في بعض الجرود، اود تجديد القول لاهلنا في المناطق المحاذية من راس بعلبك الى عرسال من هذه القرى الابية في الوجود الطائفي والمذهبي فيها، الذي نحترم ونجل، وهي بلدات مقاومة وهي بلدات منتمية باصالة لهذا الوطن، في عرسال في راس بعلبك في الفاكهة في القاع، وفي كل المناطق التي تواجه تحدي الارهاب التكفيري اليوم. نعم يجب ان تنتهي من وجود ارهاب في هذه البقعة، ونحن نريد للاجهزة وللجيش اللبناني ان يتحمل مسؤوليته، ونريد ان نكون خلف الجيش والمقاومة ايضا في معركتها من اجل تحرير هذه الجرود والتخلص نهائيا من وجود الارهاب، بما يريح اهل منطقتنا في هذه النواحي، هذه مسؤولية وطنية، ويجب ان لا تكون موضع اشكال على المستوى الوطني، يجب ان تكون موضع اجماع من كل اللبنانيين، لان وضع الدم من اجل حفظ الاستقرار هو اسمى ما يمكن ان يقدمه انسان من اجل وطنه، وهناك شباب مجاهدون يدفعون الدم من اجل ان تحفظ كرامة ابناء هذه المنطقة واستقراراها، وان تحفظ كراماتهم وان يحفظ وجودهم واملاكهم".
واستطرد: "نقول ان المسؤولية الامنية هي لجيشنا اللبناني، ولا احد يطالب بغير هذا، لكن ايضا المسؤولية تقتضي ان لا نترك الامور اليومية، التي تعيق الحياة في مناطق واسعة من هذا الجرد، وتحدث قلقا في وضع أبناء عدد قرى هذه السلسلة الشرقية".
وقال: "اليوم أيضا ربما هي فرصة أن نتحدث حول مشكلة يعاني منها البقاع أكثر من غيره، وهي مشكلة وجود النازحين السوريين، هم إخوتنا، ونحن حريصون ونحن الذين استضفنا عبئا كبيرا عن العالم، كل العالم في هذه المشكلة، نحن حريصون على هؤلاء الإخوة والأهل بنفس الحرص على إنضباطهم في إطار النظام العام، وفي إطار ما تقرره الأجهزة والمؤسسات اللبنانية، ومن هنا أيضا ندعو الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها، وهذا أمر قد قلناه في مجلس الوزراء بكل وضوح وصراحة، أن المصلحة الوطنية اللبنانية تقتضي أن نناقش هذا الملف مع الحكومة السورية ومع القيادة السورية من أجل الوصول الى حل مسؤول لهذه القضية. اليوم هذا الأمر له علاقة بمصلحتنا كلبنانيين، بمصلحتنا كأناس يحتضنون أشقاء لهم، في أن نوجد الصيغة الملائمة لحفظ كرامتهم من خلال العودة الى أرضهم بكل جرأة، نقول هذا الكلام ليس تحديا لأحد، نحن لا نعطي شرعية لأحد، فلنكن واقعيين، نحن مصلحتنا اللبنانية تقتضي أن نتعاطى وأن نناقش بكل مسؤولية مع الأشقاء السوريين مستقبل هذا الملف، هذه رسالتنا للحكومة للقيادات السياسية، التي تعلق على هذه المسالة، فلنتواضع ولنتعاط بكثير من المنطق والواقعية مع هذه المسألة الحساسة التي تتصل بمستقبل إستقرارنا على المستوى الداخلي".
أضاف "اليوم هناك تحديات كبرى على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، نحن تعاهدنا بعد إقرار قانون الإنتخابات، أن لا نجعل الفترة الفاصلة بين اليوم وإجراء الإنتخابات مرحلة تصريف أعمال، بل المسؤولية تقتضي أن نصرف قرارات الناس وإحتياجات الناس، لهذا بسرعة دولة الرئيس نبيه بري دعا الى جلسة عامة للمجلس النبابي، لإقرار سلسلة الرتب والرواتب في الجلسة المقبلة"، مؤكدا "هذا إلتزام أكدناه بالأمس في حضور ممثلي الكتل النيابية المختلفة ناقشنا طويلا، قلنا إن هناك ملاحظات نتعاطى معها بإيجابية، وهي ملاحظات تتطلب إعادة النظر ببعض البنود، لكننا إتفقنا وكل القوى والكتل اليوم على المحك، في ان تلتزم في ما قالته بالأمس، وأن نذهب الى سلسلة الرتب والرواتب، ومن غير المسموح أن تبقى تدور خمس سنوات في نفس الحلقة، دون أن نصل الى نتيجة، هذا الأمر اليوم يكتسب أهمية إستثنائية، لأنه يتصل بحياة الناس وإستقرارهم وبعلاقتهم بالدولة، وهي مسؤولية تقتضي منا كحكومة رغم الصعوبات أن نتحملها".
وتابع "أنا أعي تماما من موقعي المخاطر المالية والإقتصادية، لكن إذا ما أقرت السلسة مع وارداتها ومع الإصلاحات فيها، سيكون لهذا الأمر عامل إيجابي فعليا في وضعنا في تحريك عجلة إقتصادنا قليلا نحو الأمان، وهنا أقول وأطمئن المتقاعدين الذين يسالون كثيرا عما يمكن أن يحدث في السلسلة، ستحقق مطالب المتقاعدين في مشاركة حقيقة في مردود هذه السلسة، وهذا ما التزمنا به بالأمس. اليوم إضافة الى موضوع السلسلة هناك إلتزام باعادة الإنتظام الى المالية العامة من خلال إقرار الموازنة، التي ستضعنا بالتأكيد أمام مرحلة جديدة، ليس فقط في إعادة الإنتظام في إدارة المال العام، بل في إطلاق رؤية تنموية وإقتصادية جديدة، رؤية إقتصادية تراعي إحتياجات المناطق، ورؤية تنموية تنبع من هذه الإحتياجات، لتحرك مجمل الاقتصاد الذي يحتاج معالجة الثغرات من ماليتنا وهذا الإقتصاد، نحن أمام تحد أن نرفع قيمة هذا الإقتصاد، وهذا لا يكون إلا من خلال خطة اقتصادية مالية حقيقية، تنعش القطاعات المختلفة، وتحول اقتصادنا الى اقتصاد منتج، وليس فقط الى اقتصاد ريعي ينفق دون إنتاج حقيقي".
وأردف "في بعلبك الهرمل مشاكل كثيرة، أقول مجددا: إن مسألة الضم والفرز هي على السكة، وأضيف أننا سنزور بعلبك الهرمل ونضع حجر الأساس معا لسرايا هذه المنطقة وكل مؤسساتها، ومعكم اليوم ايضا اقول إن المشروع المتوقف منذ 2006 لنهر العاصي، سيكون خلال شهر على الأكثر على طاولة مجلس الوزراء، لقد تحدثنا مع دولة رئيس الحكومة ومع وزير الطاقة والمياه لننطلق في المعالجة، مما وصلنا إليه بجهد الوزراء المعنيين في بعلبك الهرمل في المرحلة الماضية، لنضعه على طاولة مجلس الوزراء، وليطلق كما المشاريع الأخرى المتصلة بكل القضايا المائية والصحية في هذه المنطقة، يجب أن نصل الى المرحلة، التي لا يبقى فيها مشروع العاصي مشروعا حلما فقط، بل هو مشروع قابل للتحقق، ينعش مناطق واسعة لبقاعنا الأبي، ينعش بعض القطاعات الزراعية ويعيد ربط الناس بارضها، ويؤمن لها القدرة الحقيقية على الإستثمار".
واستطرد "لن أتحدث في مسالة الجامعة اللبنانية وغيرها من القضايا، التي سبقني إليها الزملاء، لكن مجددا أقول: نحن جنود في معركة تنمية هذه المنطقة، لا توفرونا، طالبوا حاسبوا واسألوا وتابعوا، وسنكون معكم وبخدمتكم، والى جانبكم في كل المواقع التي يجب ان نكون فيها. واقول لإخواني رؤساء البلديات القلقين على شح الأموال في بلدياتهم والذين يعانون، لقد حولنا 377 مليارا من أموال الخلوي الى وزارة الداخلية، للأسف حصل هناك إشكال في توزيع هذا المرسوم، مما أخر صدوره، ولقد اتفقت مع معالي وزير الداخلية أن يوقعه يوم الإثنين المقبل، ليأخذ طريقه الى التنفيذ المباشر، وتدخل الأموال الى البلديات والى كل بلديات لبنان. وهنا إسمحوا لي أن أؤكد إلتزاما إرتضيناه سابقا، هو إقرار اللامركزية الإدارية، هو مشروع حقيقي لم يعد مشروعا أو مجرد تفكير أو مجرد مشاريع على الورق، هو مشروع قد تم إنجازه في اللجان النيابية في مراحله الأخيرة، وهي مراحل سنتابعها، لأن علة بناء الدولة تتطلب تحديثا، وتتطلب إنطلاقة جدية في تشريعات وقوانين، أولها إقرار قانون اللامركزية الإدارية، التي تسمح للبلديات ولاتحاداتها ولمجالسها، أن تلعب دورا أكبر بكثير من الأدوار التي تلعبها، وتسمح لها بتحقيق الكثير من المشروعات".
وختم "أنقل التحية بفخر وبإعتزاز، تحيات أخي دولة الرئيس نبيه بري وأعاهدكم بإسمه بإسم حركة أمل، وبإسم كل الشرفاء أن نبقى معا نتابع ما بدأناه، نعمل من أجل حياة هذه الناس عيشها الكريم من أجل بناء الدولة القوية القادرة العادلة، من أجل حفظ مقاومتنا الشريفة، التي تدافع عن لبنان على حدوده مع العدو الصهيوني، وعلى حدوده مع الإرهاب التكفيري، معا نستطيع أن نحقق الكثير، وسنحقق الكثير بالإرادة المشتركة في ما بيننا".
وختاما، سلم ياغي والفوعاني واللقيس درعا تقديرية لوزير المالية.