لم تكن تدرك أمال الغاوي بعيني، الموظفة في شركة طيران الشرق الأوسط أن مستقبلاً باهراً ينتظرها وأن إسمها سيلمع وتتحول إلى أيقونة في عالم الجمال والتجميل. غير أن إيمان الوالدة بقدرات الإبنة وإندفاع الأخيرة من دون ترددّ نحو التألق، قلب المقاييس وجعلها في موقع متقدّم ومتميّز. فكانت صاحبة مسيرةٍ مهنيّةٍ مشرقةٍ، ترجمت من خلال إفتتاح صالون تجميل وأكاديمية «أمابيل» للتعليم.
عن بداياتها تقول بعيني: «ان مسيرتي في عالم التجميل بدأت منذ 25 سنة، فأنا إبنة فرن الشباك وكنت موظفةً في شركة طيران الشرق الأوسط بمنصبٍ جيّد، لكن حين تزوّجت إنتقلت للسكن في الذوق مع زوجي، ونظراً لبعد المسافة قررت ترك العمل في الشركة، فإتجهت نحو عالم الجمال الذي أميل له منذ صغري كما تشهد سيّدات المنطقة اللواتي كنّا يتوافدن إليّ لأضع لهن الماكياج».
وتضيف: «غير ان ملهمتي الأولى كانت والدتي التي شجعتني على خوض هذه التجربة وأخذت على عاتقها مساندتي في تربية الأولاد حتى أتمكن من الذهاب مجدداً إلى المدرسة للتخصص، وهذا ما حصل. تخصصت ونلت شهادة رسميّة وقمت بإفتتاح مركز تجميل في يسوع الملك، علماً أنّه كان الوحيد في المنطقة آنذاك».
هذا وتقدّم الغاوي في فرعي Amabelle Beauty Centre في الزلقا والذوق، مختلف الخدمات التجميليّة بأحدث التقنيّات، التي تشمل رسم وشم أو ما يعرف بالـ «تاتو» و «تاتو ريموفر» و «مايكرو بلايندر» التي تعتبر تقنية حديثة جدّاً فضلاً عن العناية بالبشرة والوجه والأظافر والجسم والماكياج بأحدث الآلات المرخّصة من وزارة الصحة، وتقول: «في الأمس القريب، كنّا نتعب على إبراز الجمال في عملنا حتى نصبح مقصداً، بحيث لم يكن هناك مواقع تواصل إجتماعي تتيح لنا نشر صور دعائية لنا، أمّا اليوم فالعمل بات أسهل، لكنّ الأيادي التي تعمل بضميرٍ وشغفٍ باتت قليلة وهي تبقى مرغوبة من السيّدات اللواتي يبحثن عن نتيجة. فصحيحٌ أن المعطيات تبدّلت والأسامي تغيّرت إنّما قيمتنا تبقى محفوظة وهناك اعتبار دائم وتقدير مستمرّ لنا».
غير أن خبيرة التجميل المتخصصة تعترف بأنّ الشهادة وحدها لا تكفي، حيث تعتبر بأنّه من الضروري متابعة آخر الصيحات والتقنيات لضمان الإستمرار في المهنة، حيث تضيف: «إن عالم التجميل كبيرٌ جدّاً، ومن المهمّ القيام بدورات تدريبيّة والمشاركة في ندوات لمواكبة كلّ ما هو جديد ومفيد وهذا ما يدفعني للسفر إلى عواصم العالم من باريس إلى لندن مروراً بدبي ونيويورك للبقاء على إطلاع وملاحقة كافة التقنيّات واختبار كلّ ما هو جديد».
وحول ما يُحكى عن تعديّات خبيرات التجميل على مهنة أطباء التجميل، فترفض بعيني هذا المنطق مشيرةً إلى أن الطبيب المختص يستطيع ومن خلال دراسته المعمّقة وخبرته الواسعة إنجاز ما لا تستطيع إخصائيّات التجميل إنجازه وهو بالأساس ليس من ضمن اختصاصها، وتتابع: «دور الخبيرات يأتي مؤازراً في حال أراد الطبيب ذلك، علماً بأن تدخل الخبيرات يطال الطبقة السطحية للجلد superficielle فقط لا غير».
هذا وتشير الغاوي إلى وجود إتجاه لدى الخبيرات من أجل تأسيس نقابة لإخصائيّات التجميل، حيث تقول: «لقد قدمنا طلباً رسميّاً وقانونياً لهذه الغاية، وذلك من أجل تنظيم المهنة ومحاربة الآفات والعشوائية في العمل، فهذه المهنة وعكس ما يعتقد البعض تنطوي على مخاطر عديدة إذا ما لم تعتمد معايير النظافة الصحيحة، من هنا نحن نسعى لتنظيمها ووضع مرجعية لها لضبط الواقع المتفلّت».
على خطٍ موازٍ، تشدد الغاوي على أهميّة مستحضرات التجميل، لافتةً الى أن «بعض الشركات عمدت أحياناً إلى التلاعب بتواريخ إنتهاء مدّة الصلاحيّة الأمر الذي كان ليتسبب بكارثة كبيرة لولا تدّخل وزارة الصحة التي كانت لهم بالمرصاد، إذ ان أستخدام المستحضرات يتطلبّ دقة معيّنة، سواء لناحية الجودة بمعنى نوعية المحتوى والتركيبة إضافة إلى طريقة الإستخدام».
وفي هذا الإطار، تلفت الخبيرة المحترفة إلى ان أكثر ما تبحث عنه السيّدات اليوم، هو سبل العناية بالبشرة ولا سيّما بشرة الوجه، من خلال «ميزوتيرابي» أو غيرها من الآلات والتقنيات المتطورة التي تعمل على إدخال المواد المغذية التي تحافظ على نضارة البشرة بما يساهم في التخفيف من حدّة التجاعيد الناتجة عن التقدّم في العمر أو عن الإرهاق اليومي.
أما عن تحضيرات الموسم الصيفي الذي عادةً ما يشهد العديد من حفلات الزواج، فتتحدث الغاوي عن تحضيرات مميّزة للعروس، بإعتبار أنها تُخصص بجلسات عناية لبشرتها تسبق وضع الماكياج في يوم زفافها. وتقول في هذا الإطار: «العروس اللبنانيّة مميّزة جدّاً، وأنا أحرص على أن تظهر بأبهى إطلالة في أهمّ يوم في حياتها، لذلك أعمل على إبراز إشراقة الوجه من خلال تحضيره مسبقاً ووضع ماكياج ناعم حتى تكون العروس على طبيعتها، وتضيف: «هناك تنسيق مع مصفف الشعر للخروج بنتيجة رائعة ترضي العروس بالدرجة الأولى».
وردّاً على سؤال حول إقبال الرجال أيضاً على صالونات التجميل، فتشير بعيني إلى أن وجود الرجال في الصالون قد لا يريح السيّدات، بإعتبار أن غالبيتهن لا يحبّذن الإختلاط حتى يكنّ مرتاحات أكثر، مع تأكيدها بأنّ العمل مع الرجال هو أسهل من التعاطي مع السيّدات، وتتابع قائلةً: «في هذه الأيّام وهذه الظروف التي نعيشها، بات العمل أمراً صعباً للغاية وفي كافة المجالات، فالتعاطي مع الناس أصبح مهمّة شاقة، فما بالك التعاطي مع السيّدات، إنّما علينا نحن أن نتقبّل كلّ الإنتقادات وكلّ الآراء حتى نستطيع الإستمرار. للأسف المجتمع بات مادياَ، لكننا سنبقى متفائلين وسنستمرّ برسم الإبتسامة على وجهنا، فمن الظلمة ينشقّ النور بقوّة الإيمان وبمساعدة المحبّين وعلى رأسهم زوجي».
هذا وتشكر بعيني الله على كلّ ما حققته من نجاحات طوال الفترة الماضية، بحيث تعتبر بأنّ «الجمال هو نعمة ربّانية وهو ينعكس حكماً على النفسيّة والآداء، فعندما يكون الإنسان راضياً عن نفسه، ينظر بإيجابية وتفاؤل الى الحياة التي تبادله الإيجابية.»
وفي نهاية الحديث تمنّت أن تنتهي فترة التضييق التي نمرّ بها اليوم، مؤكدةً أنّه مهما قيل عن لبنان سيبقى أجمل بلد في العالم والله هو حاميه.