التبويبات الأساسية

قادمون على مرحلة حصاد ذهبية

تكاد تكون هذه البلدة إستثنائيّةً بكلّ المعايير والإعتبارات، إذ رغم الظلم الذي تعرضت له والإجحاف الكبير الذي طال أهلها طوال الفترة الماضية، كانت ولا تزال أرض الحلم بالنسبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته، الأرض التي تجسّد رؤيته التنموية الجامعة والفريدة، فهو أراد كفرفالوس منارة علم وثقافة ليس فقط لأهل المنطقة بلّ لكل لبنان انطلاقاً من إيمانه بالإنماء الإجتماعي المتوازن. ولأن الحلم لا يزال مستمرّاً، ولأن أصحاب الأيادي البيضاء كثر، تستعد هذه البلدة الجزينيّة لاستعادة رونقها ومكانتها على الساحة الجنوبية واللبنانية كصرحٍ أكاديمي منفتح ومتحضر بهمَم مجموعة كبيرة من المسؤولين النييّرين، تبدأ برئيس الحكومة ورأس الكنيسة المارونية ولا تتوّقف عند رئيس البلديّة. فالجميع يسعى ويعمل من أجل تعويض هذه البلدة والقرى المجاورة عن سنوات الحرمان المذلة التي عاشتها، ومن أدرى باحتياجات البلدة أكثر من رئيس بلديّتها الذي يزرع بعرقٍ وتعبٍ اليوم ليحصد أبناؤه وأحفاده في الغد القريب قبل البعيد. في الحقيقة، يسعى الأستاذ بول الشماعي ومعه أعضاء المجلس البلدي جاهدين من أجل إعادة البريق لكفرفالوس عبر ترسيخ ناسها بالأرض وتثبيتهم بالجذور للإنطلاق نحو مستقبلٍ واعدٍ ومطمئن. أسرة مجلتنا إلتقت رئيس بلديّة كفرفالوس الأستاذ بول الشماعي الذي وضعنا في صورة المشاريع الحيويّة المرتقبة لهذه البلدة الإستثنائيّة في ضوء المجمّع التعليمي الطبّي المنتظر أن يبصر النور في وقتٍ قريب. وفي ما يلي أبرز ما دار في اللقاء.

- بطاقة تعريفية عن كفرفالوس؟
تعتبر بلدة كفرفالوس من قرى صيدا الشرقية وهي تبعد عن بيروت بحوالي 55 كلم، أمّا إرتفاعها عن سطح البحر فيبلغ حوالي 400 متراً، إنطلاقاً من هنا، يعتبر موقع البلدة الجغرافي مميّزاً جدّاً إذ هي قريبة من السهل والجبل في آنٍ، بحيث تشرف تلالها على البحر وقمم الجبال. بالنسبة إلى تسمية كفرفالوس فهي مشتقة من كلمة فلوس وتدل على وجود كنوزٍ وأموال كثيرة وذلك خلال الحقبة العثمانية كما أشيع. أمّا فيما يخص سكان هذه البلدة، فهنا لا بدّ من التوقف عند الظلم الذي لحق بأبناء كفرفالوس التي كان يبلغ عدد ناخبيها في ستينات القرن الماضي حوالي نحو 1600 ناخباً، لن ندخل الآن في تفاصيل ما جرى بعد تلك الحقبة وعن ما فعله الرجل الإقطاعي آنذاك نقولا سالم الذي اشترى كافة أراضي البلدة وتسبب بتهجير سكانها وتشتيتهم، إذ تكفي الإشارة إلى ان 70% من سكّان القرى المجاورة مثل عين المير والعدوسية وغيرها أصلهم من كفرفالوس. بإختصار يبلغ اليوم عدد الناخبين حوالي 500 نسمة ونحن نعمل جاهدين من أجل إعادة أهل البلدة الى أرضهم.

- كيف تصفون مسيرتكم في السنوات الثلاث الماضية؟
لن أتكلّم عن نفسي لكن عملي في البلدية يتسمّ بالشفافية والمصداقية، فأنا أصلاً دخلت هذا المعترك انطلاقاً من حبي الكبير للبلدة وناسها وانطلاقاً من رغبتي الشديدة واندفاعي لتحسين مسائل كثيرة. وقد يكون أحد أبرز المشاريع التي ساهمنا في تحقيقها والذي يمكن وصفه بالإنجاز هو مشروع المستشفى والجامعة التي ستقوم الرهبنة المارونية بترميمهما وافتتاحهما بعد مفاوضات دامت أشهر عديدة. فقد أنجزت الرهبانية اللبنانية المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار وبرعاية البطريركية المارونية والرؤساء على أعلى مستويات، عملية شراء أكثر من مليون وستّمئة ألف متر مربع من عقار مشروع كفرفالوس، لتنتقل ملكيّة المجمّع الجامعي والطبي والتعليمي من ورثة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى الرهبانية وعدد من أعضاء مؤسسة الانتشار وبعض المتموّلين من أبناء جزين، وذلك تمهيداً لإعادة إستكمال مشروع الجامعة والمدرسة والمستشفى، وإعادة الحياة لهذه المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى ان فوائد هذا المشروع لن تطال أهل كفرفالوس فحسب، بل كلّ المنطقة وكلّ الجنوب اللبناني، لأنه حاجة ضرورية لا بل كنا نعتبره بمثابة مشروع حلم، اليوم تحوّل الحلم إلى حقيقة بمجهود الخيّرين وأصحاب الأيادي البيضاء، وأنا هنا بالمناسبة سأغتنم الفرصة لتوجيه الشكر للشيخ فهد الحريري الذي وضع الأهداف الإنمائية، الإجتماعية والإنسانية فوق أي إعتبار آخر، فلا ننسى أن ذاك المشروع كان حلماً بالنسبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري.

- ما هي أبرز المشاريع المنجزة على مستوى البلديّة؟
في موزاة المشروع الذي تحدثنا عنه، تعمل البلديّة اليوم أيضاً على منع بيع الأراضي عشوائياً بحيث تمكنّت من التواصل مع المالكين الكبار لهذه الغاية، كما أنّها بصدد العمل على ملف تصنيف الأراضي بما يضمن حقوق أهالي البلدة ومصالحهم. ذلك ان أهمّ مشروع بالنسبة لنا هو مشروع فرز الأراضي وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، على إعتبار ان هذا الأخير من شأنه ان يعيد أهالي البلدة إليها، أمّا بالنسبة الى البنى التحتية الأساسيّة فتعتبر كفرفالوس متقدّمة على غيرها من البلدات إذ ان الكهرباء مؤمنة 24/20 ساعةً في اليوم فيما المولدات موجودة لتغطية الساعات الأربع المتبقيّة بسعر الكلفة وأقلّ حتى بدعمٍ مباشر من البلدية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى موضوع المياه وشبكة الصرف الصحي، بإختصار نستطيع القول بأن الخدمات الأساسية متوفرة ولا مشكلة على هذا المستوى.

- كيف تنظرون إلى مستقبل كفرفالوس؟
كفرفالوس وغيرها تعتبر من البلدات التي تعرّضت للتهجير في شرق صيدا، وفي فترة معيّنة كانت مهملة ومنسيّة، اليوم تغيّر الواقع وبات هناك اصحاب نخوة يعملون بجهدٍ لتحقيق الإزدهار لهذه البلدات، فنحن متواجدون ونتواصل مع الجميع لهذه الغاية، وأنا على المستوى الشخصي لدي إيمان بأن هذه المنطقة ستزدهر وتتألقّ مجدداً على وقع موجة إستثمارات تبشّر بإقتصادٍ واعدٍ، فنحن بإذن الله قادمون على مرحلة حصاد ذهبية.

- هل فكرة الترشح لولاية ثانية واردة بالنسبة إليكم؟
اذا لمست نقصاً على مستوى الخدمات والمشاريع فأنا مستعدّ لخوض التجربة مجدداً. فنحن نعمل ونزرع لأجل أولادنا وأحفادنا ونريد لهم حياة لائقة في بلداتهم وقراهم.

- كيف تصفون الأجواء داخل مجلسكم البلدي؟
نحن 9 أعضاء نعمل يداً واحدة وبروح من التجانس والتناغم من أجل بلدتنا.

- هل تمثّل اللامركزية الإدارية حاجةً بالنسبة لكم؟
نعم بالتأكيد، فنحن نطالب بتطبيق اللامركزية الإداريّة لا سيّما على المستوى البلدي، لأن البلديّة هي أقرب مؤسسة للناس وهي أكثر من يدرك إحتياجاتهم ومطالبهم ومعاناتهم. نحن نعيش وجع الأهالي يوميّاً ولو تطلق أيدينا كما يجب لكنّا أنجزنا الكثير.

- كيف تقيّمون وضعكم المالي في ضوء الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان؟
هناك مشكلة كبيرة على المستوى المالي سواء بالنسبة لنا كبلديّة او بالنسبة لاتحاد بلديّات جزين الذي نشكّل جزءاً منه. نحن مقبلون على كارثة كبيرة إذا لم يتمّ الإفراج على الأموال المخصصة للبلديّات، على اعتبار ان هذه الأخيرة ستكون عاجزة عن القيام بمهامها نظراً للشح المالي الكبير الذي تعاني منه. وهنا لا بدّ من التذكير بأن البلديّات تقوم اليوم بدور الدولة على مختلف المستويات والأصعدة، فهي التي تتواجد يوميّاً على الأرض، وهي من يقوم بأعمال الصيانة والنظافة العامة وغيرها من الأمور. وبالمناسبة، نحن فقط نطالب بحقوقنا ومستحقاتنا.

- هل إستطعتم ادخال المكننة إلى العمل البلدي؟
الجزء الأكبر من الحسابات يتم إنجازه إلكترونيّاً ونحن نطمح للمزيد، بحيث نتمنّى إنجاز جميع معاملات المواطنين إلكترونيّاً تجنباً لهدر الوقت وتسهيلاً لحياة هؤلاء. مع الإشارة الى ان خدمة المواطن هي من أولويّاتنا ونحن ننجز المعاملات من دون أيّ تأخير، على أمل ان يصبح إنجاز كلّ المعاملات إلكترونيّاً أيضاً على مستوى وزارة الداخلية.

- كلمة اخيرة...
أشكركم على هذا اللقاء، واتمنى الازدهار لهذه البلدة كما أتمنّى من الدولة ان تلتفت الى البلديّات وتمنحها مستحقاتها المالية التي تبقى في نهاية المطاف حقّها المشروع.

صورة editor2

editor2