التبويبات الأساسية

«أعددت قانون الـ Capital Control لمنع تهريب الأموال إلى خارج لبنان والحفاظ على صغار المودعين»

في ظلّ الوضع الإقتصادي والمالي الدقيق جداً وتسارع الأحداث في البلادو بدءاً من الإنتفاضة الشعبية مروراً بإستقالة الحكومة وصولاً إلى تدهور الوضع المعيشيّ،كان لنا لقاء مع النائب ميشال ضاهر للوقوف على رأيه بالأحداث الأخيرة ومعرفة السُبل للتخفيف من أضرار الازمة المستشرسة.

- هل هي ثورة حراك أو انتفاضة، ما الذي نشهده اليوم؟
أنا أعتبرها صحوة وكان من الممكن أن تحصل منذ زمن مضى، هي إنتفاضةٌ على الفساد المستشري وعلى العهر السياسي الذي شهدناه في الفترة الأخيرة، مع العلم أنها تأخرت كثيراً، وكنتُ أتمنى حصولها بين عامي 2013-2014 إذ كان من الممكن حينها أن يكون لدينا شيء لنحافظ عليه وليس العكس...

- تقصد أن الإنتفاضة لن تغير شيء؟
لقد تأخرت نسبة ً للوضع الإقتصادي فإنها لن تفلح في تغيير الأمور، لأنه لم يعد هنالك شيء ليسرقوه. ولو كانت قد حصلت سابقاً كنا أقله حافظنا على أموال كثيرة هدرت بالمحسوبيات والفساد والسرقة، لقد كنت دائماً أقول أن لا شيء سيوحّد اللبنانيين سوى الجوع وهذا ما حصل فعلاً، فالأوطان تمرض ولكنها لاتموت، هذه الإنتفاصة عكست صورة الوطن الحقيقي بأن لبنان وطن لا يموت.

- حذّرتم من مجاعة هل هي آتية لا محال؟
أتمنى ألا نصل إلى هذه المرحلة إذ أنه ما يزال لدينا أمور نستطيع العمل عليها، المشكلة أننا ما زلنا بحالة إنتظار من أجل تشكيل الحكومة العتيدة لإتخاذ القرارات التنفيذية والبدء بالعمل. لا أستطيع إعطاء الوعود بتحسين الأوضاع أو بتلافي الكارثة ولكن أقلّه نخفف من حجم الأضرار، لأنه أصبح أمراً واقعاً ضرورة تحسين الأوضاع - في وجود إنتفاضة أو دونها - وما يشجعنا اليوم ان هذه الأنتفاضة أعطت نبضاً للشارع وأعلنت عن إستيقاضه من كبوته وقد أصبح جاهزاً الآن للمحاسبة.

- هل ما حصل هو مؤامرة على لبنان؟
لا أعتقد هذا بتاتاً فقد ولدت هذه الصحوة من رحم المعاناة والوجع لا أكثر. ممكن أن البعض حاول ويحاول إستغلالها لكنها بالنتيجة صرخة مجتمع بات يئنُّ من الوجع.

- ما الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم؟
المواطنون كانوا بحالة غيبوية والدولة إستطاعت فصل الحقيقة عنهم وتخديرهم، عبر تسهيلات مصرفية وما شابه، وبهذا باتوا منفصلين كلياً عنها حتى أصبحوا يعتبرون أنفسهم غير معنيين بما يجري. أما الآن وبعد الإنتفاضة أدرك الشعب اللبناني أن الدولة عندما تكون بخير فهو بخير والعكس هو الصحيح، ومن حسناتها أنها جعلت هذا الشعب يشعر أنه يملك هذه الدولة.

- هل من حلول للخروج من هذا المأزق؟
كما سبق وذكرت الحلول هي بتخفيف الأضرار على سبيل المثال: Capital Control كنت قد أعددت قانوناً معجلاً مكرراً لضبط حركة الرساميل بعد قوننته كي نستطيع الحفاظ على صغار المودعين. هؤلاء أناس غير أثرياء وأموالهم محددة ولا يوجد لديهم حسابات خارج لبنان. والمستفيدون من عدم وجود CapitaControl هم فعلاً قد إعتبروها فرصةً لتهريب الأموال خارج البلد في الفترة التي كانت فيها المصارف مقفلة وقد قُدّرت هذه الأموال ما بين 3 و 5 مليار دولار، مع الأسف لا نستطيع معرفة الأسماء بل المبالغ فقط نظراً للسرية المصرفية الموجودة.
هناك مشكلة حقيقية قائمة بين الحاكم والمصارف فالحاكم يتهم أصحاب المصارف أنهم قاموا بتهريب الأموال إلى الخارج ولكي يجبرهم على إعادتها قام برفع الـ Capital إلى 20% وأعتقد أنه من الصعب جداً أن يعيدوا هذه الأخيرة.

- كيف تلقيتم خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الإستقلال؟
بالنسبة لخطاب الرئيس فإنني أرى أن الناس أصبحوا بمكان آخر، وبالنتيجة نحن لدينا مؤسسات دستورية وإذ لا بُد أن يكون هناك تغيير فمن المفترض أن يحصل من خلال المؤسسات، ونلاحظ وجود تعاطف كبير مع الانتفاضة حتى من رئيس الجمهورية الذي أتى في الأساس لمكافحة الفساد ونتيجة التوازنات الطائفية والسياسية والإقليمية إلخ... التي تنتهي الأمور فيها دائماً إلى التسويات وتُمنع المحاسبة، كما أنه يجب فصل الجسم القضائي عن السياسة لكي يتحرر من أي ضغوطات. ويكون بهذا قضاءً مستقلاً وعادلاً. ولنستذكر التاريخ عندما كانت لندن تُدمر سُئل “تشرشل” إجعلوني أطمئن هل المحاكم تعمل؟ فأجابوه بنعم عندها قال لهم: “إذن لندن بألف خير” بما معناه أنه طالما القضاء موجود الدولة موجودة.

- هل سنشهد مزيداً من الإستقالات في التيار الوطني الحر؟
لا أعلم لأنني لا أنتمي للتيار الوطني الحر. أنا نائب مستقل متحالف مع العهد وتكتل لبنان القوي.

- هل النقمة هي على التيار أم على العهد؟
حقيقة أنا لا أدافع عن التيار ولكن الفساد بدأ قبله بكثير منذ عام 1992 ولبنان ضحية الفساد وقد إستمر حتى اليوم ، ممكن أن يكون التيّار قد شارك فيه بنسبة محددة.
الحاصل اليوم أن كل فريق يستولي على حصة "ومرقلي لمرقلك" انا أعتبر أن الجميع فاسدون فلا أحد يدعي البراءة.

- أين أخفقت السلطة وأين نجحت وأين أخفق الحراك وأين نجح؟
السلم الأهلي كان السيف المسلط على رقاب الناس الذين من المفروض أن يكونوا معنيّين بمحاربة الفساد وعندما خُيِّروا بين السلم الأهلي وبين محاربة الفساد إختاروا الأول.

- هل من الممكن أن نشهد مجدداً حرباً أهلية؟
أتمنى ألا يعيد التاريخ نفسه وأن لا نصل لهذا الأمر، فرؤساء الأحزاب الطائفية في لبنان يحاولون الإختباء وراء طوائفهم، ونحن هنا نعول على وعي الشعب اللبناني وحكمته.

- إلى متى سيصمد القطاع الخاص؟
هذا القطاع يصمد عندما تتواجد حكومة قادرة وقديرة، ذات إجراءات فعّالة ورؤيا إقتصادية واضحة.

وائل خليل

صورة editor2

editor2