نحن سباقون في ترسيخ العيش المشترك فعلاً وليس قولاً
هي قطعة من الجنّة على أرض جبل لبنان العظيم وواحة سلامٍ وجمالٍ جليل... أرض التسامح والعيش المشترك الكريم، إنّها الإستثناء الجميل في بلدٍ تنهشه طبقات التلوث السوداء وتفوح منه روائح الحقد الدفين. هي المشرف لؤلؤة الشوف، التي تتزيّن بقصورها وفيلاتها القرميديّة الحديثة... بلدة المشرف التي نجحت في حجز مكانة لها بين البلدات السياحيّة الرائدة بفضل موقعها الجغرافي المميّز وطبيعتها الخلابة. والتي تستحق كلّ اهتمام ورعاية لأنّها بالفعل تشرّف كلّ مواطن لبنانيّ، باعتبارها البلدة النموذجية العريقة والنادرة في هذا الزمن. ففي المشرف يتزاحم أبناؤها لخدمتها وعلى رأسهم رئيس بلديّتها الذي لا يوّفر جهداً من أجل إنماء بلدته وترسيخ أهلها فيها، إيماناً منه بأهميّتها ودورها المشرق على مستوى الوطن. أسرة مجلتنا جالت في هذه البلدة المميّزة وكان لها شرف لقاء رئيس بلديّتها الأستاذ زاهر عون الذي أطلعنا على مختلف المشاريع المنجزة بالإضافة الى مختلف النشاطات الصيفيّة المرتقبة في ضوء موسمٍ صيفٍ سياحيٍّ واعدٍ. وفي ما يلي أبرز ما دار في اللقاء.
- في البداية ماذا تقولون عن هذه البلدة الرائعة الجمال؟
نعم بالفعل، فإن هذه البلدة تعتبر حقاً مذهلة من الناحية الجماليّة، ونحن نتمنّى أن تعمّم تجربة المشرف على مساحة الوطن، لأنها قرية نموذجيّة إستثنائيّة إذ هي تضمّ مجموعة ڤيلل خاصة تتوّفر فيها كلّ الخدمات 24/24 من حراسة وبنى تحتية وغيرها من الخدمات، وقد صنّفت المشرف كبلدة سياحية خلال عهد فخامة الرئيس كميل شمعون، إنما كمشروع المشرف او ما يعرف بـ «مشروع جورج دباس» فقد عاد الى الحياة بعد توقيع وثيقة الوفاق الوطني «اتفاق الطائف» وحصول انفراج أمني حيث بدأت الحركة تنشط مجددّاً، ذلك ان المشروع كان حيويّاً جدّاً وقد تمكّن من جذب العديد من المسثتمرين.
- كيف استطاعت هذه البلدة أن تحافظ على رونقها وكيف عملتم كبلدية لتحصين طبيعتها في ظلّ التلوّث والفوضى العمرانية؟
في البداية لا بدّ من الإشارة إلى ان المشرف تشكّل مدخل أو بوابة الشوف، ولهذا السبب كان التنسيق مع البلدات المجاورة يتمّ بصورة مستمرّة بحيث نسعى ونحرص أشدّ الحرص على المحافظة على البيئة والطبيعة ولا نتساهل أبداً في هذا الموضوع، لا سيّما في ظل الأوضاع المترديّة التي طبعت لبنان في الفترة الأخيرة لناحية النفايات وغيرها. ومن ناحية أخرى نحن نعمل على تأمين وتوفير جميع الخدمات حتى نشجّع الناس على البقاء في أرضها، فمنطقة الشوف عانت كثيراً خلال الحرب المشؤومة.
- هل تمت العودة برأيكم؟
العودة تمّت ونحن كنا سبّاقين في معالجة هذا الملف الشائك، إذ أجرينا مجموعة اتصالات مع فعاليّات المنطقة والمسؤولين الروحيين والسياسيين وعلى رأسهم وليد بك جنبلاط، وإذا تكلمنا في لغة الأرقام نستطيع القول بأن نسبة العودة هي 105% ، فأهالي المشرف كانوا سبّاقين في ترسيخ العيش المشترك فعلاّ وليس قولاّ أو مجرّد شعارات، حيث كان لديهم رؤيا واضحة في هذا الإطار.
- بالإضافة الى طبيعتها، بماذا تشتهر البلدة؟
في الموضوع الزراعي، تشتهر المشرف بالزيتون اذ هي تتمتّع بمواسم غنيّة جدّاً، أمّا لناحية السياحة فالمشرف تشتهر بمنتجعاتها السياحية الكائنة على البحر والتي تضاهي المنتجعات العالمية لناحية الجمال والرقي والخدمات الحديثة.
- نشاطاتكم لهذا الصيف؟
نحن لدينا حدث مركزي سنوي مهمّ جدّاً يتمثّل في إحياء عيد السيّدة، حيث نقوم بإحتفال ضخمٍ في المعلب البلدي يتضمن برنامجاً فنيّاً متكاملاً، وحيث تكون أيضاً كلمة لرئيس البلدية نستعرض في خلالها أبرز المشاريع التي تحققت بالإضافة إلى المشاريع المستقبليّة، اذ نحن نولي هذا الموضوع إهتماماً كبيراً لا سيّما بظلّ تقصير الدولة المركزيّة. فأذكر على سبيل المثال، بأنه عند استلامنا مهامنا في البلديّة لم يكن هناك شبكة مياه شفة ولا شبكة صرف صحي وغيرها من الأمور الملّحة، فقمنا بالاتصالات اللازمة مع الوزارات المعنيّة وتعاونا معهم من أجل تأمين الخدمات الأساسية بالإضافة الى تنفيذ مشاريع تعبيد طرقات وتجميل مداخل البلدة وغيرها من المشاريع بتمويل ذاتي وبدعمٍ بعض الخيريين، ذلك ان أموال الصندوق البلدي لا تكفي لتنفيذ كافة المشاريع، فنحن أيضاً لدينا مشاريع تتعلق بأهل البلدة ونعتبرها أولويّة مقدسّة كبرنامج مساعدة المسنين وبرنامج الطبابة المجاني ونسعى حالياً لإقامة مستوصف بمواصفات حديثة.
- ما الذي أتى بكم الى الشأن العام؟
في الحقيقة أنا لدي إهتمامات بقضايا الشأن العام وفي قلبي حبّاً كبيراً لهذه البلدة، كما اننا على مستوى العائلة لدينا مروحة علاقات بحكم طبيعة عملنا، نستغلها ونوظفها في سبيل إنماء البلدة.
- هل من دعمٍ سياسي معين؟
أبناء البلدة هم الداعم الأكبر لي، فمحبتهم هي التي أوصلتني الى رئاسة البلدية، وأنا أعتبر أن مهمّتي هي الجمع بين الناس وليس التفرقة، وهنا أشدد على ضرورة الفصل بين الآراء السياسية والخدمات الإنمائية، ذلك ان الفكر السياسي هو ملك خاص أمّا العمل البلدي فهو عمل عام للجميع.
وفي النهاية نتمنّى وفي ظل الأجواء السائدة حالياً والتي تدعو لمكافحة الفساد، أن يصار إلى إعادة بناء هيكلة الدولة وأن يتم تغيير طريقة التعاطي بين الإدارات الرسمية والمواطنين، وأملنا كبير بالجيل الصاعد فهو صاحب رؤيا ويجب أن نترك له فرصة.
ولأهل المشرف أعدهم بأننا سنعمل أكثر من أجل تجميل بلدتنا وسوف نجعلها منارة مضيئة وفسحة أمل لكافة اللبنانيين الذين أرهقتهم الهموم والظروف المعيشية التعيسة.