هو إبن المدرسة العونية التي لا تعرف مستحيلا ً او ممنوعا ً. هو إبن المقاومة التي رفضت ظلم المحتلّ وحملت راية الحريّة حين كانت السيادة محظورة والإستقلال مخطوفا ً. هو الذي كان حاضرا ً دائما ً وأبدا ً لتلبية نداء الواجب من دون أي خوف او تراجع، كيف لا وهو الذي تربّى على مبادئ حبّ الأرض والدفاع عن الوطن.
من عرين الجبل، يقف اليوم إبن القضيّة الوطنية الذي شق طريقه السياسي بكلّ جهدٍ ونضال بعيدا ً عن المفاهيم الوراثية التقليدية ليخوض معركة استعادة كرامة ضدّ من سلب القرار لسنوات وسنوات.
مع المرشح عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الشوف ضمن لائحة "ضمان الجبل" الأستاذ غسان عطالله، نتوقف عند آخر معطيات وأبعاد المعركة الإنتخابية في هذه الدائرة ونحن على مسافة أيام معدودة من الاستحقاق الكبير.
1. في البداية، كيف تصفون الأجواء الإنتخابية في الشوف عشيّة الإستحقاق المنتظر؟
الأجواء اكثر من مميّزة لا سيّما في منطقة الشوف، فلأوّل مرّة نشهد حماسة مرتفعة لدى الناس بسبب المنافسة الديمقراطية التي فرضها القانون الجديد بحيث بات هناك قيمة لكلّ صوت. فقبل هذا الوقت لا بل منذ 40 عاما ً لغاية اليوم، كانت الإنتخابات آحادية الطابع والنتيجة معروفة سلفا ً حتى سيطرت حالة من اللامبالاة عند الناخبين فتدّنت نسبة الإقتراع الى ما دون 40%. سأذهب أبعد من ذلك لأقول بأن هناك طائفة معيّنة وجدت نفسها لفترة طويلة مكسورة وكانت نسبة الإقتراع لديها لا تتخطى الـ 33 % . اليوم الوضع تغيّر، فقد منح القانون الجديد أملاً للشوفيين وأتاح لهم فرصة اختيار مرجعيّة فعليّة تمثلهم.
لا شك بإنّ 6 أيّار سيكون عرسا ً وطنياً ويوما ً استثنائياً في التاريخ، وأفضل وقتٍ لكلّ شخص حتى يمارس حقه ويثبت وجوده وقناعاته ويختار مرجعيته. وأنا أشدد هنا، على أنّه لن تكون هناك قيامة حقيقيّة للشوف او عودة لائقة وكريمة لأبنائه ما لم تصبح هناك مرجعيّة للمسيحيين تماما ً كالدروز والسنة.
باختصار، المسار الإنتخابي يبدو جيّدا ً لحدّ الآن، بحيث لم يتمّ تسجيل أي أخطاء او إشكالات كبيرة. الناس ستذهب للتصويت بهدوء وحريّة، وما نشهده من استفزازت في الخاطابات لن يكون له تأثيرا ً بل نعبتره دليل ضعف ليس إلّا.
2. هل أنصفكم القانون الإنتخابي الحالي؟
القانون الجديد ليس طبعا ً أفضل قانونٍ في العالم، انما بالتأكيد هو أفضل من قانون الستين. فبعد عشرات السنوات من العمل بالقانون الأكثري الذي ترك شعوراً بالإحباط لدى المواطنين لا سيّما لدى سكان مناطق الأطراف، أتى القانون الحالي بمثابة أفضل الممكن، على اعتبار ان مفهوم النسبية جاء مفصّلا ً على شكل لبنان بطوائفه وتوّزعاته. وبالتالي نحن ننظر إليه على أنه قانون مرحلي جيّد بالنسبة لمناطق كالشوف حيث يعيد لها تمثيلها الصحيح. لكن بعد 6 ايّار، لا بدّ من العمل على ادخال تعديلات إصلاحية إليه، على أمل ان نصل الى اعتماد النسبية في لبنان كدائرة واحدة، وحينها نكون قد وصلنا الى اللاطائفية بطريقة غير مباشرة.
3. كيف تقيّمون حظوظكم اليوم؟
الحظوظ ترتبط بالناس وحجم تصويتها لنا. الفرق بيننا وبين غيرنا هو أن الآخرين يريدون تحديد الحصة التي تناسبهم ويتركون لنا ما تبقى لنتشارك به، أمّا نحن فنؤمن بأن حصّتنا تحدّدها إرادة الناس، وكلّ ناخب لديه الحريّة المطلقة في اختيار من يجسّد قناعاته. وبالتالي فإن حجم تمثيلنا يحدده أبناء الشوف، اذ نحن لم نخض المعركة الإنتخابية لنفرض أي شخص على الناخبين في الوقت الذي هدفت التحالفات الأخرى الى جمع كلّ القوى الوازنة في لائحة واحدة مع ما يعنيه ذلك من التفاف على النسبية، وكأننا نقول للناس أعطيناكم قانونا ً بيد وسرقنا منكم النسبية من اليد الأخرى، نحن رفضنا هذا المبدأ بالتعاطي وتركنا الخيار للناس. فلننتظر 6 أيار ونتأمل النتائج.
4. ما مدى تأثير المال الإنتخابي في المعركة اليوم؟
المال الانتخابي ليس بالأمر الجديد، فهنالك من ليس له سوى المال ليقدمّه للناس وهؤلاء بالمناسبة لا يمكن وصفهم بالسياسيين، هؤلاء هم تجّار السياسة الذين يشترون صوت الناخب بألف مقابل ألفين سيتقاضونهم حتما ً خلال السنوات الأربع اللاحقة. فهم يتاجرون بأصوات الناس ويتوقعوّن مضاعقة الأرباح تماما ً كأي تاجر في السوق. من هنا، ادعو كلّ ناخب الى ان يحكّم ضميره ويفكّر بالمستقبل وبالسنوات الأربع القادمة، فهل يجوز أيّها الناخب ان تخسر مستقبلك ومستقبل أولادك ووطنك مقابل حفنة من الدولارات؟ طبعا ً لا.
5. ما هو مشروعكم لمنطقة الشوف؟
مشروعي هو مشروع التيّار الوطنيّ الحرّ الذي أنتمي إليه. مشروعنا واضح ويمكن للجيمع الاضطلاع عليه من خلال المواقع الالكتروينة او من خلال الكتيّب المطبوع. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أننا كأشخاص حزبيين نستطيع أن نلجأ الى أحزابنا ونستفيد من مقوّماتها لخدمة مناطقنا. وهذا هو الفرق بيننا وبين المرشحّين المستقلين الذين يبقون عاجزين عن تقديم ما تحتاجه مناطقهم من خدمات وغيرها بسبب عدم تشكيلهم قوّة وازنة. وأنا من هنا أطمئن أهلنا في الشوف وأقول لهم بأنه في حال فزنا او خسرنا - علما ً انني واثق من الفوز- فعملنا سيستمرّ، ذلك أن التيّار سيربح في كافة المناطق وسيكون لنا نوابا ً ووزراء كما أن رئيس العهد قريب منا، لذلك سنكون قادرين على توفير الإنماء الذي تحتاجه مناطقنا، فنحن لم نكن نواباً في العام 2017 ومع ذلك تمكّنا من نيل حصة وافرة جدّا من مشاريع وزارة الطاقة. ما أحاول قوله هو أننا نسنطيع نقل كافة احتياجاتنا من خدمات ومشاريع إنمائيّة الى وزاراتنا التي تلبينا.
في أجندتنا توجد طبعا ً مشاريع إستثمارية إنمائيّة متنوّعة وعديدة يستفيد منها الشباب وجميع الذين يرغيون بالعودة الى بلداتهم من خلال توفير فرص عمل تليق بهم. فهذا هو هدفنا وهذا هو عملنا الاساسي. نحن نعمل على إعادة الحياة الى هذه المنطقة التي فقدت رونقها بفعل ممارسات مسؤوليها على مدى السنوات الماضية. فصحيحٌ أننا كمسيحيين تهجّرنا من قرى الجبل بفعل الحرب انما أهلنا الدروز تهجروا ايضا ً بسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية التعيسة في المنطقة، ذلك أن السياسيين في هذه المرحلة اظهروا فشلاً ذريعا ً على كافة المستويات وفي شتى الميادين.
6. من يدعم لائحتكم في الشوف؟
نحن عملنا على نسج ما هو أعمق من تحالف انتخابي، نحن قمنا ببناء تفاهم سياسي مع الحزب الديمقراطي اللبناني بزعامة المير طلال ارسلان وهذا ما نعتبره انجازا ً، بحيث أعدنا الى المنطقة توازانات إفتقدتها على مرّ السنوات.
7. كلمة أخيرة للناخب...
قبل الناخبين، أوّد أن أوجه نصيحة لأخصامنا وأقول لهم ان رفع سقف الخطابات لن يفيدكم، تذكير الناس بتواريخ قديمة ونبش القيور أيضا ً لا يفيدكم، فلندع المعركة تجري وفق الأسس الديمقراطية ولنحتكم ونحترم إرادة الناس. أمّا لناخبي قضاء الشوف فأقول صوّتوا بكثافة لأن صوتكم سيصل هذه المرّة. إحتكموا الى ضمائركم ...صوّتوا صحّ ونحن هنا أمامكم، ووضعنا أنفسنا بتصرفكم. 6 أيّار سيكون نهارا ً طويلا ً وشاقا ً لنا جميعا ً انما فلننظر إليه على أنّه عرس، تعبنا في التحضير له لنكسب أربع سنوات ومستقبل واعد.
حوار: ميراي عيد
تحرير: مارينا روفايل