هل تعلمون ما تحوي منطقة كسروان ـ الفتوح من شخصيات قلَّ نظيرها، هل تعلمون أنها مثال يقتدى به في العيش المشترك الواحد، حيث أنَّ أجراس الكنائس تجاور آذان الجوامع والصليب فيها ينصهر مع الهلال لكأنهما يقطعان عهداً أبديا بالمحبّة والتآخي والألفة حتى باتت هذه الأرض أرض رسالة ومشروع قداسة
ومن هذه الأرض المُعطاءة المُكللة بالخير برز عالم علاّمة إرتقى من درجة العالم وفاقها بغزارة علمه ووسع فكره وعمق ايمانه ومعرفته بشتى أنواع المعارف، كما إنسانيته اللامحدودة ومناصرته للفقراء والمظلومين.
من بيت كسراوني مُنفتح على مجتمعه وبيئته ومن أُسرةٍ مؤمنةٍ تتقي الله وتجلّه، وُلِدَ فضيلة الشيخ يوسف محمّد عمرو نشأ وترعرع وسط عائلة عرفت بالتقوى والتواضع وخوف الله عزَّ وجل.
ـ مواليد قرية المعيصرة ـ قضاء كسروان ـ لبنان ـ 1948.
ـ إنتهى من دراسة الصّف السّادس الثّانوي في ثانوية بيروت العالية سنة 1966م.
ـ إلتحق بعدها بالمعهد الشّرعيّ الإسلاميّ في برج حمود ـ بيروت في عام 1967 ولغاية نهاية العام الدراسي 1971م.
من أبرز أساتذته في المعهد الآنف الذّكر آية الله العظمى المرجع السّيّد محمّد حسين فضل الله(قده).
ـ إلتحق بالحوزة الدّينيّة في النّجف الأشرف ـ العراق في نهاية عام 1971م. ولغاية نهاية عام 1978م. حيث طاردته المخابرات العراقيّة فهرب إلى لبنان.
من أبرز أساتذته في النّجف الأشرف:
- آية الله العظمى السّيّد أبو القاسم الخوئي(قده) .
- آية الله العظمى الشّهيد السّيّد محمّد باقر الصّدر(قده).
- آية الله العظمى السّيّد حسين بحر العلوم(قده).
- آية الله العظمى الشّهيد السّيّد محمّد محمّد صادق الصّدر(قده).
- آية الله العظمى السّيّد محمّد سعيد الحكيم(دام ظله).
- آية الله العظمى السيّد نصر الله المُستنبط(قده).
- آية الله الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم (قده).
- آية الله العظمى السيّد كاظم الحائري الشيرازيّ (دام ظله).
- آية الله الشيخ محمّد مفيد الفقيه العامليّ (قده).
- آية الله الدكتور الشيخ محمّد جعفرشمس الدين (دام ظله).
- آية الله السيّد محمد مهديّ الموسويّ الخرسان (دام ظله).
- آية الله السيّد محمّد جوّاد فضل الله (قده).
ـ حاز على عشر إجازات في علمي الدّراية والحديث في النّجف الأشرف، وإيران، ولبنان.
ـ حاز على تسع إجازات أخرى في الأمور الحسبيَّة الشّرعيَّة من كبار مراجع المسلمين الشّيعة في النّجف الأشرف، وإيران، ولبنان. خلال أكثر من أربعين عاماً من التّبليغ الدّينيّ في بلاد جبيل وكسروان، ومناطق لبنانيّة أخرى.
ـ قام بأعمال خيرية وإنسانيَّة وثقافيَّة كثيرة في لبنان، أهمها:
ـ تأسيسه لمدرسة المعيصرة الرّسمية ـ كسروان ـ سنة 1981م. وعدّة مؤسسات أخرى في قريته المعيصرة، وغيرها من قرى بلاد جبيل وكسروان. بالتعاون مع علماء المنطقة والمحسنين الكرام من خلال المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان.
ـ عضو في الهيئة العامّة للمجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى.
ـ مشاركته في تأسيس «تجمع العلماء المسلمين» سنة 1982م.
ـ تأسيسه لجمعية «زهرة البقاع الخيريَّة الإسلاميَّة» في بلدة علي النّهريّ. سنة 1982م.
ـ تأسيسه لـ «المؤسسة الخيريّة الإسلاميَّة لأبناء جبيل وكسروان» سنة 1986م.
ـ تأسيسه لـ «الرّابطة الثّقافيَّة في جبيل» سنة 1999م.
ـ عضو مؤسس في اللقاء العلمائي في جبل لبنان وشماله.
ـ عضو مؤسس في «اللقاء الإسلاميّ الثقافيّ» حارة حريك سنة 2003م.
ـ تصدى للقضاء الشّرعي الجعفري في لبنان عام 1984م بإجازة من آية الله السّيّد عبد الرّؤوف فضل الله (قده). حيث عُيِّنَ في ملاك المحاكم الشّرعيَّة عام 1985م.
ـ مارس مهماته الشّرعيَّة في جبيل ثمّ في طرابلس ثمّ في جباع ثمّ في الهرمل ثمّ في مرجعيون ثُمَّ في جويا ثُمَّ في جبيل، كما انتدب كمستشار في المحكمة الشّرعيَّة الجعفريَّة العليا عدَّة سنوات. وذلك قبيل تقاعده في 3/9/2016م.
ـ له أكثر من أربعين كتاباً وبحثاً، نال من خلال نتاجاته دكتوراه «الإبداع في فقه القضاء واليراع» من الاتحاد العالمي للمؤلفين باللّغة العربيَّة خارج الوطن العربي، في: 18/1/2006م. بموجب القانون الفرنسي الصادر سنة 1901م. كما استحق على عطاءاته الفكريّة عضوية شرف في مجمع نهج البلاغة العالميّة في طهران ودمشق في 18/1/2006م. وكذلك العضوية في اتحاد الكتّاب اللبنانيين سنة 2006م.
من أهم مؤلفاته المطبوعة:
- أبو تراب: الطّبعة الخامسة ـ دار المؤرخ العربيِّ ـ بيروت ـ 2001م. قدَّم له شعراً آية الله الشّيخ حسن طرَاد، والرّئيس اللبنانيِّ الرّاحل شارل حلو.
- فاطمة الزّهراء وقصائد أخرى ـ مؤسسة الأعلميِّ للمطبوعات ـ بيروت 1977م.
- المدخل إلى أصول الفقه الجعفريِّ ـ - قدَّم له آية الله الشهيد السيِّد مُحمَّد الصّدر (قده)، الطّبعة الثّانية دار المنهل اللبنانيّ ـ بيروت 2006م.
- أضواء على المسلمين في بلاد جبيل وكسروان. بالاشتراك مع الدّكتور أحمد محمود سويدان، قدّم لهما الدّكتور سلمان العيتاوي، المؤسسة الخيريَّة الاسلاميَّة لأبناء جبيل وكسروان ـ بيروت ـ 1987م.
- مسرحية عن دعبل بن عليِّ الخزاعي ـ دار الصّفوة ـ بيروت ـ قدَّم له، وأخرجها الأستاذ رامي أحمد كنعان ـ سنة 2002م.
- المسيح الموعود والمهديُّ المنتظر عليهما السَّلام. الطّبعة الثّانية ـ قدَّم له المطران جورج صليبا. دار المؤرخ العربيّ ـ بيروت ـ سنة 2002م.
- الموجز في علمي الدّراية والحديث ـ دار المؤرخ العربيّ ـ بيروت 2001م.
- سنابل الزمن وهي القسم الاوّل من ديوان شعره المنثور في العقيدة، والمنهج، والحياة، دار الصّفوة ـ بيروت . سنة 2002م.
- الوحدة الإسلاميَّة في مواجهة التّحديات ـ النّجف الأشرف نموذجاً ـ منشورات دار المنهل اللبنانيِّ ـ بيروت ـ سنة 2004م.
- التّذكرة أو مذكرات قاضٍ وهي ثلاثة أجزاء. منشورات المؤسسة اللبنانيّة للإعلان ـ بيروت ـ سنة 2004
- المدخل إلى علم الحديث في السُّنَّة النّبويَّة الشّريفة ـ منشورات دار المنهل اللبنانيِّ ـ بيروت ـ سنة 2006م.
- صفحات من ماضي الشّيعة وحاضرهم في لبنان ـ منشورات دار المحجّة البيضاء ـ بيروت سنة 2006م.
- علماء عرفتهم ـ منشورات دار المحجَّة البيضاء ـ بيروت سنة 2006م.
- المهديُّ المنتظر بين الحقيقة والخيال ـ الطبعة الثانية ـ قدّم له المونسنيور جوزيف مرهج رئيس جامعة الحكمة ـ بيروت ـ منشورات دار المحجّة البيضاء ـ بيروت سنة 2008م. وقام بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الإنكليزيّة، الأستاذ عليّ حسين خميس، حيث طبعته ونشرته مكتبة فخرو في البحرين، سنة 2009م.
أهل البيت (عليهم السَّلام) بنظرة وحدوية حديثة ـ منشورات دار المحجّة البيضاء ـ بيروت ـ سنة 2008م.
- الديانة الخاتمة والتحديات الراهنة ـ منشورات دار المحجّة البيضاء ـ الطبعة الثانية ـ بيروت ـ سنة 2015م.
- شعائر عاشوراء الحسينيّة عند الشيعة الإماميّة. ط. الثالثة، دار الصّفوة ـ بيروت، سنة 2014م.
- الكشّاف في مراقد السّادة الأشراف، منشورات حوزة الإمام السجّاد العلميّة، الغبيري ـ لبنان ـ سنة 2016م.
- نبذة موجزة عن مشروع حوزة وكليّة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السّلام)، ومكتبة القاضي الدكتور عَمرو العامّة في المعيصرة سنة 2018م.
- هل يكون لبنان سويسرا الشرق؟ وقضايا أخرى، قدّم له سماحة العلاّمة الدكتور الشيخ حسّان عبدالله وسيادة المطران ميشال عون (مطران جبيل للطائفة المارونية)، دار أثر ـ بيروت سنة 2020م.
- مجموعة كلمات ومحاضرات وبيانات متفرقة في مجلات وصحف لبنانيَّة، وغير لبنانيَّة، شارك في بعض المؤتمرات والندوات الثقافيَّة، والإسلاميَّة داخل لبنان وخارجه.
كما شارك في تصنيف أربعة كتب صادرة عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان، وثمانية كتب أخرى صادرة عن مركز الدراسات والأبحاث الإسلاميّة ـ المسيحيّة ـ بيروت.
كما له عدّة كتب أخرى مخطوطة تحتاج إلى تنقيح وإكمال.
أشرف على كثير من الأطروحات والبحوث والرسائل الجامعيّة والعلميّة وكتب لبعضها مقدّمات علميّة قيّمة.
ـ نال عدّة دروع وتنويهات من بعض المؤسسات الثقافيّة والإجتماعيّة في لبنان وسوريا، والعراق، وجمهورية ايران الإسلاميّة.
ـ إمام الجمعة والجماعة في مسجد الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السّلام)، جبيل. منذ إفتتاحه في 23 أيلول 2006م. الموافق لآخر جمعة من شهر شعبان 1427هـ. ولغاية تاريخه.
ـ صاحب ورئيس تحرير مجلة «إطلالة جبيليّة» وهي مجلة شهريّة، تصدر مؤقتاً كل ثلاثة أشهر. ترخيص رقم: 282 /2010، ص. ب. 301/25 الغبيري ـ بيروت. وبداية من العام 2020م. إنتقلت هذه المجلة إلى صفحتها الإلكترونيّة WWW.etlala-byblos.comufv
ـ بناء على طلب أهالي المعيصرة والجمعيات الأهليّة بها وبلدية المعيصرة وبعض القرى المجاورة والفعاليات الإجتماعيّة والثقافيّة أصدر معالي وزير الصحة العامّة الأستاذ علي حسن الخليل قراراً تحت رقم: 1638/1 في 12/10/2012م. قضى بتسمية المستوصف الخيريّ في المعيصرة بإسم: مستوصف القاضي الدكتور يوسف محمّد عَمرو. وبناءً على طلب الأهالي والبلدية والفعاليات الآنفة الذكر أصدر معالي وزير التربيّة والتعليم العالي الدكتور حسّان دياب قراراً تحت رقم:454/م 2013م. في 22/4/2013م. قضى بتسميّة ثانوية المعيصرة الرسميّة بإسم: ثانوية القاضي الدكتور يوسف محمّد عَمرو الرسميّة.
ـ وفقه الله تعالى، في السادس من شهر أيلول 2018م. للقيام بوقف العقار والمنزل الذي يملكه في بلدته المعيصرة رقم 523 ليكون مكتبة عامّة بإسم مكتبة القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمّد عَمرو العامّة، وحوزة دينيّة وكليّة للدراسات الإسلاميّة بإسم الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السّلام)، تابعة للجامعة الإسلاميّة... في لبنان ـ المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، تحت إسم «وقف الشيخ الدكتور يوسف محمد عمرو للطائفة الإسلاميّة الشيعيّة في المعيصرة» في محكمة الشياح الشرعيّة الجعفريّة وقد أصدر كتاباً حول ذلك تحت عنوان: «نبذة موجزة» تقدّم الكلام عنه.
ـ ترك بصمات واضحة في أعمال المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان في محافظة كسروان وجبيل بالتعاون مع علماء المنطقة. وكذلك في أعمال جمعية الإمداد الخيريّة الإسلاميّة في المعيصرة بشكل عام. ومركز الإمام عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام)، في المعيصرة للرعاية الإجتماعيّة بشكل خاص.
ـ كما ترك بصمات واضحة أخرى في أعمال جمعية المبرّات الخيريّة في محافظة كسروان وجبيل بشكل عام. وفي بلدته المعيصرة ومدينة جبيل وقريتي زيتون والحصون بشكل خاص.
حيث قضى سماحته جلّ حياته في العلم والجهاد والتأليف والنشاط العام.
ـ نشهد اليوم تطورات خطيرة في البلد. فما هي تأثيراتها على مجتمعنا اللبناني والعيش المشترك الواحد؟
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدالله ربِّ العالمين، الواقع أنَّ لبنان موضع حسد من المُنظمات الصهيونيّة العالمية ومن أعداء استقلاله من الأحزاب والهيئات الفاشلة في حاضرنا وواقعنا اللبنانيّ. وهو يعتبر حسب موقعه التاريخي والجغرافي مُفتاح الشرق. والصراع اللبنانيّ اللبنانيّ هو الصراع للسيطرة على الشرق من أيام الدولة العثمانية والأمير فخرالدين حيث كان هناك صراع ولا زال تحت عناوين كثيرة. الشخصية اللبنانية ظهرت واضحة في عالم الأدب والشعر والفلسفة والعلم والصحافة وأعطت للعالم العربيّ كثيراً من العطاء. وكان لها دور في استقلال الدول العربية وفِي اللغة العربية وآدابها وفِي تكريم الانسان العربي.
وبعد فإنَّ التآمر على لبنان هو جريمة كبرى، فهو واجهة العرب وواجهة الشباب والمستقبل ونحن كمسلمين ومسيحيين ليس لنا الا الصبر والاقتداء بالسيّد المسيح والنبيّ محمّد (ص) ولنتعلم من آلام المسيح وسيرة حياته التسامح والمحبّة كما ونتعلم من سيّدنا ونبيّنا محمّد (ص) الرحمة والهداية والاستقامة ونفتخر بكبير أدباء لبنان جبران خليل جبران الذي قال: عظماء الإنسانية ثلاثة ( محمّد وعليّ والمسيح) هولاء الثلاثة نقتبس منهم الصبر والحكمة والهُدى.
وميخائيل نعيمة أديب لبنان الكبير قال: في تقديمه لكتاب الأستاذ جورج جرداق عن الامام عليّ (ع) أنّ حيّاتنا كبشر في هذه الارض يوجد فيها القوي يستبّدُ بالضعيف والغني يستبّدُ بالفقير ولا يوجد رحمة ولا إنسانية ولكن وجود أشخاص في مجتمعنا كعليّ بن أبي طالب (ع) يجعلنا نعشق الحياة.
وبالتالي نحن نومن أنَّ الانسان هو حسب تعاليم القرآن الكريم ، خليفة الله تعالى على الارض. وخلافة الانسان لله تعالى في الأرض تكون بالرحمة والإستقامة والعدالة، لذلك نحن نأمل أن يكون لبنان المستقبل هو بلد الإنسان والإنسانية وأنّ تسود فيه العدالة لأنها الأساس للبنان الوطن، وهي أساس الحكم العادل الذي يبنى عليه مُستقبل الشعوب والإنسان كما قال الإمام علي (ع) في وصيته لمالك بن الحارث الأشتر لما ولاه مِصرَ: فإنّهم صنفان إمَّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. ومعنى هذا أنّ الإنسان هو اخ الانسان ان أحبّ أو كره.
- هل ما يحصل من أحداث سيكون له تداعيات غير مستحبة؟
نحمد الله تعالى أنّه في جبيل وكسروان كان الوعيُّ والإدراك عند أهلنا وعائلاتنا هو المسيطر. ففي تاريخ 22/9/1975 اجتمعت الفاعليات الجبيليّة في دير مار مارون عنايا وعقدوا ميثاق عنايا الذي كان بإيعاز من الامام السيد موسى الصدر والعميد ريمون اده حيث كانا ينشدان السلام الدائم واجمعوا على أنّ ميثاق عنايا هو من تعاليم القرآن الكريم والإنجيل في قضيّة الوصايا العشروغيرها من الوصايا. وذلك في التعايش والمحافظة على روح الوحدة الوطنية وبالتالي تطبيق العدالة ونحن بعد هذا وذاك مع كل مطلب عادل ومع كل محروم ومظلوم وضعيف وفقير ومُستضعف كما نطالب بتأمين ضمانة الشيخوخة والتعليم المجاني وأن تكون كل حياتنا في المستقبل قائمة على الديمقراطيّة والرحمة والعدالة. والإمام علي (ع) قال: ما دخل الفقر إلى بلدٍ وإلا وقال له الكفر خذني معك. وينبغي على الحكومات أن تحارب الفقر والمرض وكان (ع) إذ رأى شاباً أعجبه فيسأله هل لك عمل فإن أجابه بنعم ارتفع في عينه وإن قال لا، سقط من عينه وهو القائل (ع): قيمة كُلُّ امرء ما يحسنه.
ـ هل سنصل يوما ما إلى بلد مثالي يوفر للمواطن أبسط ضروريات الحياة؟
سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله كان يقول أن مشكلة اللبنانيّ أن غالبية الشعب مُدمن على الممنوعات وعلى الدخان والأركيلة وهما آفتان تَضرّان بالإنسان وبصحته وكذلك سياسياً فإنَّ الشعب اللبنانيّ مُدمن على تأييد زعمائه مع علمه أنهم يفتقدون العدالة والرحمة والإنسانية والوطنية ومرتشون وفاسدون، ومع ذلك يُدمِنُ على انتخابهم. والقاعدة الشرعية تقول: (ان الله لا يُغَيرُ ما بقوم حتى يُغَيروا ما بأنفسهم) نحن مع التغيير بالطرق الديمقراطية التى تحفظ كرامة الانسان.
وأنا أقولها بصراحة أنّه علينا القضاء على المافيات الموجودة في لبنان مثلما ما حدث في إيطاليا حيث ان الدولة هناك قضت على المافيات التي كانت تتدخل في شؤون القضاء والعدالة فمنذ فترة زمنية ليست ببعيدة قتلوا القضاة الأربعة في منطقة صيدا من قبل جماعة المافيات الموجودة تحت حماية الأحزاب والزعماء في لبنان.
فمن يحمي القضاة في بلدنا؟ حيث أنَّ القضاء هو أساس البلد وبما أنَّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو المظلّة للقضاة وهو حامي القضاء وحامي العدالة فالمفروض إطلاق يد القضاء وان لإ يكون هذا الأخير مُسيسٌ لأحد ورفع الحصانة عن أي إنسان مهما علا شأنه أو منصبه فكلنا سواسية تحت سقف القانون والنبيّ محمّد (ص)، قال: « ولو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها». وبعد إطلاق الحرية والحماية للقضاة نتمكن من الوصول الى وطن نطمئن أن نعيش مع أولادنا بظلاله.
ـ ما الذي أوصل البلد برأيك إلى هنا؟
سوء الإدارة والجميع مسؤولون عمّا وصل اليه الحال واذا أراد الشعب التغيير لا يكون عن طريق انقلاب عسكريّ او ما شابه ذلك بل عليهم اللجوء إلى الطُرق الديمقراطية كإنتخابات مُبكّرة أو نحو ذلك. وكما تعلمون جيداً ان اسرائيل تعتبر لبنان العدو الأول لها، وكانت قد تخلّصت سابقا من عدّة دول عربية مثل مصر والعراق فهما كانا من القوى الأساسية في العالم العربي والمنطقة. واليوم وجود المقاومة في لبنان هي لمصلحة البلد ولولاها لا نستطيع اخراج برميل نفط واحد لأنها تعتبر القوة الوحيدة والرادعة للعدو الصهيونيّ. والمطلوب في لبنان هو الوحدة الوطنيّة قبل كل شيء. وأن لا يكون هناك غالب أو مغلوب نريد أن تكون العدالة هي الغالب الوحيد على الفقر والجوع والجهل.
ـ ما أصعب موقف مررت به؟
هو الموقف من هولاء التكفريين الّذين يهددون لبنان وأمنه ومستقبله الّذين لا يؤمنون بالكيان اللبناني والّذين أطلقوا النار على الجيش اللبناني ويقطعون الطرقات دون رحمة أو شفقة على المواطن كما أنّهمَّ لا يحترمون مؤسسات الدولة والموقف من هؤلاء بحاجة إلى إجماع جميع اللبنانيين وهو بغاية الصعوبة علينا وعلى الوطن.
ـ هل تشاركون في مؤتمرات لتعزيز وتقارب الأديان فيما بينها؟
نعم شاركنا ونشارك دائماً إقتداءً بالامام السيّد موسى الصدر والعلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (قده) حيث شاركا كثيراً في مثل هذ اللقاءات. ونحن ما زلنا نمشي على خطاهما ونؤيد ونشجّع كل خطوة من هذا النوع وفِي جبيل منطقة العيش الواحد المشترك أُقيم مؤتمر خاص لهذه الغاية وكنا قد شاركنا به وقلنا اننا مع كل خطوة تُعزّز وترسخ المحبّة والتلاقي والحوار وأنا أعتبر أن السُباب والتكفير هو لغة الخوراج الذين كفرو الامام عليّ (عليه السّلام) وعثمان بن عفّان(رض)، كما أن المسيحيين واليهود هما من أهل الكتاب والسُنَّة والشيعة هما أُمّة واحدة ودين واحد وقبلة واحدة والتقارب مطلوب بين جميع الأديان.
ـ ما الفرق بينكم وبين اهل السنة؟
في كتابي «المدخل الى أصول الفقه الجعفري» وهو أطروحة كنت قد قدّمتها في النجف الأشرف وأشرف عليها أستاذي الشهيد آية الله السيد محمّد الصدر(قده)، عام 1978م. قلت: أنّ الخلاف بين السُنَّة والشيعة هو خلاف علمي فقط وهو يشابه الخلاف بين علماء النحو فإنّ علم النحو له عدّة مدارس وهي: مدرسة أهل بغداد وأهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الأندلس والخلاف قائم في علم النحو على قضايا علميّة، وبعض القضايا مثل الخلاف في الوضوء فمرجعه فهمنا للكتاب والسُنّة ولعلم النحو. كما أنّ المذهب الحنفي يأخد بالقياس ونحن لا نأخذ به وهذه الخلافات لا تتجاوز 10%. وأمّا الخلاف ما بيننا وبين المسيحيين فنقول ما قاله أستاذنا العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) فهو لا يتجاوز 40%. مصداقاً لقول الله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) سورة المائدة، الآية 82.
وائل خليل / Lebanon Gate