مذيعة لبنانية، جريئة، عفوية، تتمتع بأسلوب وبصمة خاصة تميزها عن غيرها، تطل يومياً عبر الأثير لتقوم بتقديم برنامجها الإذاعي الصباحي الذي اشتهرت بتقديمه طوال سنوات عديدة «يا ريما» في صوت الغد .
لُقِّبت بالإعلامية الذهبية التي دخلت غينيس وحطمت الأرقام القياسية، بحيث قدمت 46 ساعة من البث المتواصل عبر إذاعة وشاشة «أغاني أغاني» لتكون الوحيدة في العالم التي استطاعت أن تحقق هذا الأمر دون أن تصمت ولو لدقيقة واحدة، فكانت أن قامت بتحدي ذاتها وحصلت على مرادها. إنها الإعلامية ريما نجيم في لقاء خاص ومُميََّز مع مجلتنا:
- لماذا إخترتي أن تكوني مذيعة على الراديو بدلاً من الـ «TV» بالرغم من أنك تمتلكين وجهاً جميلاً؟
بدأ عشقي للإذاعة أولاً، من عمر المراهقة تقريباً، وبدأت رحلتي باكراً عبر الأثير وكنت منجذبة لهذا العالم وفِي البدايات أخذت كل اهتمامي.
وقدمّت لي فرصاً وشهرة ونجومية لم يحظى بها إِلَّا قلّة من نجوم الإذاعة في لبنان.
لا شك أنه في وقت لاحق تقدمّت لي عدّة عروض لبرامج تلفزيونية، أعترف أنني كنت «جبانة» في مرحلة ما خوفاً من أن تكون إطلالتي «دعسة ناقصة» في مجال التلفزيون قد تؤثر على ما بنيته في الإذاعة.
كانت لي تجارب تلفزيونية عدة من خلال حلقات تكريمية لكبار نجوم العالم العربي بدءاً من محطة الـ «LBC» وصولاً الى الـ «MTV» مؤخراً مروراً بحلقات إستثنائية لمحطات فضائية عربية.
إستهوتني فكرة تقديم الحلقات الخاصة لأنها تشكل إضافة لتاريخي المهني بينما البرامج الأسبوعية، لا سيما تلك التي تستضيف نجوماً وشخصيات، تضطّر لاستضافة نوعيّات أنا لم أستضفها لا في الإذاعة ولا في التلفزيون ولن أُقدم تنازلات في هذا المجال …
- لاحظنا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي إهتمامك بالدين، إلى أي درجة يلعب الإيمان دوراً مهماً في حياة ريما نجيم؟
أنا لا أهتمّ بالدِّين بقدر إهتمامي بذلك السلام الذي ننشده جميعاً ولا نتوصّل إليه إِلَّا من خلال عالم الروحانيات والسلام التي تُضفيه علينا بعض الأدعية خاصة في بداية الْيَوْمَ
وما يُكتب عبر مواقع التواصل الإجتماعي ينقل كلماتي التي اُطلِقها عبر الأثير وهي تلاقي إستحساناً لدى المستمع والقارئ خاصة وأنها لا تتوجّه إلى ديانة معينة ولا إلى طائفة
ولا حتى إلى ثقافة خاصة.
- ما رأيك بالإعلاميات المرشحات للإنتخابات النيابية وهل تقدمين لهن الدعم؟
أنا أؤيدهم طبعاً وكم نحن بحاجة إلى وجوه إعلامية وسيدات رائدات ومثقفات أن يدخلن البرلمان، لأني اعتقد أن الإنتخابات المقبلة هي الفرصة الأخيرة لإعادة النهوض بلبنان ومكافحة الفساد وتغيير الوجوه النمطية والتقليدية، وطبعاً أقدم وسوف أقدّم لهنّ الدعم الكامل.
- برأيك، من هي الإعلامية الأولى والإعلامي الأول على التلفاز؟
البرامج التلفزيونية أصبحت نوعاً ما تخصصية في لبنان والمنطقة، فهناك مقدمي البرامج الإجتماعية والثقافية وآخرين يقدّمون البرامج الترفيهية ولكل مجالٍ مذيعيه البارعين.
- ما هو أفضل برنامج حواري إذاعي قمتِ به؟
أوائل وهو برنامج حاورت فيه كبار المثقفين والكتاب والسياسيين والشعراء والفنانين من لبنان والعالم العربي. قدمته وما زلت أقدمه عبر أثير صوت الغد، عرّفني على قامات من عالمنا وتعلّمت الكثير من الكبار أمثال منصور الرحباني صباح عمر الشريف ماجدة الرومي وغيرهم والحوارات لا تكون عادة نمطية بل رحلة للغوص في أسرار نجاحات هذه الشخصيات وإخفاقاتها.
- حديثنا عن تجربة أطول Live Streaming والذي إستطعتي من خلاله دخول موسوعة غينيس؟
تجربة غينيس كانت فكرتي أردت من خلالها تحدي نفسي فجمعت المعلومات حول كاسر أكبر رقم قياسي لأطول حوار إذاعي، فكان أن خضت التجربة وأردت من خلالها إكتشاف إمكانياتي وقدرة التحدي لديّ من اجل ألّا أقدم ما يفوق الـ 45 ساعة بث مباشر على الهوا بدون أي هدف ما عدا دخول كتاب الأرقام القياسية، تبنّيت قصة طفلة وردتني قصتها عبر الفايسبوك وكانت بحاجة لعملية قلب، فكان أن قدّمت الماراثون من أجلها ومن أجل جمع المبلغ المطلوب لإجرائها وهكذا كان … فكان التحدي من أجل هدف إعتبرته أجمل ما يمكن أن أقدّم فلم تعد الأرقام تعنيني بقدر صحة «لاريسا» التي شجعتني وسهرت معي وإستمديت منها القوة
لاريسا الْيَوْمَ بصحة جيدة والحمدلله!
- ما رأيك بحرية الإعلام في لبنان والعالم العربي من منظورك الشخصي، خاصة بعد قصة الإعلاميين مارسيل غانم وهشام حداد؟
للأسف لا أصدق أننا نعيش في زمن قمع الحريات لم نعِش مثيلاً له في أزمنة الإحتلالات والوصاية ويبدو أن المعركة طويلة، وكلما تضامن الجسم الإعلامي
مع بعضه البعض كلّما زادت السلطة من محاولة الترهيب عبر القضاء اللبناني، إذا سقطت الحريات في لبنان إنتفى جوهر وجوده. ولا اظنّ ان أحداً من اللبنانيين سوف يسمح بذلك والتاريخ الحديث يشهد نحن قوم دفعنا دماً لنحيا بحرية..