التبويبات الأساسية

أصبحنا في موقع منافسة مع البلديات الكبرى
لم يكن هذا الرجل على مستوى طموحات أهل بلدته فحسب... إذ هو لم يكتفِ بتحقيق الوعود التي أطلقها، ولم يتوّقف عن خوض التحدّي تلوَ التحدي طوال السنوات الثلاث الماضية... هو آمن، خطط، عمل، تعب ونجح... فكان رجل دولة وإنماءٍ من الطراز الرفيع، رجل أملٍ وعملٍ نادرٍ في زمن كثر فيه المنظرون وأصحاب القول دون الفعل. إنّه باختصار الرجل الإستثنائي الذي نجح في غرس الطمأنينة في نفوس أهل بلدته فاستحقّ ثقتهم الغالية. لقد حمل ابن المتن الأعلى شعلة التنمية وإنطلق في ورشة عملٍ دائمة لا تعرف الإستراحة، إذ ان عينه الساهرة تأبى إلاً أن ترى حمّانا تشعّ نوراً على الخارطة السياحيّة المحليّة لا بل العالميّة، فيما فكره يبقى دائماً وأبداً مع أهل بلدته واحتياجاتهم المحقّة. بالفعل لقد جعل الريّس بشير فرحات المصلحة العامة خياره ومساره، بحيث أرسى نهجاً شفافاً مستقيماً حديثاً في إدارة البلديّة إستحق عليه كلّ تقدير من قبل الجهات والمنظمات الدولية التي باتت تنظر إلى حمّانا على أنّها البلدة اللبنانيّة النموذجيّة حيث الإستثمار مضمون النتائج. هي اذن حمّانا البلدة التاريخية العريقة وعروس المصايف المتألقة، تستعيد رونقها ومجدها بفضل مجهود مجلسٍ بلدي مميّز وعلى رأسه ريّس ناشط لا يهدأ. إنّه الأستاذ بشير فؤاد فرحات الذي يطلعنا على أبرز مميّزات هذه البلدة والمشاريع المنجزة والإستعدادات المرتقبة لموسم الصيف الواعد في حوارٍ شامل ننشر فيما يلي أبرز ما جاء فيه:

- ما الذي يميز حمانا عن غيرها من البلدات المتنية؟
تعتبر بلديّة حمّانا من أوائل البلديّات التي أنشأت في «لبنان» بحيث تأسس أوّل مجلسٍ بلدي في البلدة سنة 1886، هذا وتتميّز البلدة بطابعها التراثي الجبلي الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من تاريخ لبنان العريق وحضارته، ونحن كبلديّة نحرص اليوم لا بل نتشدد في تطبيق القوانين المتعلّقة بالمحافظة على هذه الميزة، وذلك من خلال إتباع نظام توجيهي عام يتعلق بالـ zoning، بحيث نلتزم معايير محددة في البناء كمنع بناء المباني الشاهقة ووجوب إستخدام القرميد والحجر الطبيعي وذلك حفاظاً على الطبيعة ورقي البلدة.
فنحن ومنذ تسلّمنا مهامنا البلدية منذ ثلاث سنوات، نعمل ضمن مجلسٍ متوافق ومتجانس إلى أبعد حدود علماً بأن عدد الأعضاء هو 15، وقد وضعنا خطة عمل متكالمة، واليوم أسمح لنفسي بالقول بأننا نجحنا بعملنا، وأثبتنا أن الإنسان يستطيع أن ينجز ما يطمح إليه من مشاريع عندما يتبع خطة معيّنة من ضمن إستراتيجية محددة الأهداف.

- ما تقولون عن العرف البلدي في حمانا، وهل تؤيدون مثل هذا الإجراء؟
في الحقيقة هناك عرفٌ بلدي متبّع منذ العام 1998، إذ توجد في حمّانا عائلتان كبيرتان هما عائلة آل ابي يونس والحداشنة، وهاتان العائلتان كانتا تاريخيّاً في حالة صراعٍ سياسي طويل، إلاّ أنّه ومنذ العام 1998 حصل إتفاق تعاون بين الطرفين من أجل تهدئة الأجواء في البلدة وأيضاً من أجل المحافظة على حقوق كافة العائلات من حيث التمثيل والمشاركة في صنع القرار، وأنا على المستوى الشخصي أتمسّك بهذا الإتفاق لأنه يجعل الأجواء ملائمة أكثر للعمل والتواصل والتعاون، فكلّنا بنهاية المطاف نهدف ونطمح للأفضل.

- هل تكفي رئيس البلدية مدّة ثلاث سنوات للعمل وتحقيق الإنجازات برأيكم؟
سأحدثكم عن تجربتي الشخصية في هذا المجال، فخلال السنوات الثلاث الماضية أنجزنا مشاريع عديدة ومهمّة جدّاً للبلدة، إذ ان فترة الثلاث سنوات القصيرة نسبيّاً تدفع الشخص المسؤول للملاحقة والمتابعة بشكلٍ يومي من أجل تنفيذ المشروع سواء على الأرض أو في دوائر الإدارات والمؤسسات الرسميّة. وهنا اليوم أتحدث عن ما يقارب الـ 15 مشروعاً، وقد تمكّنا من إنجاز غالبيّة هذه المشاريع بتمويلٍ خارجي سواء عبر الوزارات أو عبر المؤسسات المانحة والهيئات والمنظمات غير الحكومية، لقد تمكّنا من إعادة الثقة إلى البلديّة وأثبتنا أننا نعمل ومنتجين، وبالفعل فقد حصلنا على هبات عينيّة وماليّة.

- ماذا بعد هذه السنوات، كيف ستتابعون المسيرة؟
أنا أنتمي إلى عائلة تتعاطى الشأن العام منذ مئات السنين، فقبل البلديّة وبعدها سيبقى بيتنا مفتوحاً أمام المراجعات الإجتماعية والإنمائية والسياسية، مع الإشارة إلى أن الدافع الأساسي الذي يقف خلف دخولي هذا المعترك هو المخالفات والإختلاسات التي حصلت في البلديّات السابقة، نحن أتينا لتصويب الأداء والمسار وقد نجحنا في تأسيس نهجٍ جديدٍ، وأعدنا بناء هيكلية إدارية جديدة للبلديّة، بحيث قمنا بتفعيل الجباية وزيادة مردودها وقمنا بترشيد الإنفاق على النحو الذي يضمن تحقيق الإنماء المطلوب ..
فنحن أبناء مدرسة تؤمن بالشفافية وتحرص على المال العام والمصلحة العامة التي يجب أن تتقدم على كافة المصالح الشخصية الأخرى.. من هنا، نجحنا في إعادة الثقة إلى البلدة حتى باتت حمّانا عى كلّ لسان، وهذا الصيف ستنتقل البلدة إلى مكانٍ آخر. فنحن والرئيس المقبل في حال تنسيق دائم وكلّ المشاريع ستستكمل لما فيه مصلحة وخير حمّانا وأهلها. وهنا أستطيع القول بأن هناك الكثير من الإستثمارات السياحية الواعدة في البلدة ما يبشّر بموسمٍ صيفي ممتاز.

- ماذا عن السياحة في حمّانا، وما هي أبرز معالمها؟
تعتبر حمانا من قرى الإصطياف التقليديّة، إنما للأسف فقد تركت الأحداث السياسية والأمنية التي مرّت على لبنان في السنوات القليلة الماضية أثرها على البلدة، بحيث غاب السائح العربي وتحديداً الخليجي الأمر الذي كان له انعكاسات سلبيّة على البلدة، وأمام هذا الواقع، قمنا بوضع إستراتيجية جديدة في المجلس البلدي تهدف الى التعويض عن السياحة التقليدية من خلال خلق سياحات بديلة يستفيد منها اهل البلدة. من هنا، عملنا على تنشيط السياحة البيئية والإستثمار بها لما تتمتّع حمّانا من مناظر ومقوّمات طبيعيّة إستثنائية ساحرة، والتي باتت تشكل ملاذاً للراحة والإستجمام، وبالفعل فقد تمكنّت البلدة من جذب العديد من هواة المشي في الطبيعة والـ Canyoning الذي هو عبارة عن النزول بالحبال على الصخور. وفي حمّانا توجد أيضاً أسواق قديمة تعود إلى القرن الثامن عشر والسادس عشر والتي لا تزال تتمتع بمعالمها التراثية ورونقها وحجارتها الصخرية «العقد».
وفي موازاة السياحة البيئية، تسعى البلديّة إلى تعزيز السياحة الدينية بحيث توجد في البلدة دور عبادة متنوّعة من كنائس وأديرة قديمة وغيرها وقد جرى مؤخراً رفع تمثال للقديس شربل بطول 16 متراً في نقطة كاشفة ومطلّة تستقطب الزوّارالمؤمنين من كلّ صوب. بالإضافة إلى كلّ ذلك، تتميّز حمّانا بمعالم ثقافية عدة تسعى البلدية إلى تطويرها وتحديثها وإستحداث الجديد منها، كالمكتبة العامة التي تضم ما يقارب الـ 9 آلاف كتاب، وأيضا مسرح وسينما «روكسي» التي إستضافت عروضاً مسرحية ضخمة عدّة بالإضافة إلى بيت الفنان الذي إفتتح أخيراً والذي يهدف إلى تأمين راحة الفنانين اللبنانيين والعرب والأجانب وتوفير المكان الملائم لهم للعمل والإضاءة على أعمالهم الفنيّة وتطويرها. كما يستضيف «بيت الفن» أنشطة ثقافيّة وفنيّة عدّة، منها ورش عمل، مسرح، سيرك معاصر، تدريب مهني، رقص متنوع، عروض مخصّصة للعائلات والأولاد، عروض موسيقيّة مختلفة، إلخ.

- ماذا عن تحضيرات يوم الكرز الذي بات محطة ملفتة للبلدة؟
بالفعل، يعتبر يوم الكرز الحمّاني من أهم النشاطات التي تقوم بها البلدية، فحمّانا تشتهر بالكرز وكلّ سنة تستقبل البلدة الناس من كلّ لبنان للإستمتاع بهذه الفاكهة اللذيذة، فقد تمكّن هذا النشاط من خلق حالة معيّنة بالإضافة إلى تنشيط الدورة الإقتصادية والسياحية، مع الإشارة إلى أن منتوج الكرز في حمّانا والقرى المجاورة يباع في خلال يومين فقط، من هنا فإن هذا النشاط ساهم بإعادة تفعيل الزراعة بعدما تمّ إهمالها لعشرات السنوات.

- ماذا عن التركيبة الإجتماعية لأهل حمانا؟
إن عدد المقيمين في البلدة يختلف بين فصلي الصيف والشتاء، ففي الصيف يبلغ عدد المقيمين نحو 3000 آلاف نسمة في حين ينخفض العدد إلى 1500 نسمة خلال فصل الشتاء. هناك 30 عائلة مسجلّة في نفوس البلدة وهي تتوّزع على كافة الطوائف والمذاهب كما أنها تعيش بإلفة ومحبّة ورقي.

- كيف توّفقون بين عملكم العام وعملكم الخاص؟
إنّ عملي البلدي يأتي طبعاً على حساب عملي الخاص، فأنا أعمل في قطاع التأمين ولدي بعض الاستثمارات في بعض المؤسسات، لا شكّ بأن عملي الخاص تأثر نتيجة انشغالي الدائم في العمل البلدي ومتابعة المشاريع العامة.

- ماذا تطلبون من الدولة اليوم؟
في الحقيقة لقد آن الأوان لإقرار موضوع اللامركزية الإدارية، لأنها تؤمن لنا الإستقلالية الضرورية التي تتيح لنا توفير خدمات عديدة لأهل المنطقة وتريح المدينة من التخمة التي تعاني منها. على صعيد حمانا قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، فقد استحدثنا مركزاً للأمن العام، وآخراً للدفاع المدني، وأيضاً مركزاً للشؤون الإجتماعية والضمان، وآخر لدائرة النفوس، ولدينا مشاريع لاستحداث مراكز لقوى الأمن وغيرها من الإدارات المتصلة مباشرة بحياة الناس. إنّما لا بدّ من الإشارة مجدداً إلى أن إنجاز المشاريع يتطلب روتيناً إدارياّ محدداً وغالباً ما يصطدم بتشابك المصالح بين الوزرارات والإدارات.

- ما هو شعوركم وانتم على أبواب تسليم الشعلة؟
في الحقيقة أنا سعيد، لقد تسلمت الأمانة وعملت بكلّ إخلاص ونجحت في وضع بلدتي على السكة الصحيحة، فحمّانا هي عاصمة المتن الأعلى وعروس المصايف وستبقى كذلك، فقد أثبتنا أننا رقمٌ صعبٌ على مستوى المنطقة وأصبحنا في موقع منافسة مع البلديات الكبيرة، ذلك أن المشاريع التي قمنا بها سواء على مستوى البنى التحتية أو المشاريع الإنمائية المختلفة كان لها وقع إيجابي عند الناس والجهات المعنية، بحيث تم تنفيذها بوقتٍ سريع وهذا ما جعلنا محط ثقة لدى المؤسسات الرسميّة والدوليّة ولدى الرأي العام.

صورة editor2

editor2