التبويبات الأساسية

عقد لقاء في مركز التنمية والحوار حضرته شخصيات من مدينة صيدا وقضاء جزين وأعضاء من المنتدى اللبناني الدانماركي للحوار الإسلامي المسيحي، بينهم شباب من لبنان، الأردن، فلسطين، سوريا والعراق، بدعوة من منتدى التنمية والثقافة والحوار وحلقة التنمية والحوار.

وشارك في هذا اللقاء بطريرك الروم الكاثوليك السابق غريغوريوس الثالث، ألامين العام للفريق العربي للحوار المسيحي الإسلامي القس الدكتور رياض جرجور، رئيس المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات حول حوار الأديان العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، ألامين العام لتجمع علماء فلسطين الشيخ محمد الموعد، وعدد من ممثلي الهيئات البلدية والاجتماعية والثقافية، رجال دين من مختلف الطوائف في مدينة صيدا وقضاء جزين.

أدار جلسات الحوار رئيس حلقة التنمية والحوار إميل إسكندر في موضوع العلاقات المسيحية الإسلامية وتجربة العيش المشترك في لبنان والدانمارك.

وبعد كلمة الترحيب واستعراض دور المطران سليم غزال في تعزيز الحوار المسيحي الإسلامي ودعم مسيرة العيش المشترك في مدينة صيدا وجوارها طيلة خمسين عاما وبالتعاون مع قيادات روحية، تم توزيع الحديث على جلستين:

الجلسة الأولى تمحورت حول تقديم شهادات حية من جانب المشاركين من خلال تجاربهم الشخصية المعاشة قبل فترة الأحداث اللبنانية في العام 1975 وخلالها وبعدها ثم في مرحلة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وما تركه من آثار سلبية على الأصعدة كافة. وقد تميزت هذه المداخلات بالصراحة والتنوع بهدف إلقاء الضوء على حقيقة تجربة العيش المشترك في لبنان وما تخللها من محطات سلبية وإيجابية على مدار الظروف والأحداث مع التأكيد على إرادة اللبنانيين جميعاً في قبول صيغة التنوع ورفض كل أنواع التجزئة والتقسيم بما تمثله هذه الصيغة من قيمة حضارية مشرقة كنموذج للعيش الواحد في لبنان ودول المنطقة.

كما، قدم أعضاء من الوفد الكندي شهادات عن تجربة العيش المشترك في الدانمارك وطبيعة العلاقات المسيحية الإسلامية القائمة على أسس الاحترام المتبادل المستوحاة من القيم الدينية والإنسانية المشتركة في الإسلام والمسيحية.

وفي الجلسة الثانية، قدم المشاركون اقتراحات وتوصيات عملية تعزز مبدأ الحوار والعيش المشترك من خلال: تحديث الصيغة الحالية للنظام السياسي في لبنان القائمة على مبدأ الطائفية والمحاصصة والتوجه نحو بناء دولة مدنية حديثة، دولة المواطنة والكفاءة، مع احترام كامل لحرية الاعتقاد الديني وممارسة الشعائر الدينية في نطاق القانون وتأمين العدالة والمساواة واحترام كرامة الإنسان.
- تعزيز مبدأ الاختلاط بين المواطنين في مجالات السكن والمدارس والجامعات وأماكن العمل بما يعيد التواصل والتلاقي بعد إفرازات الحرب وما نتج عنها على صعيد تضييق المساحات المشتركة والفرز السكاني وما تركته من نتائج سلبية على صعيد الوحدة الوطنية والعيش الواحد. تكرار هذه الندوات ودعوة جيل الشباب للمشاركة والتعبير عن آرائهم وهواجسهم وتطلعاتهم وخلق مساحات حوار مشتركة بينهم بعيداً عن السياسة ووسائل التواصل الاجتماعي والصراعات الحزبية والمناطقية الضيقة. التشجيع على أسلوب الكتابة والنشر من جانب المفكرين والمثقفين وجيل الشباب في موضوعات وطنية وإنسانية تسهم في تدعيم الصورة الإيجابية للعيش المشترك في لبنان ومن بينها وضع كتاب تربوي جديد في المدارس والمؤسسات التربوية يتضمن القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية المشتركة لتعميم ثقافة الحوار واحترام الآخر وتعزيز الوحدة الوطنية. تشكيل لجنة منبثقة عن هذا اللقاء لتوجيه رسالة إلى المسؤولين بضرورة العمل الجدي والحثيث للخروج من هذا النفق الطائفي والانقسام السياسي الذي بدأ يصدًع الكيان الوطني ويترك آثاره السلبية على مجمل القطاعات المعيشية والاقتصادية والتي بدورها تؤدي إلى المزيد من الأزمات وفي طليعتها تفشي البطالة والهجرة وبخاصة لدى جيل الشباب.

كما، قدم الوفد الدانماركي بعض الاقتراحات لتعزيز ثقافة الحوار واحترام إيمان الآخر بعيدا من أسلوب التجريح والاتهامات الشمولية من أجل وضع حد لظاهرة العنف والتطرف التي تجتاح دول العالم في الشرق والغرب.

اشارة إلى أن هذا الوفد يزور لبنان من ضمن منتدى الحوار اللبناني الدانماركي للعلاقات الإسلامية المسيحية، بالتعاون مع منتدى التنمية والثقافة والحوار للمشاركة في أعمال ورشة عمل في برمانا مع شباب عرب من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، تتخلله زيارات إلى المناطق اللبنانية للاطلاع على خبرة اللبنانيين في مجالات العيش المشترك والعلاقات المسيحية الإسلامية، بغية الافادة منها في الواقع الدانماركي والأوروبي بشكل عام بعد ظاهرة العنف والتطرف التي اجتاحت الغرب في السنوات الاخيرة.

صورة editor

editor