التبويبات الأساسية

ألقى عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان كلمة الرئاسة في الحركة في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية "التعاون الإسلامي في مواجهة المصائب والبلايا"، وشكر في مستهلها الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الدكتور حميد شهرياري على هذه الدعوة.

وقال: "أحيي السادة والسيدات الذين تحدثوا في الجلسة الإفتتاحية والإختتامية لا سيما أولئك الذين أثروا المؤتمر في مداخلاتهم القيمة وإن كان موضوع المؤتمر يتمحور حول "التعاون الإسلامي في مواجهة المصائب والبلايا"، فإن الإصرار على عقد هذا المؤتمر في الفضاء الإفتراضي بمواكبة جمع غفير من كبار العلماء والمفكرين والباحثين من أرجاء العالم ليس هذا إلا دليلا على إصرار المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية لتحقيق المزيد من التواصل وتجسير الهوة التي يحاول الأعداء ويسعون سعيا دؤوبا في سبيل زيادتها عمقا واتساعا أو برفع جدران العزل بين أبناء الأمة الواحدة بل والوطن الواحد. ولا بد أن نسجل للجمهورية الإسلامية الإيرانية سعيها المتواصل لجمع شتات الأمة بالأخذ على يد العابثين الذين يروجون لعزل الآخر باختلاق شعارات ملتبسة في أساسها".

أضاف: "لقد حدد الإمام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره أن النصر يستوي على قاعدة كلمة التوحيد ووحدة الكلمة وبين التوحيد والوحدة تلازم مصير ومسار، وهذا دأب مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام القائد السيد علي الخامنئي الذي يحرص في كل مناسبة أن يدعو إلى الوحدة ونبذ التعصب والتنابذ لتفويت الفرصة على الأعداء الذين يتسللون بين فجوات التفرقة والعصبية التي تنبت وتتحفز بالجهل وقصف العقول".

وتابع: "نحن نتحدث من لبنان بلد المقاومة والعيش الواحد، إذ نفتخر أن نتحدث عن تجربة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر قائد حركتنا أمل الذي راهن على الوحدة الوطنية معتبرا أن لبنان مختبر حضاري وأن تعدد الطوائف والمذاهب مصدر غنى وليس نقطة ضعف، وأن التحدي للعدو الصهيوني العنصري يكمن في نجاح تجربة العيش المشترك أو العيش الواحد بقبول الآخر والبحث عن الإيجابيات لتوظيفها في خدمة الوطن وإهمال السلبيات التي لم تسهم مرة واحدة في بناء الوطن وإنسانه. لذا من خلال هذه التجربة ومن خلال النتاج الكبير لموضوع التقريب بين المذاهب، فإننا مدعوون جميعا إلى ممارسة الوحدة عن قرب لمواجهة ما يتهددنا جميعا من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أرضا وشعبا عبر سياسة التطبيع حينا أو من خلال سياسة الإنهاك بحروب داخلية أو بينية عبر القابعين في الغرف السوداء لإحراق البلاد وإغراقها وقد لا ينفع شيء إن استفقنا بعد فوات الأوان".

وقال: "إن تشكل حال الوعي على المستوى العام وليس النخبوي فقط مدخل أساسي للحد من الإستثمار على الجهل، وإن سياسة التطبيع أخذت طريقها منذ زمن في محاولة حصار كل من يقول بالمقاومة للمشروع الصهيوني الأميركي والقوى المتحالفة معه. من هنا حوصرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا زال هذا الحصار قائما عقابا وانتقاما من موقف إيران الريادي الرافض لطمس القضية الفلسطينية واغتصاب الأرض الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة، ولو فعلت غير ذلك لتعزز دورها في المنطقة بل والعالم. ولذلك شنت حرب شبه كونية على سوريا حيث تم إرسال عشرات آلاف الإرهابيين ومن أكثر من ثمانين بلدا على مرأى ومسمع من دول كبرى وصغرى عدوة وغير عدوة، كل ذلك عقابا على موقف سوريا بجيشها وشعبها وقيادتها تجاه القضية الفلسطينية، فكانت المحاولات المتتالية لإضعاف دور سوريا لإرغامها على التنازل ولكنها صمدت وانتصرت. ومن هنا يعاقب لبنان ومقاومته وشعبه لأننا تمسكنا بحقنا بتحرير أرضنا وتأمين السيادة الوطنية للبنان".

أضاف: "إن فلسطين هي المكون الجمعي للعرب والمسلمين والمسيحيين وجميع الأحرار في العالم واننا انتصرنا برافعة العمل الوطني بتماسك الموقف بين الجيش والشعب والمقاومة، ولمن يراهن على النيل من المقاومة فإننا نقول المقاومة باقية باقية باقية، وإلى الذين يعتاشون على الصيد في الماء العكر نقول ليس واردا لا من قريب ولا من بعيد القبول بأن تفضي مفاوضات الترسيم إلى تطبيع لا مكان له إلا في مخيلة بعض الأغبياء الذين يجهلون التاريخ والجغرافيا ومداد العلماء ودماء الشهداء".

وتابع: "إن شعوب العالم الإسلامي ودوله مدعوة اليوم لتطوير أساليب المواجهة الإقتصادية وصولا إلى التحرر الكامل من الهيمنة في مواجهة تغول النيوليبرالية والرأسمالية المتوحشة التي تقبض على مآل لقمة العيش وكفاف الحياة".

أضاف: "ينعقد هذا المؤتمر ونحن أمام تحدي جائحة كورونا حيث يركز مؤتمركم في أعماله على سبل المواجهة في هذه الظروف الصعبة، فلا بد في الختام، من الإلتفات إلى أهمية التعاون في المجال الصحي والتكنولوجي ولدينا خبراء يعتد بهم على مساحة العالم، فإننا ندعو إلى ترشيد وأنسنة العمل الصحي والتكنولوجي ليكون الهدف خدمة الإنسان بدل تحويله إلى سلعة بين تجار الأزمات والآفات، وهذا يحتاج إلى حفظ أصحاب الكفاءات وتعزيز دورهم وبناء مراكز لتبادل الخبرات وإيقاف نزيف الهجرة المستمرة عندما لا تتوفر فرص العمل ومقومات نجاح الخبراء والعلماء الكبار".

وختم:"أخيرا وفي إطار الحديث عن التقريب والدعوة الى الوحدة، فإننا نحيي العاملين من أجل التقريب والوحدة، وهي مناسبة لنرفع توصية إلى مؤتمركم هذا لتدرج في البيان الختامي، وهي قضية تحرير الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين من سجنهم في ليبيا حيث تم إخفاؤهم في 31 آب 1978 على يد المجرم معمر القذافي بعد أن تم توجيه دعوة رسمية ليبيية للامام. إننا نعتقد أن المجرم القذافي مسؤول عن عملية الإخفاء والسلطة الليبية الحالية مسؤولة عن عملية تحريرهم".

صورة editor3

editor3