هنالك ما يقارب الـ 4300 ديانة حول العالم، وتعتبر الديانات الابراهيمية من أكبر الديانات بناءً على عدد التابعين، ولكن السيخية والتي أخذت جزء من التعاليم الهندوسية والإسلامية بسبب المنطقة التي نشأ فيها مؤسس هذه الديانة، تحظى بعددٍ كبير جداً من التابعين، فلنتعرف عليها أكثر في هذا المقال.
تأسست السيخية قبل ما يقارب 500 عام، وتعتبر خامس أكبر الديانات في العالم، إذ لديها ما يقارب الـ30 مليون تابع في جميع أنحاء العالم.
الغورو ناناك ديف:
تأسست السيخية على يد الغورو (والتي تعني الأب الأكبر أو المعلم) ناناك ديف في نهاية القرن الـ15 في منطقة البنجاب بالقرب من الباكستان، وكان قد نشأ في أسرة هندوسية وكان أيضاً قريباً جداً من المسلمين، حيث أخذ تعاليماً من كلتا الديانتين، فأفتتح مطعما ليضم الهندوس والمسلمين.
بعد ذلك اختفى ناناك لفترة قصيرة ثم عاد مدعيا أنه رسول من عند الله لكافة البشر بمختلف أديانهم، وسافر إلى عدة أماكن لنشر معتقده، من بينها العراق ومكة، وكان هدفه الأول من إنشاء هذا الدين هو تحسين الديانات القديمة (الإسلام والهندوسية)، وتجديد الأحكام والتعاليم التي تتخللها خاصة تلك التي تحرض على العنف.
يعتبر الدين السيخي من الديانات التوحيدية حيث تعتبر عبارة ”إكونكار“ والتي تعني ”إله واحد“ هي أساس هذا الدين.
رجل سيخي يتعبد
على الرغم من أن عمر هذا الدين حوالي 500 عام إلا أنه يعتبر دين تقدمي، حيث أنه كان سبّاقا لأوانه في الإيديولوجيات حتى أثناء تأسيسه فقد كان يدعو للإنسانية والمساواة بين كافة البشر، ويعتبر الغورو غرانت صاحب (الكتاب المقدس) هو المعلم في الوقت الحالي بعد وفاة الغورو غوبند سينغ الذي يقدس من قبل السيخ كرمز للمعلم العاشر للسيخ.
الغورو غوبند سينغ:
هو المعلم العاشر للسيخ، ويعتبر آخر المعلمين البشريين حيث انتقلت غوروية السيخ إلى المعلم الحادي عشر وهو الغورو غرانت صاحب.
الغورو غرانت صاحب:
هو الكتاب المقدس لدى السيخ، وهو مجموعة تراتيل مجموعة من 7 من المعلمين توضح صفات الإله، وهو مكتوب باللغة البنجابية ويتكون من 1430 صفحة.
10 معلومات مهمة عن السيخية:
هناك العديد من المزايا التي تجعل هذا الدين فريداً بطريقته الخاصة، والمعلومات التي سنذكرها أدناه قد يكون الكثيرون منكم على جهل بها:
1. مفهوم الله مختلف تماماً في السيخية عن الذي تعرفه الديانات الأخرى، فبحسب النصوص البنجابية فإن الله هو ”أكال بورخ“ و”نراكار“ والتي تعني الإله الدائم عديم الجنس.
2. كان الناس يكنون الإحترام للسيخ على مر الزمان، فقد ضحّوا بحياتهم من أجل قضية الإنسان، فالسيخ لم يحاربوا فقط من أجل السيخ بل من أجل جميع الديانات، حتى أنهم يقرون بأحقية الناس في عبادة ما يشاؤون.
3. الغورو جوبند سينغ هو من ابتدع ”خالسا“، وهي حركة الأخوية والأختية الروحية هدفها الاستقلال عن الحكم الإسلامي وتذكير السيخ بإلتزاماتهم الإنسانية، ولكن جيش خالسا لم يدم طويلا، فقد سقط على يد المسلمين الذين أعدموا قادته.
4. الرمز العالمي الذي يستخدمه السيخ هو ”خاندا“، وهو سيف ذو حدين، تحيط بهذا السيف خناجر، وهو تمثيل للقوى الروحية والدنيوية التي تكتنفها وحدانية الله.
الخاندا، وهو سيف ذو حدين، وهو رمز للديانة السيخية
الخاندا، وهو سيف ذو حدين، وهو رمز للديانة السيخية
5. من الحقائق المثيرة عن السيخية هو أن ارتداء العمامة، ليس عرفا إجتماعياً بل إلزاميا وهي ركيزة من ركائز الإيمان عند السيخ.
6. يقوم السيخ رجالاً ونساءً بتغطية رؤوسهم ﻹظهار احترامهم للدين.
7. لا يحلق السيخ مطلقا شعورهم، فالشعر منبع قوة لديهم و يساعدهم على التركيز الروحاني، فتجدهم يلفونها فوق رؤوسهم.
8. يمنعون تمثيل الإله في صور ويرفضون عبادة الأصنام والأوثان، كما يحرمون أكل لحوم البقر بينما يبيحون أكل لحم الخنزير.
9. ينكر السيخ الوحي والنبوة.
10. يؤمن السيخ بتناسخ الأرواح، فهم يعتقدون بأن روح أي معلم تنتقل إلى الذي يليه بعد وفاته.
الكافات الخمسة:
الكافات الخمسة في السيخية
وهي أصول الدين الخمسة التي وضعها الغورو ”جوبند سينغ“ وسميت بالكافات ﻷن جميعها تبدأ بحرف الكاف وهي:
كيش: عدم حلاقة الشعر إطلاقاً.
كانغا أو كناها: وضع مشط صغير لتهذيب الشعر عند الحاجة لذلك.
كارا: وضع سوار فولاذي في المعصم.
كيشارا أو كاشا: سروال متسع يضيق عند الركبتين.
كيربان: خنجر يحمله السيخي لحماية نفسه يحرم إستخدامه ﻹيذاء بعضهم.
يلتزم بعض السيخ بجميع الكافات ويعرفون باسم ”أمريت“، بينما يتمسك معظهم بكافة واحدة وهي ارتداء السوار كدليل على التمسك بالدين.
التحية المشتركة لدى السيخ هي ”سات سري أكال“ وتعني ”الله الخالد هو الحقيقة“، وهي تظهر إعتقاد الغورو ناناك بأنه لا يوجد شئ اسمه دين باق إنما البقاء و الديمومة لله وحده.
الزواج عند السيخ:
لا يهتم السيخ عادة بالفروق الطبقية بين الرجل والمرأة بل بالالتزام الديني، وعلى الشاب أو الفتاة قبول الشخص الذي اختاره لهم كبار العائلة وعدم رفضه وإلا نزل عليهم غضب الإله وكبار العائلة، هذا ولا يسمح لهم بالزواج من غير السيخ كما لا يحبذ عندهم تعدد الزوجات.
مراسم الزواج لديهم تعرف باسم ”أناند كاراج“ أو ”اتحاد زوحين“ وتعني حرفياً: ”حدث سعيد“، وهي تتشابه كثيراً مع مراسم الزواج الهندوسي.
أعيادهم:
• ماغي: يحتفل بهذا العيد في الرابع عشر من يناير كل عام تمجيدا لذكرى الأربعين شهيدا الذين قتلوا على يد المغول بقيادة وزير خان في يناير 1705.
عيد ماغي في الديانة السيخية
عيد ماغي
• باركاش: هو عيد ميلاد الغورو ”جوبند سينغ“ حيث يحتفل به السيخ في جميع أنحاء العالم في شهر يناير أيضا.
عيد عيد ميلاد الغورو ”جوبند سينغ“ في الديانة السيخية
عيد باركاش
• هولا موهالا: مهرجان سنوي يقام بمدينة ”أناندبور صاحب“، وقد بدأ هذا المهرجان عندما كان الغورو جوبند سينغ يجمع السيخ للتدريبات العسكرية والمعارك التدريبية، ويحتفل به الآن في السابع عشر من مارس من كل عام.
عيد هولا موهالا في الديانة السيخية
عيد هولا موهالا
• البيساكي أو الفيساكي: ويحتفل به في الثالث عشر من أبريل، وهو الذكرى السنوية لميلاد جيش خالسا، كما يعتبر رأس السنة السيخية ويحتفل به من قبل الهندوس أيضاً لتزامنه مع رأس السنة الهندوسية.
البيساكي أو الفيساكي في السيخية
• مهرجان استشهاد الغورو أرجون: يحتفل بالذكرى السنوية ﻹستشهاد الغورو أرجون الذي قتل على يد المغول.
عيد ماغي في الديانة السيخية
عيد الغورو أرجون
• ديوالي: من منا لم يسمع بهذا الاسم من قبل! فمن الطبيعي أن تكون قد سمعت به أو قرأت عنه ﻷنه يعتبر من أكبر الأعياد، حيث يحتفل به من قبل الهندوس والسيخ وأيضاً البوذيين بإضاءة وترتيب وتزيين المنازل، وتوزيع الهدايا ويستمر العيد عادة لمدة 6 أيام متتالية تبدأ بالتاسع من نوفمبر.
عيد الديوالي في الديانة السيخية
عيد الديوالي
• بسنت: هو إحتفالية يقيمها سكان البنجاب كل عام، ويعرف أيضاً بعيد الطائرات الورقية حيث يطلى خيط الطائرة الورقية بزجاج مطحون ويصبح حاداً بحيث يقطع خيط الطائرة الورقية الأخرى المنافسة.
