زار وزير الصناعة عماد حب الله، مدينة صيدا صباح اليوم في إطار جولة على عدد من المرافق والمصانع والمؤسسات يرافقه فيها مستشاره فراس زعيتر، واستهل جولته بزيارة غرفة الصناعة والزراعة والتجارة في صيدا حيث كان في استقباله رئيس الغرفة محمد صالح واعضاء الغرفة وعدد من رؤساء المصالح الصناعية وعاملين في القطاع الصناعي.
وعقد في الغرفة اجتماع تم خلاله البحث في أمور تهم الصناعة في الجنوب، في حضور رئيسي مصلحة الصناعة في الجنوب والنبطية، بعدها عقد مؤتمر صحافي تحدث فيه الوزير حب الله.
وقال: "جئناكم اليوم الى أرض الجنوب وتحديدا أردنا أن تكون الإنطلاقة في جولتنا من بوابة الجنوب وعاصمتها مدينة صيدا. جئناكم في مناسبتين: الأولى عيد العمال، عيد الانتاج، عيد التضحية، عيد السواعد التي تنتج وتعطي وتضحي بلا حساب، أما المناسبة الثانية فهي كما تعرفون أن الحكومة أنهت خطة الاصلاح الاقتصادي والمالي. الخطة التي احتاجت منا كحكومة وخبراء واقتصاديين وماليين وموظفي قطاع عام الى جهد استمر أسابيع عدة نجحنا في نهايتها أن ننجز الخطة ولو كانت دون تطلعاتنا لشعبنا الذي عانى ويعاني من منظومة الفساد والافقار، وأن نقدم للبنانيين هذه الخطة التي تنطوي على وعد كبير بإعادة الاستقرار والتوازن الى اقتصاد البلاد ولو بعد مدة من مواجهة التحديات ونتائج السياسات العقيمة السابقة. وهنا لا بد وأن نقر بأن لبنان يحتاج الى الكثير ليستعيد عافيته".
أضاف: "نحن ما أتينا كحكومة إلا للتصدي لهذه المهمة التي نعتبرها واجبا وطنيا بامتياز، وكنا ندرك تماما ومنذ اللحظة الأولى لتكليفنا حجم ما ينتظرنا من تحديات وحجم ما يعلقه علينا اللبنانيون من آمال ونسأل الله التوفيق وشعبنا الدعم والصبر ومواجهة التسييس والتطييف والمذهبة، وكلها أدوات المنظومة الملعونة".
وأكد أن "خطة الاصلاح الاقتصادي والمالي، تتضمن فصلا أساسيا في إعادة الروح الى قطاعين أساسيين، نعرف تماما أنهما من أسس النهوض الاقتصادي، هما الصناعة والزراعة دون إهمال قطاعات التجارة والسياحة والمال.
من هنا نقول، إن محطتنا عندكم اليوم هي جزء من رحلة بدأناها على طول الجمهورية لمعرفة واقع الصناعات اللبنانية، وللقاء الصناعيين والاطلاع منهم على سبل التنسيق والدعم. كي نبدأ معا في رحلة النهوض الصناعي، ونعيد للصناعة دورها الاساس في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وفي تأمين الاكتفاء الذاتي في سبيل الأمن الصناعي والزراعي والاقتصادي والمعيشي لهذا البلد".
وأردف: "لا نغالي إذا قلنا أن جزءا أساسيا من الانهيار والتداعي الحاصل، يعود الى إهمال المعنيين طوال العقود الماضية لقطاعي الصناعة والزراعة والى تهميش دورهما الحيوي، وتغليب قطاعات أخرى لم تكن على حجم الآمال التي علقت عليها. ما أريد أن أقوله اليوم، من هنا من غرفة التجارة والصناعة في مدينة صيدا، اننا كحكومة مصممون على المضي قدما في دعم الصناعة لاعادة انهاض هذا القطاع الحيوي، ودعم القطاعات المنتجة الاخرى، لكي نضمن أمننا الاجتماعي، ولكي نحصن سيادتنا وقرارنا الوطني، وهذا، ولا شك، يحتاج الى جهد وتعاون وخطة عمل يجب أن نكون جميعا شركاء بتطبيقها كي نصل الى هدفنا. لذلك وكما أطلقنا من جبل لبنان، وتحديدا من بكفيا، دعوة الى الاستثمار وبناء المصانع في الأرياف خارج العاصمة، وفي سبيل تحقيق هدف الانماء المتوازن الذي هو جزء من خطتنا. نعود اليوم لنطلق دعوة مماثلة للصناعيين والمتمولين وأصحاب الرساميل والاقتصاديين للاستثمار في أرض الجنوب، ويأسسوا لحركة صناعية. وأملنا أن نتعاون وإياكم كصناعيين وناشطين إقتصاديين، ومغتربين، أن نبادر معا لنبني الثقة باقتصادنا عبر إنهاض الصناعة والقطاع الصناعي، كمدخل لاعادة بناء الثقة بالدولة والمؤسسات".
وقال: "لا مجال بعد اليوم لنمط الاقتصاد الريعي، الذي جرب خلال العقود الماضية، وانتهى الى ما ترونه الآن من أزمات ستولد أزمات".
المصدر: الوكالة الوطنية