طبخْتُـمْ وجْبَـةَ السُمِّ ورحتُمْ تقيمون الإحتفالات ابتهاجاً بدم الضحيّة التي سقطت في العرس"، سائلاً: "ماذا فعلتُـم بلبنان وقد سمَّمتموه بالغرائز المذهبية والآفات الفئوية والإنكفاء الطائفي، وجعلتم أعراسه مآتـم...؟ ماذا فعلتم بلبنـان الرسالة، ولبنان الشعب والوحـدة الوطنية والعيش المشترك... ولقمة العيش...؟ وأيَّ نتائج حصدتُـمْ، وأيَّ صورة للبنان رسمتم، وأيَّ بُنْـيةٍ إجتماعية حصَّنـتم، وقد تقوقعَتْ منكمشةً على نفسها بقشعريرة قلقٍ ورفض...؟"
وتابع: "هذا اللبنان القوي أصبح مجموعة من الثكنات السياسية والمذهبية المستنفرة على نفسها وعلى الآخرين. وهذا اللبنان القوي أصبح حلَبةَ مصارعة يتبارز فيها أصحاب المخالب على فريسة الوطن، ويتصارع فيها بخنجر "بروتُس"، أصحابُ "تكتل لبنان القوي" "وتكتل الجمهورية القوي" على فريسة بعبدا.
واعاد هاشم السبب الى القانون الانتخابي، "الذي بفضله، شنَّتْ المذهبيةُ الحربَ على الوطنية، وشنَّت المذاهب حرباً على المذاهب، وأعلن الأخُ حربَ الإلغاء على أخيه، والإبنُ على أبيـه، وشرذمَ الصفَّ الواحد والفريق الواحد، وعلّم الناس ثقافة الخيانة والغدر والطعن في الظهر".
جوزف الهاشم -"الجمهورية"