التبويبات الأساسية

إستضافت مؤسسة "ثقافة وحريات" السفير الأميركي الأسبق لدى سوريا إدوارد جيرجيان في جلسة حوارية شارك فيها سياسيون وديبلوماسيون ورجال قانون وأساتذة جامعيون وإعلاميون.

وعقد اللقاء في مقر المؤسسة في الأشرفية واستهل بكلمة ترحيبية لرئيس المؤسسة الوزير السابق ابراهيم نجار، فتقديم للبروفسور عماد سلامة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية.

ومن ثم عرض جيرجيان لقراءته الخاصة لما يجري في الشرق الأوسط، فاعتبر أن "التحركات الإحتجاجية التي بدأت في تونس عام 2011، وامتدت إلى أكثر من بلد عربي لم تنته، بل هي بمثابة حركة مستمرة حتى لو تم إخماد الكثير منها. والدليل التطورات التي يحفل بها كل من السودان والجزائر هذا العام، ما يجعل هذه المرحلة مرحلة من الإضطراب في العالم العربي".

ورأى أن "اللافتة التي رفعت في تونس وكتب عليها "كفى" تجسد مطالب الشعوب العربية التائقة إلى وقف الفساد والحد من البطالة والتوقف عن تحقيق مطالب النافذين على حساب مصالح الناس. فالشعوب العربية لا تريد فقط تغيير حكامها بل وترغب في إنهاء هذا التحالف القديم والمستمر والقائم بين النخب الحاكمة والعسكر".

واعتبر أن "الحرب على العراق كانت خطأ بحيث إن بعض العرب اعتقد أن ثمة إمكانا لبناء ديمقراطية في العراق على غرار الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية، وقد أسهم هذا الخطأ في نشوء تنظيم داعش".

ولفت إلى أن "العدو الأول للولايات المتحدة بات التطرف والإرهاب بعدما كان الشيوعية"، متحدثا عن إيران التي اعتبر أنها "لا تسعى إلى بناء إمبراطورية شيعية باعتبار أن الشيعة أقلية في الشرق الأوسط، بل إنها تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة وزيادة قدرة تأثيرها على السياسات، مستخدمة الدين لتحقيق غاياتها السياسية، وقد نجحت في ذلك في أكثر من مكان".

وتابع: "إن التطورات التي تشهدها سوريا والحرب الأهلية فيها هي أسوأ ما كان يمكن توقعه، وهي لا تترك تداعياتها على الشرق الأوسط فحسب، بل وعلى العالم كله. فهذه التطورات أثرت في شكل كبير على اتفاق بريكست وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي كان نتيجة التدفق الهائل للاجئين السوريين إلى أوروبا".

وعن مستقبل سوريا، قال: " سيحدد في المرحلة السياسية الإنتقالية، مشددا على أن "من المهم حصول العملية الإنتقالية وفق عملية تفاوضية سياسية، بخاصة وأن ثمة الكثير من الأفرقاء المؤثرين مثل إيران وروسيا وتركيا، إلا أن إيران تبقى الأكثر تأثيرا في هذا البلد".

وهل العقوبات المفروضة على إيران ستجر إلى حرب معينة في مكان ما وتوقيت ما، اشار جيرجيان الى ان "هذه العقوبات تؤثر في شكل كبير في الإقتصاد الإيراني ولكن كيف سيرد الإيرانيون على ذلك؟ هذا هو السؤال. إنهم قد يلعبون لعبة الوقت"، مستبعدا أن "يؤدي التوتر الحالي إلى حرب، باعتبار أن ليس من طرف مهتم بنشوب حرب في الوقت الحالي".

ولكنه لاحظ أن "الوضع يبقى غير مستقر بل إنه خطر وصعب في ضوء إستمرار التوتر بين إسرائيل وحزب الله والتدخل المستمر لإيران". ورأى أن "الأسوأ قد يحصل في الشرق الأوسط عندما لا تكون ثمة تفاهمات سياسية".

ورأى أن "التهديد الحقيقي للبلدان العربية موجود في داخلها وهو تهديد اقتصادي وسياسي". وشدد على "إقرار إصلاحات اجتماعية واقتصادية حقيقية وووضع حد للفساد الممنهج، وإلا فإن التشاؤم سيبقى سيد الموقف بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسط".

أما بالنسبة إلى لبنان، فقد اعتبر جيرجيان أن "على هذا البلد تحديد مصيره بنفسه وإيجاد حلول لمشاكله الحيوية بدءا من الكهرباء إلى النفايات والفساد".

وقال: "على اللبنانيين إيجاد الحلول، فلا أحد سيساعدهم. وإذا تمكنوا من إعادة بناء البلد النموذج وترسيخ النظام البرلماني وتحسين الوضع الإقتصادي والإجتماعي وحسن تقاسم النفوذ والسلطة فسيكون هذا مرحبا به من المجتمع الدولي، بخاصة وأن للبنان تاريخا عريقا وقيما يجب المحافظة عليه وإلا فإن السؤال سيطرح جديا حول فاعلية النظام الطائفي في لبنان وإذا كان من الأجدر إدخال تعديلات عليه".

صورة editor14

editor14