بقلم ميراي صافي عيد
منذ عام 1998، بدأ جوان حبيش مسيرته السياسية في مدينة جونيه ليُثبِّت نفسه كأحد أبرز القادة المحليين. لم يكن مجرد عضو بلدي عادي، بل كان قائدًا ذو رؤية مستقبلية وأهداف واضحة لخدمة المنطقة وأهلها. في انتخابات 1998، حصل على 4300 صوت ليكون أحد الأعضاء الفاعلين في المجلس البلدي، وفي العام التالي 1999، حصل شقيقه على 4200 صوت، مما يعكس الإصرار العائلي والتزامه العميق بتحقيق التنمية المحلية.
لكن، رحلة جوان حبيش السياسية لم تتوقف عند هذا الحد. ففي انتخابات 2004، انتقل إلى مرحلة جديدة تمامًا عندما تولى رئاسة بلدية جونيه بعد أن حصل على 4500 صوت، ليبدأ عهداً جديدًا من العمل البلدي والإنجازات التي نقلت المدينة إلى مستويات أعلى من التطوير والخدمات. وذلك بالرغم من المآسي التي مر بها لبنان من مشاكل أمنية وحروب داخلية وخارجية، وتغير الاصطفافات السياسية المحلية التي أفقدت توازن المجلس البلدي. فقد عمد حينها إلى تنفيذ مشاريع كبيرة لتحسين البنى التحتية وتطوير الخدمات العامة والنشاطات المختلفة التي كانت المدينة بحاجة ماسة إليها، ما جعله شخصية محورية في حياة المواطنين.
ثم جاء في انتخابات 2010، لتصطفَّ كافة القوى السياسية ضد اللائحة التي شكلها على خلفية عائلية وإنمائية، فحصدت لائحته منفردة نسبة 43% بوجه التحالف السياسي الكبير والشامل لكل القوى التي اجتمعت ضده، ما جعل ذلك انطلاقة جديدة في الإنماء والسياسة.
لكن، ومع كل هذه التحديات، لم يكن حبيش ليقع في شِباك خسارة الانتخابات. ففي انتخابات 2016، تحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الكتائب اللبنانية، بوجه باقي الفرقاء. وكانت معركة انتخابية قاسية، إلا أن حبيش تمكن مع حلفائه من تحقيق نصر كبير، حيث حصل على 4800 صوت، وكان معدل اللائحة 4300 صوت، ليحقق فوزًا وصفه البعض بـ "التسونامي الانتخابي". هذه النتيجة كانت بمثابة انتصار ساحق قلب الموازين، وأثبت أن شعبية حبيش أكبر من أي تحالفات سياسية ضده.
واليوم، مع اقتراب الانتخابات الجديدة، يواجه جوان حبيش تحديًا جديدًا. القوى السياسية التي كانت تحاربه سابقًا تتضافر مجددًا ضدَّه، بما في ذلك "القوات اللبنانية"، "الكتائب"، "الأحرار"، والنائب نعمه أفرام، والنائب فريد الخازن، والنائب السابق منصور البون. في المقابل، لا يزال حبيش يحظى بدعم قوي من العائلات ومن التيار الوطني الحر، الذين يرون فيه الشخص الأنسب بين المرشحين لقيادة جونيه نحو المستقبل الأفضل، وفقًا لما حققه في الدورة الأخيرة، بالرغم من كل ما حصل في لبنان منذ 2019 ولغاية الآن. ففي سنوات الاستقرار، أنجز مشاريع كثيرة، وفي سنوات المحنة، أدار الأزمات بكل ثقة في جونيه وفي قضاء كسروان، وفعّل العلاقات الخارجية واستثمرها في خدمة المدينة والقضاء.
وفي قياس القوى وخيارات الناس مقارنة مع الدورات الانتخابية السابقة، نرى جوان حبيش في وضعية انتخابية ممتازة، خاصة مع ما يُحكى عن تحالف التناقضات ضده، وسماع أصوات عن خلافات وانقسامات في لائحة خصومه المتحالفين.