رأى رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أن "لا حل الا بتشكيل حكومة تكون وفق أصول الطائف والدستور"، وقال: "لا نريد دخول حكومة أطاحت الحد الأدنى من كل الأسس الدستورية التي يمارسها البعض حتى الآن".
كلام جنبلاط جاء في ذكرى ميلاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط على ضريحه في المختارة اليوم، حيث احتشد آلاف المواطنين والمناصرين ولا سيما من أبناء الجبل والمناطق، آثروا إحياء المناسبة جريا على العادة ككل عام، فحضروا وفودا شعبية وأهلية وشبابية وأفرادا، حملوا الأعلام اللبنانية والحزبية والصور لوضع زهرة على ضريح صاحب الذكرى.
وللمناسبة، انطلقت مسيرة شعبية ضخمة من قصر المختارة باتجاه الضريح، سار فيها رئيس الحزب وعقيلته السيدة نورا، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، داليا جنبلاط، وتقدمها رجال دين من مختلف المذاهب الإسلامية والمسيحية ممثلين لطوائفهم ومرجعياتهم الدينية.
وشارك في الذكرى، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي غاندي مكارم، أعضاء "اللقاء" الوزيران في حكومة تصريف الاعمال اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، النواب مروان حماده وهنري حلو وبلال عبدالله وفيصل الصايغ وهادي ابو الحسن، النائبان السابقان علاء ترو وغازي العريضي، ممثلا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار الأبوان ايلي كيوان وعيد بو راشد، مستشار النائب جنبلاط حسام حرب، الأمين العام للسر في الحزب ظافر ناصر وقيادة الحزب والاتحاد النسائي التقدمي ومنظمة الشباب التقدمي والكشاف التقدمي، رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات على رأس وفد من القيادة، شقيق الشهيد علاء ابو فخر ايهاب ابو فخر، عدد من المدراء العامين وموظفي الفئة الاولى والشخصيات، وفود من مشايخ الافتاء والشرع من اقليم الخروب والجبل وبيروت ومشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية وإدارتها وهيئتها العامة برئاسة الشيخ نزيه رافع، قضاة من المذهب الدرزي ورؤساء لجان واعضاء في المجلس المذهبي، رابطة اصدقاء كمال جنبلاط، أندية وجمعيات وروابط وهيئات، وفد من "ثوار 1958"، وفود نسائية وطالبية، وفود من اتحادات ومجالس بلدية واختيارية ولا سيما من اقليم الخروب والشوف الاعلى والساحل والجبل.
وعند وصول المسيرة الى الضريح، قرأ رجال الدين الفاتحة، ووضع رئيس الحزب والنائب جنبلاط وباقي أفراد العائلة الزهور على الضريح. وألقى رئيس الحزب كلمة على الضريح قال فيها: "نذكر الذين يطالبون بتغيير النظام ان كمال جنبلاط هو أول من نادى بالتغيير وحارب الفساد عندما أسقط رمز الفساد العام 1952 في الثورة البيضاء. ولاحقا قام بثورة 1958 ضد الأحلاف الأجنبية، ثم وقف مع الثورة الفلسطينية التي نفتخر بها ونفتخر بكل جندي فلسطيني سقط معنا في تلك المعركة الكبرى".
أضاف: "كمال جنبلاط أول من تصدى لعدوان النظام السوري على لبنان واغتالوه، وأول من نادى بالعلمانية مع الحركة الوطنية اللبنانية. في الذكرى اليوم، أحيي من هذا الموقع من كل قلبي، المناضل الكبير محسن ابراهيم، هو الذي كان معنا، والشهيد جورج حاوي وكثرا، في تلك اللحظات الصعبة من النضال الوطني والقومي والعربي".
وختم: "المسيرة مستمرة، وسنتابعها مهما كانت الصعاب وأتتنا السهام من هنا وهناك. لا نبالي فالمسيرة مستمرة".
بعد ذلك التقى جنبلاط والنائب تيمور رجال الدين ممثلي الطوائف. وكانت كلمة لبو راشد نقل فيها "تحيات المطران مارون العمار في الذكرى والدار الوطنية، والتذكير بدور المطران مثلث الرحمات اوغسطينوس البستاني الذي لعب دورا مهما مع المعلم كمال جنبلاط في اطار العلاقة التاريخية بين المطرانية المارونية ودار المختارة. نجتمع يدا بيد لصالح الوطن".
وشدد الشيخ في الافتاء أحمد المصري على "المشهدية الوطنية الجامعة في دار المختارة، لنتحلق حول ضريح المعلم كمال جنبلاط، الرجل الوطني الذي حمل فكرا ونهجا وطنيا كبيرا، ونشد على يد الزعيم وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط بصرختهما الوطنية الدائمة لاجل هذا الوطن واجتياز المرحلة الصعبة التي يمر بها".
ورد رئيس الحزب بكلمة قال فيها: "الشكر للمشايخ والآباء حضورهم، والشكر موصول الى جميع من شارك اليوم".
أضاف: "نمر بفترة استثنائية من الصعوبة والتحديات، والآتي علينا أقسى من الذي مر. لا حل لنا إلا بالتضامن الاجتماعي والتعاضد وتشكيل حكومة وفق الأصول، أصول الطائف، والاصول الدستورية. لا نريد أيضا دخول حكومة أطاحت الحد الأدنى من كل الأسس الدستورية التي يمارسها البعض حتى الآن".
وختم جنبلاط: "كما سبق وذكرت، أيامنا صعبة جدا، وأنا في الحزب جاهز لتقديم أي دعم ضمن الممكن، من أجل الصمود والاستمرار. دائما كنا نجتمع منذ 42 عاما ونستمد من هذه الذكرى قوة. اليوم، وعلى الرغم من كل المصاعب، سنتابع بقوة إضافية في المواجهة والاستمرار".