بدا واضحا في الاشهر الماضية ان الدكتور سمير جعجع قائد حزب القوات اللبنانية ركز بكثافة وقوة على الطائفة المسيحية دون محاولة استقطاب مؤيدين من الطوائف الدرزية او الشيعية او السنية بل ركز على الطائفة المسيحية من موارنة وروم كاثوليك وروم ارثوذكس حتى ارمن وسريان وغيرهم وبذلك قام بتنظيم مكاتب القوات حتى في اقصى وابعد القرى المسيحية عن عاصمة بيروت من حدود لبنان مع فلسطين المحتلة قرب مرجعيون وغيرها وصولا الى القرى البقاعية على حدود لبنان مع سوريا وصولا الى عكار وكامل جبل لبنان والشمال اللبناني.
ولذلك يتريث جعجع ويدرس الامور وهو ليس مستعجلا على المصالحة مع الرئيس سعد الحريري الا على اساس واضح. كذلك يعتبر جعجع ان حزب القوات اللبنانية سيكون الاقوى مسيحيا واقوى من حزب التيار الوطني الحر لان كل حزب حاكم يخسر شعبيته سنة بعد سنة وان حزب التيار الوطني الحر الذي يرعاه العماد ميشال عون رئيس الجمهورية وهو برئاسة الوزير جبران باسيل سيخسر من شعبيته سنة بعد سنة لان الناس من الناحية المبدئية تعارض العهود والاحزاب الحاكمة وتفضل المعارضة.
كذلك جعجع ليس مستعجلا على التحالف مع اي جهة وتريد المناورة السياسية على قاعدة موالاة ومعارضة بل ان ما يهم جعجع نقطة واحدة هل يقوم اتفاق بينه وبين حزب الكتائب لانه لا امكانية للتحالف مع التيار الوطني الحر الذي يرعاه العماد ميشال عون ولا مع تيار المردة بشخص الوزير سليمان فرنجية، بل مع شخصيات مسيحية ومارونية في مناطق كثيرة ومن الطائفة الروم الارثوذكس والكاثوليك.
وقد تغيرت بنية حزب القوات اللبنانية التي اصبحت ترتكز على قاعدة الشابات والشبان المسيحيين في البقاع الغربي الى البقاع الاوسط الى القاع الى مناطق دير الاحمر الى مناطق عكار الى مناطق حتى في طرابلس وقضاء زغرتا والبترون وبشري والكورة وجبل لبنان كله حتى الجنوب.
فهل يقدم جعجع على اعلان معركة انتخابية على قاعدة مسيحية قوية والتركيز على القاعدة المسيحية دون النظر الى تحالفات مع الرئيس الحريري او الرئيس نبيه بري او الوزير وليد جنبلاط بل يكون له مرشحين ضمن هذه اللوائح، وشعار معركته هذه المرة هو نقل حزب القوات اللبنانية من حزب مسيحي قوي الى الحزب الاقوى مسيحيا، لان جعجع يعتبر ان حزب التيار الوطني الحر يتراجع وان حزب الكتائب محصور في مناطق معينة وان تيار المردة ايضا محصور في مناطق معينة خاصة في الشمال وان لا مجال لمقارنة بقية الاحزاب والشخصيات مع القوة المسيحية لحزب القوات.
وعندها هل تؤدي هذه المفاجأة بالترشيح على القاعدة المسيحية بوصول كتلة نيابية كبيرة لحزب القوت البنانية برئاسة جعجع ويصل عددها الى 17 نائبا كما تتوقع اوساط حزب القوات اللبنانية، الجواب في 6 ايار 2018 بعد اقفال الصناديق وحصول الفرز ونأمل هذه المرة ان تلتزم الدولة بالفرز الالكتروني الفعلي ولا تقول في اخر لحظة ان آلات الفرز الالكتروني لم يجر تأمينها بطريقة سليمة وكاملة ولذلك فان الفرز سيكون يدويا.
(الديار)