أعرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عن حبه لروسيا وللشعب الروسي، "لكن هناك بعض القضايا التي تطرحها روسيا غير القابلة للفهم كالرد على الرئيس الأميركي بوجوب توجيه صواريخه نحو الإرهاب"، سائلا: "ما هو الإرهاب الأكبر من أن يتم توجيه الصواريخ الكيميائية باتجاه المدنيين"؟.
واشار جعجع في حديث الى برنامج "بموضوعية" عبر الـ"mtv" الى "ان الحرب هذه المرة مجهولة من بدايتها حتى نهايتها"، لافتا الى ان "الغرب لديه حساسية مفرطة على استعمال الأسلحة الكيميائية إلا أن الأمر يطال السياسة الأميركيّة الجديدة والتوسع الإيراني في المنطقة"، وقال: "ما يهمنا في هذا الأمر هو الوضعية اللبنانية ومن الطبيعي أن نلتفت بالدرجة الأولى إلى ما هو تحت مسؤوليتنا وأتمنى على الرئيس ميشال عون أن يدعو مجلس الدفاع الأعلى للانعقاد للتباحث بالتطورات الأخيرة لأن الوضع لا يتحمل طروحات خنفشارية كوحدة المسار والمصير ويجب أن نعتمد سياسة النأي بالنفس".
واعتبر جعجع ان "الإمرة اليوم للجيش اللبناني ويجب ألا يتصرف أي طرف خارج هذه الإمرة لأنه ليس من حق أي طرف تعريض شعب بأكمله للخطر والحكومة اللبنانية التي تمثل الجميع هي التي تتخذ القرار والجميع عليه الإلتزام بقراراتها"، مشيرا الى "أن هذا الأمر لا يسمح لنا تعريض الشعب للخطر في حين أن الآخرين يمكن أن يكون قلبهم عند النظام السوري وأيضا لا يبيح لهم تعريض الشعب للخطر".
وتابع جعجع: "ما يحصل مؤخرا في السعودية الحوثيون ليسوا مصدره وإنما من وراءهم في ظل وجود ولي العهد السعودي الذي يفتح له الملك مجالا للعمل والتحرك، والتعرض للسعودية في هذه الفترة ليس في مكانه، والغرب لديه حساسية مفرطة على استعمال الأسلحة الكيميائية إلا أن الأمر هذه المرة يتعدى هذا الامر ويطال السياسة الأميركية الجديدة والتوسع الإيراني في المنطقة، لا أريد الدفاع عن قانون الإنتخابات لمجرد الدفاع عنه في حين أن البعض في السنوات الآخيرة يميلون إلى مهاجمة كل الأمور وفي هذه القضية كان المطروح إما هذا القانون أو الإبقاء على قانون الستين وعلى الجميع أن يدرك أن في السياسة ليس كل شيء ممكن".
وأردف: "أجمع الفرقاء على هذا القانون اما في ما خص المحاصصة في القانون فنتائج الإنتخابات ستصدر وسيرى الجميع أن هذا الأمر غير صحيح، كنا مع إبقاء الشوف وعاليه دائرة واحدة انسجاما مع المطلب الدرزي في هذا الإطار، لاننا يجب أن نترك الناس تتنفس في لبنان، فيما في الشمال الدوائر فُرزت بطريقة بعيدة كل البعد عن المحاصصة، ويجب ألا يتنكر الجميع لما كلنا ساهمنا فيه لأنه لو لم يؤمن لهذا القانون أكثرية نيابية لما كان تم إقراره فجميع الكتل ساهموا في إقراره فيما اليوم الجميع ينتقدونه، وأنا أسأل في أي زمن كنا لنحلم بمعركة إنتخابية في بعلبك - الهرمل أو حاصبيا - مرجعيون؟".
وسأل جعجع: "هل كان لأحد أن يتخيل خوض المسيحيين معركة إنتخابية في بعلبك - الهرمل؟ البديل عن هذا القانون كان إما الإبقاء على قانون الستين أو الذهاب باتجاه النسبية الكاملة التي نرفضها بغض النظر عن علاقة المودة التي نكنها للرئيس نبيه بري" لقد تم إقرار بند اللوائح المغلقة من أجل أن تتم التحالفات على الأسس السياسية إلا ان بعض الأفرقاء لم يحترموا هذا الأمر وفضلوا تشكيل اللوائح على أساس جمع أكبر قدر ممكن من المقاعد النيابية".
وأكد جعجع ان "العلاقة الشخصية مع الرئيس سعد الحريري لا يشوبها أي شائبة ولكن الخلاف سياسي على أساس الحدود التي يجب أن تصل إليها "الواقعية السياسية"، لأن بنظر "القوات" يجب أن لا نترك الأمور تسيب تحت ذريعة"، معتبرا ان "لا مانع من اللقاء مع الرئيس الحريري على الصعيد الشخصي إلا أن المطلوب اليوم هو التفاهم السياسي المبني على أمرين هما "أين تنتهي الواقعية السياسية" و"كيفية ادارة الدولة".
وحول تفاهم معراب، أكد جعجع ان المصالحة مع "التيار الوطني الحر" إن لم تؤد سوى لانهاء حقبة الخلاف وسد الفراغ في الرئاسة الأولى فهذا أمر جيد، واليوم المشكلة هي في مفهوم الشراكة عند الوزير جبران باسيل، "وفي هذا الإطار أريد التطرق إلى أمر حصل في الأسابيع المنصرمة وتدل على اختلاف المناخ بين "فوق وتحت"، هناك مرسوم لمشروع الصرف الصحي في منطقة بشري الممول من قبل وكالة التنمية الفرنسية ولم يتم إدراج البند على جدول أعمال الحكومة الأمر الذي امتعض منه الفرنسيون ولتدارك الأمر اتصلت بالدكتور شقير في قصر بعبدا وأبلغني أن المرسوم ينقصه توقيع وزير الطاقة من أجل إدراجه من خارج جدول الأعمال في مهلة تقلّ عن 24 ساعة وعندها قلت لشقير أن يحاول قدر الإمكان القيام بذلك، وتفاجأت في اليوم التالي بأن المرسوم وقع من قبل وزير الطاقة وطرح في الجلسة من خارج جدول الأعمال فاتصلت بالرئيس عون وشكرته، الأمر الذي أشعرني ان الرئيس لا يزال في جو التفاهم الأول وهذا ما سأحاول البناء عليه في المستقبل".
وأشار جعجع الى ان العلاقة طبيعية مع "تيار المردة" إلا ان الطروحات السياسية تبعدنا عن بعضنا البعض رغما عنا، واستراتيجيا نحن أقرب لـ"التيار الوطني الحر" من "المردة"، "وأنا أحترم المستقلين إلا أننا إذا ما أردنا النهوض بالبلاد فنحن بحاجة إلى كتلة نيابية وازنة".