افتتحت جامعة البلمند، برعاية البطريرك يوحنا اليازجي، كلية عصام فارس للتكنولوجيا في بينو عكار، والتي تم انشاؤها وتجهيزها بتمويل من النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس.
حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب نضال طعمة، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الدفاع يعقوب الصراف، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي هيثم عز الدين، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ القاضي خلدون عريمط، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أسعد ضرغام، ممثل وزير العمل محمد كبارة سامي رضا، ممثل وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي صفوان المرعبي، النواب: اسطفان الدويهي، قاسم عبد العزيز، هادي حبيش، خضر حبيب، خالد زهرمان ورياض رحال، ممثل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية النائب السابق كريم الراسي، ممثل النائب بطرس حرب كمال حرب، ممثل النائب أسعد حردان المحامي جورج ديب، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي، فارس وزوجته هلا ونجلاه نجاد وفارس وابنته نور، النواب السابقون: طلال المرعبي، وجيه البعريني، كريم الراسي، مصطفى هاشم، جمال اسماعيل، محمد يحيى ومصطفى علي حسين.
كما حضر ممثل قائد الجيش العقيد الركن سيمون الحلو، محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس باسيليوس منصور، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس اساقفة طرابلس للموارنة المطران جورج ابو جودة، راعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك إدوار ضاهر، نائب رئيس المجلس الاسلامي العلوي محمد عصفور، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، ممثل مدير المخابرات في الجيش العميد الركن روبير البيطار، ممثل رئيس فرع المخابرات في الشمال المقدم ميلاد طعوم، المدير الاقليمي لمديرية امن الدولة في عكار العقيد ريمون ابو معشر، مسؤول معلومات الامن العام في الشمال العقيد خطار ناصر الدين، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، ممثل أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري منسق عام عكار خالد طه، أمين سر هيئة الاشراف والرقابة في تيار "المستقبل" عضو المجلس الشرعي الاعلى المحامي محمد مراد، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، شخصيات سياسية وحزبية وقضائية وتربوية واجتماعية ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات واتحاد روابط مخاتير عكار ومخاتير وحشد من اهالي المنطقة.
نجار
بعد النشيد الوطني ونشيد جامعة البلمند، وكلمة لجورج رزق معرفا ومقدما الاحتفال، ألقى نائب رئيس الجامعة الدكتور ميشال نجار كلمة الجامعة فقال: "هذا اليوم المبارك، لنحتفل بالإفتتاح الرسمي لهذه الكلية في بينو عكار، بوجود صاحبي الغبطة وصاحب السيادة راعي الأبرشية وصاحب السماحة وهذه الوجوه الكريمة. وهو أيضا يوم فرح وأمل برجوع دولة الرئيس عصام فارس إلى لبنان وهو ابن هذه المنطقة وحبيبها وضمير لبنان ومصدر فخره واعتزازه".
أضاف: "كلية عصام فارس للتكنولوجيا موجودة اليوم على قمم ثلاث، وأيضا في تلة سوق الغرب حيث باشرنا التعليم في السنة الماضية. ونحن بالطبع مدينون بوجودنا هنا لدولة الرئيس عصام فارس صاحب الأيادي البيضاء الخيرة المنبسطة كهذه الأرض التي لا تعرف الحدود".
وتابع: "يجمع اللبنانيون على أمرين لا ثالث لهما، والأمران تتفرد بهما هذه المنطقة العزيزة: الجيش اللبناني وهنا خزانه البشري وعصام فارس. ويجمع الجميع على محبة دولة الرئيس فارس واحترامه لأنه يجسد مكارم الأخلاق ولأنه يعطي بفرح بل أتجرأ بأن أقول إن العطاء بالنسبة إليه متعة وفعل صلاة وشكر لله سبحانه وتعالى".
وقال: "جامعة البلمند ارتبط اسمها بمؤسسها غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع، ويرتبط اسمها أيضا بصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر رئيس مجلس أمنائها، الذي يتابع على خطى المؤسس فبعث الحياة بأهم مشروع في جامعة البلمند أعني مركز جامعة البلمند الطبي، ويرتبط اسمها أيضا برئيسها وبانيها الدكتور ايلي سالم الذي أعطى الجامعة من روحه الطيبة ومن عقله وقلبه وخبرته، ويرتبط اسمها بدولة الرئيس عصام فارس وهو الذي آمن بالجامعة منذ نعومة أظفارها فكان المساهم الأكبر فيها".
أضاف: "ان تحويل هذا الصرح الجامعي هنا من كلية إلى جامعة جامعة فيها جميع الاختصاصات يؤمن الفرصة لكل طالب علم بحسب ظروفه ورغبته وموهبته. كما يجب أن نسعى جميعا لنؤمن مساعدة للطلاب المحتاجين لإيماننا بأن من يصنع مقدار ذرة خيرا يره ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته".
وقارن بين "عودة الشاعر ايليا ابو ماضي وعودة عصام فارس"، قائلا: "عندما رجع ايليا أبو ماضي الشاعر اللبناني الكبير إلى لبنان بعد طول غياب كتب قصيدته الشهيرة "وطن النجوم" وهي تنطبق إلى حد كبير على رجوع دولة الرئيس عصام فارس إلى لبنان. لبنان يا دولة الرئيس ليس بحاجة لأن يحدق ليتعرف إليك فمجد لبنان ومجد انطاكية يحيطان بك من اليمين ومن الشمال وأنت مالىء الدنيا وشاغل الناس وأنت على كل شفة ولسان وأنت في كل قلب ووجدان".
منصور
بدوره، أشار باسيليوس الى "فرح العكاريين بعودة فارس"، وقال: "فرحهم بمناسبة قدومكم مع اصحاب الغبطة، والسيادة لتدشين هذا الصرح الذي بني على ارضكم ومن مالكم وتابعتم الصرف عليه من عطياكم. عكار بكل اطيافها وطوائفها، تلبس جلل أجمل الذكريات المختزنة في اذهانهم لما صاغته اياديكم من ملاحم التواضع والعطاء والبناء، والحفاظ على كرامة الانسان، وكرامة كل من تلقى منكم عطاء لأي سبب كان".
أضاف: "حفاظا منكم على رفعة شأن شبابها وشاباتها، قد اتممتم هذا الصرح العلمي الرائد، في بنائه وعطائه العلمي والانساني، ومن شيد جامعة يشيد مجتمعا انسانيا، وحضاريا، وبين الناس كأفراد".
وتابع: "محافظة عكار التي استصدر قرار انشائها عصام فارس، ما زالت في بدايتها. لقد استهانوا بنا في العاصمة ارضاء لهذا وذاك وذلك لأنك غائب يا دولة الرئيس، ولذلك وباسم شبابها وشاباتها، ورجالها، وباسم العسكريين منها، المرابطين في مواضع التربص، بالشر، وباسم الوفاء لدماء شهجائها، أناشدكم يا دولة الرئيس ان تبقوا بيننا أو ألا تطيلوا الغياب عنها وعنا".
الراعي
من جهته، قال الراعي: "يسعدني ان أشارككم في افتتاح معهد عصام فارس التكنولوجي التابع لجامعة سيدة البلمند، التي شاءتها الكنيسة الاورثوذكسية الشقيقة مكانا لتعزيز التربية على المواطنة والنهضة الثقافية والإنمائية والإقتصادية على ايدي أجيال يتخرجون منها متفوقين في العلوم ومتحلين بالقيم الروحية والأخلاقية والوطنية. فرحتنا مزدوجة: الأولى بإقامة هذا المعهد الجامعي، في عكار العزيزة. والثانية عودة دولة الرئيس الدكتور عصام فارس الى لبنان، وهو ابن عكار، بعد ما يقارب 12 عاما أمضاها في الخارج، وقلبه في عكار ولبنان وعيناه على شعب لبنان ومصيره ومستقبل هذا الوطن".
وأضاف: "نسأل الله ان يوفق المساعي إلى استكمال بناء الدولة الديموقراطية المدنية، ذات الإستقلالية في الإدارة والقضاء، المتحررة من التدخل السياسي؛ وذات اللامركزية الموسعة وغير الحصرية التي توفر الإنماء المتوازن، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأمنيا فلا تظل عكار، وهي بأبنائها خزان مؤسسات الدولة، منطقة محرومة، كما هي حالها الآن في أكثر من قطاع".
وتابع: "إن دولة الرئيس عصام فارس، بإنشائه هذا المعهد التكنولوجي، إنما أراد تعزيز الإنماء في منطقة عكار العزيزة، وتحفيز قدرات شبابها وإبداعهم على أرضها والأرض اللبنانية كافة".
وقال: "ان يكون اختصاص المعهد لعلوم التكنولوجيا فهذا يعني انه يوفر اختصاصات عصرية تواكب أسواق العمل، وبخاصة داخل لبنان او في محيطه العربي، فتتراجع معدلات الهجرتين الداخلية والخارجية، وتصبح الشهادات الجامعية لشبابنا من أجل لبنان، كذلك يوفر التعليم الجامعي في المناطق البعيدة المسماة بالأرياف أو الأطراف، أما أنا فأسميها سياجات الوطن. وهذا وجه أساسي لإنمائها بحيث يترسخ أهلها في أراضيهم وفق مقومات أربعة: المدرسة والجامعة وفرص العمل والمستشفى. بتوفير هذه العناصر الأربعة تتوافر شروط الحياة للثبات والاستمرار في هذه المناطق".
وأضاف: "ان خطر افراغ الريف اللبناني من أهله كبير لانه يتصل بالمحافظة على هوية الأرض. فالارض اذا خلت من أصحابها استباحها الآخرون واستولوا عليها. ومتى تغيرت هوية الارض تغيرت هوية الوطن. صحيح القول إن المحافظة على صيغة العيش اللبناني الواحد، بجناحيه المسيحي والمسلم، تبدأ بالمحافظة على هوية الارض. والتمسك بالصيغة الوطنية يوجب التمسك بهوية الارض الاصلية. إن توفير فرص العيش الكريم هنا فوق هذه الارض هو اسهام حقيقي في المحافظة على هويتها ببعدها الوطني".
وتابع: "بالإضافة إلى هذا الخطر الكبير لا يمكن إغفال الأخطار الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية الناجمة عن اكتظاظ مدننا بأبناء قرانا الريفية، حيث يتحول الناس أرقاما، يعيشون في غربة اجتماعية بعيدا من منظومة قيمهم الموروثة، التي من شأنها أن تبني جسور التواصل والوحدة، وبغيابها تقام جدران العزلة والانقسام. وهكذا نحمي لبنان الواحد، الذي يضمن مستقبل الجميع فوق أرضه، ويحافظ على رسالة لبنان الحضارية.
لذلك أدعو طلاب هذا المعهد الجامعي الى ان يؤسسوا، مع تحصيلهم العلمي، لمزيد من التزام رسالة القيم اللبنانية المذكورة، وليؤدوا دورهم الوطني المستقبلي المنشود على هذه القاعدة".
وقال: "لا يمكن إغفال الخطر المهدِد للكيان اللبناني واقتصاده وثقافته وأمنه واستقراره، الناتج من وجود مليوني نازح ولاجىء على أرضه، منهم مليون ونصف من السوريين، ونصف مليون من الفلسطينيين، فضلا عن عشرات الألوف من العراقيين. فمع تضامننا الإنساني معهم ومع قضيتهم الوطنية، نطالب الأسرة الدولية بالعمل الجدي على إيقاف الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وسائر المنطقة الشرق أوسطية، وإنهاء النزاعات بالطرق السلمية، وإرساء أسس سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع اللاجئين والنازحين إلى أوطانهم وأراضيهم بحكم المواطنة، من أجل المحافظة على ثقافتهم وحضارتهم وتراثهم الوطني".
وختم: "فيما نجدد التهاني لأبناء عكار الأحباء بتأسيس هذا المعهد الجامعي، نتمنى ان يحقق، بسهرِ دولة الرئيس الدكتور عصام فارس، وبادارة جامعة سيدة البلمند القادرة، أهدافه العلمية والأخلاقية والوطنية".
عريمط
وقال ممثل مفتي الجمهورية: "للرئيس عصام فارس مع العمل الوطني والانماء والمعرفة، حكايات وحكايات، شكلت له وبه نهجا وطنيا جامعا، بدأ معه في وقت مبكر وهو في ريعان شبابه في منتصف الستينات، حين شد رحاله من عكار التي أحبها وأحبته الى بلاد الله الواسعة، سعيا للرزق واكتشافا لما عند الاخر من معارف واقتصاد وعلم وثقافة وسياسة".
أضاف: "رغم سنوات كفاحه الطويلة والشاقه، واكتشاف المجهول في بعض بلاد العرب وما وراء البحار من البلاد، فإن عكار وابناءها ولبنان لم يغيبوا لحظة عن وجدانه وعقله، وبقي ابن عكار الرئيس فارس يحلم، وكثيرا ما تتحقق الأحلام، بقي يحلم بعكار العيش الواحد، والانماء المتوازن، بعكار المدارس والجامعات والطرقات والمؤسسات، لا فرق لديه بين بلدته التي ولد فيها أو عاش فيها وبين بلدات عكار وشمال لبنان بمسلميها ومسيحييها".
أضاف: "سعت اليه السياسة بثقة الناس الطيبين، نائبا ووزيرا، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، متعاونا بصدق ووفاء مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومع القيادات السياسية المتعددة في عكار ومع أركان الدولة اللبنانية لتحقيق الحلم بوطن أفضل تسوده الحرية والعداله وكرامة المواطن، بعد اخراج لبنان من حروبه العبثية، ومن حروب الاخرين على ارضه، واخراج هذا الوطن والمواطنين من كهوف المذهبية وأدران الطائفية والعصبية المناطقية للدخول معا الى رحاب الوطن وثقافة المواطنة لينهض لبنان ويكون وطن الايمان وموطن الانسان".
وتابع: "هذا هو الرئيس عصام فارس، بقي هو هو، بأصالته، بوطنيته، بعروبته. لم تغيره السياسة والمناصب والمواقع، ولم تغيره الغربة ولا الثروة، بقي وفيا ومخلصا مع اصدقائه، محبا ومضحيا في سبيل وطنه، معتزا بعروبته وهو صديق لصناع القرار اقليميا و دوليا. واليوم، يعود الرئيس فارس الى وطنه بحضور صاحبي الغبطة، وممثل مفتي الجمهورية، وأركان الدولة وممثليها، يعود ليرعى ويفتتح كلية عصام فارس للتكنولوجي، في هذه البلدة الوادعة على سفح جبال عكار، وكلية عصام فارس هذه، هي احدى كليات جامعة البلمند التي شارك بتأسيسها مع نخبة من الأخيار من أبناء لبنان، ليقول لأبنائه وأحفاده وليقول لأبناء عكار والشمال: تحصنوا بالعلم والمعرفة، وانهلوا من الثقافة الكونية والابداع، وتعلموا قيم العيش الوطني الواحد، لأن الأوطان لا تبنى الا بخيرة أبنائها علما وثقافة، ايمانا ووطنية وابداعا".
وخاطب فارس قائلا: "شكرا لك هذا الانجاز التربوي الكبير، وكل ما أنجزته سابقا من مراكز للبلديات، وما قدمته من المنح والعطاءات الدراسية من غير تمييز او تفريق بين المواطنين. وشكرا على ما ستنجزه وتحققه على هذه الارض الطيبة في مستقبل الأيام. فعكار وكل لبنان بحاجة الى الرجال الكبار، والكفاءات الراقية من أبنائه الأوفياء للنهوض بالدولة ومؤسساتها، الدولة التي نطمح اليها، هي الدولة الوطنية القوية والعادلة، لتبقى وحدها صاحبة السلطة والسيادة والسلاح على أرضها، ليبقى لبنان بوحدته الوطنية سيدا حرا عربيا مستقلا، بعيدا عن محارق حروب الارهاب التي تدور حولنا، والحروب المذهبية والطائفية التي تفتك بالبلاد والعباد في بعض بلدان هذا الشرق العربي الحزين، وليبقى لبنان متعاونا مع أشقائه العرب ومع المجتمع الدولي، بعيدا عن المحاور الاقليمية والدولية لبناء حياة أفضل على هذه الارض المباركة".
فارس
أما فارس فقال: "نجتمع اليوم في حرم جامعة البلمند في بينو، كي نفتتح رسميا كلية عصام فارس وذلك ببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر. هذه مناسبة عزيزة على قلبي أحيي فيها هذا الحشد الكبير. أنتم أهلي، أنتم أحبائي، أنتم أهل الوفاء. أتيتم من كل أنحاء عكار لترحبوا بضيوفنا الكرام ولتدعموا مسيرة الإنماء والتعليم العالي في منطقة أهملتها الدولة. ولكن عكار أكبر من أن تهمل، عكار قوة شعبية هائلة، عكار قوية بجيشها الباسل وبشهدائها الأبرار، عكار نموذج للعيش الواحد، عكار رمز الولاء والوفاء للبنان السيد الحر المستقل".
أضاف: "أود أن أرحب بشكل خاص برئيسنا الروحي، صاحب الغبطة، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس سيدنا يوحنا العاشر. أرحب به لزيارته الأولى كبطريرك، لمنطقة لنا فيها نحن الأرثوذكس موقع خاص وريادي. ويشرفني أن أتقدم من غبطته بكثير من التقدير لإصراره على أن يأتي شخصيا ليبارك افتتاح هذه الكلية التي لي شرف الإسهام ببنائها وشرف تسميتها باسمي".
وتابع: "يزداد هذا الحفل فخرا واعتزازا بوجود الصديق الكبير صاحب النيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أراد أن يكون بجانب أخيه البطريرك يوحنا العاشر، في هذه المناسبة الأكاديمية العزيزة. ونيافته من الأوائل في دعم التعليم الجامعي وفي توجيه التعليم العالي لدعم لبنان ورسالته الروحية والإنسانية. كما أحيي سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالصديق العزيز الشيخ خلدون عريمط لمواقفه الوطنية. وأود بمناسبة الافتتاح أن أشكر جامعة البلمند على هذه المبادرة، وأشكر القيمين على إدارة هذه الكلية، وبالأخص الصديق العميد الدكتور ميشال نجار والعميد المشارك الدكتور الياس خليل والأساتذة والطلاب والموظفين، لرفع شأن الكلية وتوسيع نطاق خدماتها. ولا ننسى دعم الصديق الكبير رئيس الجامعة دولة الرئيس الدكتور ايلي سالم لدعم هذه الكلية ولدعم دورها الكبير في عكار وفي سائر الشمال".
وأردف: "عندما نفتتح كلية أو مكتبة في جامعة البلمند نضع الأعمدة الأساسية لقيام جامعة تنطلق من شمال لبنان إلى كل لبنان ومن لبنان إلى المشرق العربي ومنه إلى بلدان الإنتشار. تنطلق جامعة البلمند من روحية الشمال، روحية القرية اللبنانية، روحية الخدمة، والمحبة، والعنفوان. وما هذا الحشد الشعبي معنا اليوم إلا للتذكير بأن شعب عكار متشوق للتعليم الجامعي ومقدر لمبادرة جامعة البلمند بأن تكون في وسطنا خميرة للمزيد من الكليات المتخصصة والتي تهم عكار بشكل خاص. وأنا إبن عكار أقف دوما بجانبهم في كل ما يحتاجون إليه".
وختم: "عكار ليست للاهمال، عكار ليست للحرمان، عكار لها ديون على الدولة كالجامعة والمطار وسواهما، عكار هي صمام أمان الدولة وإنه لفخر كبير لي أن أقف بين أهلي في بينو وفي عكار وأن أجدد اعتزازي بهذا الشعب الطيب الذي وقف بجانبي في مسيرة حياتي ووقفت أنا بجانبه، والآن ومن هذا الحرم الجامعي البلمندي ومن كلية عصام فارس أعلن دعمي المستمر لهذه المنطقة ولأجيالها الطالعة كي تكون دائما السباقة في خدمة لبنان".
يازجي
وأخيرا، قال يازجي: "اليوم لعكار رونق خاص، ولهذا الصرح فرح كبير بالتقاء الاخوة في قرية فارس رجل الحوار ورجل الدولة، نجتمع في وقفة تقدير لعصام فارس الذي حاز لبنان على قلبه، وحمله وكل قضاياه الى المحافل الدولية في احلك الاوقات".
أضاف: "نحن هنا لنؤكد اننا نسيج واحد ولنلتمس اصالة عكار في قلب هذا الرجل ولننشد من أصالة عكار، بكل ابنائها انشودة محبة للبنان وللمشرق، صحيح ان عصام فارس هو رجل اعمال، وصحيح ايضا انه رجل سياسة، ورجل وطن، وذو ايد بيضاء، لكن قبل كل هذا، يكمن في تلك الاصالة العكارية التي تنجلي في هذه القرية الوادعة، بينو، والتي لم تغادره يوما".
وتابع: "نحيي أبناء عكار المسيحيين والمسلمين، وراعي ابرشية عكار وتوابعها باسيليوس منصور وابناءنا العكاريين، بطيب سلام فصحي، في هذا اليوم الفصحي المبارك، وداع الفصح المقدس قائلين: المسيح قام حقا قام. أنتم في قلب انطاكية وفي قلب بطريركها، ونحن نستمد من وجوهكم، قوة الأمل والرسوخ في الأرض. ونذكر عكار وأهلها الطيبين، في كل صلواتنا".
وتطرق الى الاوضاع في المنطقة قائلا: "نجتمع اليوم في شرق يغلي، وعالم يكتوي تحت سندان الارهاب والتكفير، واجتماعنا اليوم في هذا المعقل الوطني الأصيل، مسلمين ومسيحيين، ما هو الا خير دليل، ان الارهاب والتكفير، غريبان عن ماضي وحاضر ومستقبل عيشنا كلبنانيين ومشرقيين".
أضاف: "دعوتنا اليوم ان ننظر الى ما يجري في الشرق من حولنا وأن نحصن دوما بيتنا اللبناني، عيشنا المشترك، بتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الضيقة، والمحافظة على المؤسسات الدستورية في هذا البلد، والتي كان عصام فارس رائدا من أولئك الذين سهروا على حسن سيرها عبر اللجان والوزارية وغيرها".
وتابع: "الدعوة اليوم الى الطبقة السياسية ان تسعى للوصول الى قانون الانتخاب المناسب، صونا للحياة الدستورية ودرءا لأية عواقب قد يخلفها الفراغ".
وتوجه الى فارس "ابن كنيسة انطاكية الأرثوذكسية التي تفخر به، والتي من ضمنها كلية عصام فارس للتكنولوجيا - فرع جامعة البلمند، في عكار، ويفخر هو بها كنيسة مجيدة وجسر تلاق ومحبة مع الجميع".
وختم: "ان من يزرع بالبركات بالبركات يحصد، فكيف اذا كان الغرس من فارس عكاري في بينو - عكار وفوحه وعبقه في لبنان والشرق".
أيقونة
بعد ذلك، قدم يازجي الى فارس أيقونة العذراء مريم عربون "تقدير من كنيسة انطاكية، كنيسة الرسولين بطرس وبولس".
وأقام فارس وعقيلته مأدبة غداء تكريمية في داره.