رمت الطبقة السياسية الحاكمة كرة النار على ما تبقى منها بتسريبها خبر التوافق على الوزير السابق محمد الصفدي رئيساً للحكومة.
خيار السلطة لم يأت عبثاً... فهي تريد رئيس حكومة معروف الارتباطات الدولية وغير بعيد عن خط التوازنات الداخلية. كما أنها لا تملك ترف التجربة ولا يمكنها المخاطرة بذلك. لذا طُرحت أسماء رؤساء الحكومات السابقين بعدما اعلن الحريري عزوفه عن ترؤس أي حكومة حالية.
في عرض الأسماء لم يسأل أي سياسيّ رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة عن رغبته في ترؤس الحكومة فالسنيورة لا يمكنه أن يكون مختاراً في صيدا بعد النقمة الفاضحة عليه. أما رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي ففضيحة الإسكان أسكنته خارج السراي مدى الحياة. وحده رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام كان موضع بحث... فالرجل لم ينشئ عداوات في فترة توليه رئاسة الحكومة. لم يُغضب الحريري ولم يزعج حزب الله. أدار المرحلة بذكاء وبنظافة كفّ وهو قد لا يحظى برضى الشارع الثائر لكنّه حتماً لن يزيد غضبه.
قبل الحديث عن الصفدي حاول السياسيون إقناع سلام فرفض. حاول رئيس حكومة تصريف الأعمال إقناعه فرفض أيضاً... عاد الرجل بالذاكرة الى فترة توليه رئاسة الحكومة حيث عانى بحسب قوله من تفرّد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالقرارات، وهو بحسب المقرّبين منه غير مستعد لتكرار التجربة. سلام عاد بالذاكرة الى ما قبل الطائف والى زمن الرئيس الراحل سليمان فرنجية ورئيس الحكومة الراحل صائب سلام فقال:" كان الرئيس فرنجية يريد طوني نجله رئيس الظلّ في حكومة والدي.. وقد عانى والدي كثيرا"... أما أنا اليوم فلن أكون رئيس حكومة صوريّ فيما الفعليّ وبحكم الظروف سيكون جبران باسيل نفسه...
المصدر : السياسة