تحت عنوان 15 ألف سائح "يهبطون" يومياً في بيروت، كتبت رنى سعرتي في "الجمهورية": يُنبئ مشهد الاكتظاظ في مطار بيروت بموسم سياحي حيوي، كما وعد وزير السياحة افيديس كيدانيان، مع ارتفاع حركة الركاب بشكل ملحوظ ليبلغ عدد الطائرات الوافدة يومياً الى لبنان 65 طائرة من كل دول العالم. ورغم انّ اعمال التوسعة في المطار لم تنتهِ بعد ولم يتم افتتاح كافة الاقسام، إلّا انّ الوافدين الى لبنان أكّدوا عدم تعرّضهم للتأخير في اجراءات الوصول.
اكّد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود، انّ حركة المطار مع بداية فصل الصيف تبعث على التفاؤل بموسم سياحي مزدهر، "بعد ارتفاع نسبته 12 في المئة في حركة الركاب في الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ونتوقع ان تتراوح نسبة النمو في العام 2019 بين 15 و20 في المئة مع ارتفاع عدد الوافدين من 9000 راكب الى 15000 راكب يومياً".
وأيّد عبود توقعات وزير السياحة بتخطّي عدد الوافدين الى لبنان هذا العام المليوني سائح.
وبالنسبة الى حركة المطار، اشار عبود لـ"الجمهورية"، ان "الطلب يوازي العرض حالياً، وسيتم تسيير رحلات اضافية بدءاً من اوّل آب من قبل عدّة شركات طيران، منها طيران الشرق الاوسط وطيران الامارات وغيرها، وذلك تلبية لزيادة الطلب". واوضح انّ هناك 65 طائرة تصل الى لبنان يومياً، توازيها 65 طائرة تغادر يومياً، ما يعني وصول 13000 راكب يومياً ومغادرة 13000، "وهذا رقم ملفت مرجّح للارتفاع في الشهر المقبل، مقارنة مع 9000 راكب في الفترة نفسها من العام الماضي".
ولفت عبود الى انّ معظم القادمين، سواء كانوا سياحاً أو مغتربين يتوافدون من السعودية، الامارات، الكويت، وباريس ولندن، اللتين تُعتبران بوابة دول شمال وجنوب أميركا. واعتبر انّ العامل الايجابي، هو نسبة السعوديين الوافدين الى لبنان، بعد اعوام من المقاطعة، "حيث بدأنا نرى أعداداً مضاعفة من السعوديين"، مشيرا الى انّ اهمية السائح السعودي تكمن في مدّة اقامته التي تصل الى 20 يوماً ومعدل إنفاقه اليومي الذي يبلغ 5 آلاف دولار.
في المقابل، قال، انّ السائح المصري والاردني والعراقي الذي تمّ اعتباره كبديل عن السائح الخليجي في الاعوام الاربعة السابقة، لا تتجاوز مدّة اقامته سوى 4 الى 5 ايام ولا يتعدّى إنفاقه اليومي 400 الى 500 دولار.
وبالتالي، توقع عبود ان يكون المردود السياحي على الاقتصاد اكبر من السنوات السابقة التي غاب فيها السائح الخليجي.
من جهته، قال نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية والأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي، انّ الموسم السياحي لغاية الآن ناشط وهناك نمو في عدد السياح مقارنة بالعام الماضي، وقد أثمر المجهود الذي قام به وزير السياحة، "إلا انّ الإنفاق السياحي انخفض بسبب تراجع الإنفاق العربي وإنفاق المغتربين اللبنانيين الذين تأثرت اعمالهم جرّاء الأزمات الاقتصادية والمالية في البلدان العربية".
واشار بيروتي لـ"الجمهورية"، ان نسبة الإشغال في فنادق بيروت تخطّت 80 في المئة وبلغت 60 في المئة خارج بيروت، في حين انّ المناطق الجبلية أي عاليه، صوفر وبحمدون فتراجعت نسبة الاشغال فيها الى 40 في المئة نتيجة الاحداث الامنية التي طالت الجبل في الآونة الاخيرة، والتي أثرت بشكل سلبي كبير عليها. وأسف لهذا الواقع، "لأنه بعد 6 سنوات من غياب سيّاح الجبل كنّا نعوّل على اعادة تنشيط السياحة الجبلية".
وبالنسبة للمؤسسات السياحية البحرية، قال بيروتي، انّ الاعمال تراجعت بنسبة 25 الى 30 في المئة بسبب الشائعات التي طالت سلامة أحواض السباحة، رغم ان محافظ جبل لبنان نفى هذه الشائعات.
وأمل ان يحقق العام 2019 أرقاماً ايجابية مع تعويله على السياحة الاوروبية.
المصدر: الجمهورية