تستمر الاتصالات بعيدا عن الأضواء من اجل استئناف اجتماعات مجلس الوزراء ، من دون ان تظهر بعد أي مؤشرات حاسمة في هذا الاتجاه، انطلاقا مما كان اعلنه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قبل يومين حيث قال"إننا نتطلع إلى معاودة جلسات مجلس الوزراء في أقرب وقت لاستكمال القرارات المطلوبة لتفعيل عمل الهيئات واللجان وإنجاز المطلوب من الحكومة وفق ما أعلنت عنه في البيان الوزاري".
في المقابل ما زالت المواقف التي اعلنها وزير الاعلام جورج قرداحي في حديث تلفزيوني سجل قبل توليه مهامه الوزارية وبث قبل يومين تتفاعل ، وسط اجواء توحي بتصعيد في الموقف من قبل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بعدما استدعت السعودية أمس السفير اللبناني لدى الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات الوزير التي اعتبرتها إساءة لجهود تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
وفي هذا الاطار كتبت صحيفة" الشرق الاوسط" تحت عنوان"ميقاتي يحاول احتواء الأزمة": سارع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى محاولة احتواء الموقف، فأعلن رفضه لما تحدث به وزير الإعلام، مشدداً على أن تلك التصريحات لا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانية «الحريصة على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية، وإدانة أي تدخل في شؤونها»، حسب بيان أصدره.
وشددت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة «المعالجة السريعة من قبل السلطات اللبنانية لهذه الأزمة لمنع تطور الأمور نحو الأسوأ».
وكتبت " النهار": سجّل تدهور سريع وبالغ الخطورة في وضع لبنان الديبلوماسي مع دول مجلس التعاون الخليجي قاطبة واليمن منذراً بما يشكل أسوأ ازمة مذ بدأت تتصاعد تداعيات تمدّد وتعمق النفوذ الإيراني إلى لبنان … وفي ظل احتقان بات عمره يعدّ بالسنوات جاءت تصريحات قرداحي الأخيرة، أحد وزيري "تيار المردة" في الحكومة، ولو سجلت قبل شهر من تسلمه مهماته الوزارية، لتشعل عاصفة الغضب الخليجية الأشد توهجاً بما ينذر بعزل لبنان تماماً هذه المرة عن علاقاته الخليجية وما قد يرتبه ذلك من تداعيات كارثية على مئات الوف اللبنانيين العاملين في الدول الخليجية. وبدا أن الإجراء الأقل المنتظر من لبنان الرسمي عبر حمل قرداحي إلى الاستقالة طوعاً أو إقالته لم يتخذ بما قد يستتبع إجراءات خليجية قاسية تبدأ بالمجال الديبلوماسي.
وكتبت" نداء الوطن" : اذا كان رئيس الحكومة نجح حتى الأمس القريب في تلقف كل "الرشقات الصديقة" في صدره محافظاً على سياسة "النفس الطويل" في محاولته السير قدماً باتجاه إصلاح ذات البين الحكومية مع الدول الشقيقة والصديقة، لكن ما قبل 26 تشرين الأول على ما يبدو لن يكون كما بعده، بعدما أردت "الطلقة الحوثية" التي أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي كل الجهود الحثيثة التي يبذلها ميقاتي لإعادة وصل ما انقطع تحديداً مع المملكة العربية السعودية، لا سيما وأنّ "الإعلامي" قرداحي الذي جاهر في 5 آب الفائت بتعاطفه مع الحوثيين في مواجهة "العدوان" السعودي والإماراتي، أعاد أمس بصفته "وزير الإعلام" في حكومة ميقاتي التأكيد على موقفه نفسه، باعتباره موقفاً نابعاً من قناعات "شخصية" لا تلزمه بالاستقالة من الحكومة أو الاعتذار من السعودية والإمارات.
وكتبت " الديار": عمليًا هذه الأزمة سيكون لها تداعيات على مسار العلاقات مع الدول الخليجية سواء على الصعيد السياسي و/أو الإقتصادي. فالسوق الخليجية تُشكّل ما يزيد على مليار دولار أميركي على إجمالي صادرات بقيمة 3.4 مليار دولار أميركي. ويحتل السوق السعودي المرتبة الأولى مع أكثر من 540 مليون دولار أميركي. والأزمة المُستجدّة قد يكون لها تداعيات على الصادرات اللبنانية إلى هذه الأسواق خصوصًا إذا ما أخذت الأزمة سلبيًا وتطورت بشكل كبير.
التداعيات على العلاقات مع الدول الخليجية ليست الوحيدة، فمسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي مُهدّد أيضًا وذلك من باب الإستثمارات في لبنان والتي تُشكّل عنصرا أساسيا في برنامج الحكومة اللبنانية والتي تصل المساهمة الخليجية المُحتملة (لو لم تستجد الأزمة) بأكثر من 45% من إجمالي الإستثمارات. وبفرضية أن الدول الخليجية أعلنت عدم رغبتها بالمساهمة في الإستثمارات، فإن برنامج الحكومة اللبنانية الذي ستُفاوض على أساسه صندوق النقد الدولي سيتعدّل بشكل كبير خصوصًا أن النمو الإقتصادي الذي كان سينتج عن هذه الإستثمارات سيذهب مهبّ الريح وستكون فترة التعافي أطول وأكثر كلفة على المواطن اللبناني.