تقف تركيا هذه الأيام في مفترق طرق يضعها أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن إتمام صفقة شراء الصواريخ الروسية (إس 400)، أو المضي قدما في الحصول على صواريخ باتريوت الأميركية.
وأكد مسؤولون أميركيون أن إتمام أنقرة لصفقتها مع روسيا يعني سحب واشنطن عرضها بيع صواريخ باتريوت بقيمة 3 مليارات و500 مليون دولار أميركي من إنتاج شركة رايثيون.
كما ستفسد الصفقة التركية الروسية صفقة شراء تركيا مقاتلات إف 35 الأميركية، وقد يصل الحال إلى فرض عقوبات أميركية على تركيا.
لكن الرد التركي جاء سريعا، وحسب مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي، فإن أنقرة ماضية في صفقة شراء نظام (إس 400) الروسي.
وقد دفعت تركيا بالفعل معظم ثمن أنظمة الصواريخ الروسية المتطورة، ومن المتوقع وصولها من روسيا من إلى تركيا في نوفمبر المقبل.
وتعد التحذيرات الأميركية لتركيا من شراء منظومة صواريخ إس 400 الروسية، ليست جديدة، وبات هذا الملف واحدا من أهم القضايا العالقة بين واشنطن وأنقرة.
وبينما ترى الولايات المتحدة في النظام الصاروخي الروسي تهديدا مباشرا لطائراتهم في تلك المنطقة، يتحفظ حلف شمال الأطلسي على نظام الدفاع الروسي الذي لا يمكن دمجه في نظام الدفاع الجوي للحلف.
وتعد تركيا ثاني قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وحسب تصريحات المسؤولين الأتراك والروس، فإنه لا يبدو إلى حد الآن على الأقل أن أنقرة ستتخلى عن صفقتها مع روسيا، خاصة أنها تأتي ضمن توجه عام للتقارب مع موسكو.
وتنظر واشنطن إلى هذا التوجه على أنه تهديد لمصالحها.