التبويبات الأساسية

جال المدير العام للنقل البري والبحري بالتكليف الدكتور أحمد تامر قبل ظهر اليوم، على فاعليات مدينة صيدا في زيارة هي الأولى له، استهلها بلقاء رئيس البلدية المهندس محمد السعودي في مكتبه بالقصر البلدي، يرافقه رئيس المنشآت والصيانة المهندس محمد نحلة، في حضور ممثل النائبة بهية الحريري المهندس مازن صباغ، رئيسة مرفأ صيدا ميريام سليمان، عضوي المجلس البلدي الدكتور عبدالله كنعان ومحمد القبرصلي، وكان عرض لمختلف الاوضاع في مدينة صيدا.

تامر
وعلى الاثر، قال تامر: "الرئيس السعودي مرجعية البلدية في صيدا، وأحببنا ان تبدأ زيارتنا من عنده لنطلع على اهم المشاريع في صيدا والخدمات التي يجب ان نقدمها لهذه المدينة التي تجاوز عمرها الـ10 الاف سنة، خصوصا في ما يتعلق بالمرفأ، الذي شهد خطوات كبيرة، وزيارتنا هي لنضع كل جهودنا في خدمة هذه المدينة".

وعن استكمال العمل بالمرفأ الجديد، قال: "الرئيس السعودي يبذل كل جهده من أجل المرفأ ويعتبره مثل ابنه يرعاه ويربيه. وان شاء الله، بالارادة سيتحقق ذلك".

أضاف: "اتفقنا مع الرئيس السعودي على تحديد الدور الاقتصادي للمدينة في اطار التكامل مع باقي المرافىء والمدن. لا نريد منافسة جديدة بين المرافىء بل تكامل وهذا أمر مهم".

وتابع: "لا بد ان يكون لمدينة صيدا منطقة حرة واهراءات، فهي بوابة الجنوب، ومنطقة الجنوب كبيرة وفيها قطاعات اقتصادية وكلما كان المرفأ قادرا على خدمة هذه القطاعات الاقتصادية كلما تمكنا من تحقيق الافضل، لأن وجود المرفأ الى جانب القطاعات الاقتصادية يخفف الكلفة على المستوردين والمصدرين".

وختم: "البداية بدأت منذ فترة ببناء الميناء الجديد، ولا بد ان تستكمل، ولا نريد الاعتماد على الدولة فقط إذ لا بد من مشاركة القطاع الخاص ليتمكن من المشاركة في تطوير مرفأ صيدا وتوسيعه لأنه المستفيد النهائي من خلال القطاعات الاقتصادية التي يديرها".

السعودي
بدوره، قال السعودي: "لدينا عدة افكار ستساعدنا كثيرا في الاستفادة من المرفأ، منها منطقة حرة واهراءات القمح ومكان إقامتها، وهي فكرة جيدة. الزيارة هي طبعا للتعارف، ونحن ذكرنا الاستاذ عبد الحفيظ القيسي ونتمنى له العودة السريعة لاننا نعرف اخلاقه الرفيعة، وفي الوقت نفسه سنتعاون مع الدكتور تامر الى ابعد الحدود، خصوصا انه يتمتع بخبرة كبيرة لا سيما في مرفأ طرابلس، ونريد الاستفادة من خبرته لاستكمال المرفأ".

جولة تفقدية
بعد ذلك، انتقل تامر مع نحلة وسليمان، الى ميناء الصيادين في المرفأ القديم، حيث استقبلهم نقيب الصيادين نزيه سنبل ورؤساء مكاتب الأجهزة الأمنية العاملة في المرفأ ورؤساء دوائر في مصلحة الاستثمار.

وتفقد تامر أرجاء المرفأ، واطلع من سنبل على المشاكل التي يواجهونها، لا سيما إيجاد حل لمراكب النزهة، وغيرها من الأمور التي من شأنها تنظيم وتحسين أوضاع الصيادين داخل المرفأ.

كما عقد تامر اجتماعين مصغرين على هامش جولته، الاول مع مسؤولي الجمارك للوقوف على مطالبهم وفي مقدمها انتقالهم الى المبنى الذي خصص لهم في المرفأ الجديد. والثاني مع موظفي مصلحة الاستثمار الذي بحث فيه سبل تنظيم أمورهم الإدارية والمالية في ظل عدم وجود مدير يرعى تسيير شؤونهم ومتطلباتهم العملانية.

ثم توجه تامر ونحلة وسليمان والحضور الى المرفأ الجديد، وعاين المباني الثلاثة التي أنجز منها مبنى رئاسة المرفأ، كما اطلع من مهندس الشركة المتعهدة "ليبان كونسلت" رواد غصوب على خرائط انشاءات المرفأ وما تم إنجازه خلال المرحلة الأولى منها.

وبعد الجولة، قال تامر: "قسم كبير من المرفأ الجديد قد أنجز والمرحلة الأولى كانت شارفت على نهايتها لولا الأزمة الاقتصادية التي نعيشها. واليوم جئنا لنستطلع مسار هذه المرحلة وسبل استكمالها لتأمين الأمور الأساسية للاشخاص ومؤسسات الدولة المعنية بعمل المرفأ وتشغيله. وبعد اطلاعنا، تبين أن هناك قسما كبيرا قد انجز وقسما آخر يجب العمل على انهائه لتسريع عملية تشغيله او ايجاد البدائل في حال لم تتوفر الامكانات المادية لتحفظ عمل المرفأ بشكل آمن وسليم وتساهم في عملية تسهيل التجارة وتسريعها".

أضاف: "المرفأ الجديد لديه الجهوزية بحريا ولوجستيا لاستقبال البواخر، اما لناحية سهولة عمل الاجهزة الامنية والجمركية والادارية فهناك حاجة لمزيد من العمل لنتمكن من الانطلاق".

وتابع: "مدينة صيدا والجنوب بشكل خاص، يستحق ان نهتم به كثيرا، لا سيما ان هذا المرفأ هو مفتاح الاقتصاد في صيدا وجوارها والجنوب برمته. كذلك هناك مؤسسات كثيرة في الجنوب تستحق تخفيف الاعباء المادية عنها من تكاليف نقل وغيرها، عبر اعتمادها على المرفأ لتتمكن من المنافسة محليا وعالميا".

وقال: "زرت رئيس بلدية صيدا واتفقنا على عدة امور تتعلق بالمرفأ، ابرزها اقتراح بناء اهراءات بجانب رصيف المرفأ، بالاضافة الى ايجاد مساحة لانشاء منطقة حرة تشكل مصدرا استراتيجيا لجلب الاستثمارات الاجنبية والمحلية وتساهم في خلق فرص عمل. وسيكون لنا لقاء في غرفة التجارة لمعرفة الدور الاقتصادي الذي تلعبه من خلال المرجعيات الاقتصادية وكل الفاعليات الاقتصادية والتجارية المتواجدة في المنطقة ونظرتهم المستقبلية للدور الاقتصادي لمدينة صيدا والجنوب وإمكانية استغلال هذا الدور في خدمة التجارة. وبالطبع هذا الدور الاقتصادي يعتمد على نوعية الخدمات الأساسية التي يمكن أن يقدمها المرفأ، وبالنسبة إلينا أهمية اي مرفأ في العالم تكمن بالظهير الداعم له، فكلما توفرت له الإمكانات والتسهيلات التجارية استطاع خدمة التجارة".

أضاف: "زيارتنا لمرفأ صيدا اليوم كانت الأولى وسيكون لنا زيارة لمرفأ صور وكل المرافىء اللبنانية، لاستطلاع متطلباتها وحاجاتها، ونضع الخطط اللازمة وبإذن الله بتصميمنا وبتعاون كل الفاعليات نستطيع فعل الكثير، لان النقل مجال مهم لتنشيط الاقتصاد ولا سيما البحري منه إذ أنه يجذب الاستثمار الأجنبي والعملة الأجنبية أيضا لأن البواخر والبضاعة كل تعاملاتها بالدولار وليس بالليرة اللبنانية، وبالتالي نحن بحاجة الى تفعيل عمل هذا القطاع في هذا الوقت بالذات".

وتابع: "إذا تم تنشيط مرفأي صيدا وصور عندها سيلعبان دورا استراتيجيا مهما اكثر من سواهما لناحية الخدمات اللوجستية لأنهما الأقرب الى قناة السويس التي تشكل معبرا اساسيا لـ12% من التجارة البحرية الدولية، ونستطيع أن نجعلهما لخدمة السفن العابرة من القناة التي تلزمها مسافة مئتي ميل فقط للدخول الى مياهنا".

وأكد أن "هذين المرفأين أساسيان ويشكلان أهمية كبرى من خلال إيجاد الدور الاقتصادي التخصصي لهما الذي من شأنه خلق منافسة تؤمن لقاصدها الخدمة بسرعة وجودة عالية وبكلفة اقل".

وعن غياب مدير لمصلحة الاستثمار في المرفأ، قال تامر: "المدير العام عبد الحفيظ القيسي قبل توقيفه بذل مجهودا كبيرا لخدمة الإدارة في صيدا كونه مديرا عاما ومدير مصلحة الاستثمار، وسأعمد بعد جولتي الى رفع تقرير للوزير. كما اقترحت على ادارة المرفأ في هذه الفترة، العمل على تسيير كل الامور الادارية والمالية والاستثمارية لرفعها الى الوزير الذي سنعمل بتوجيهاته لمساعدتهم بسرعة لما نملكه من خبرة في هذا المجال من أجل تسهيل امورهم الى حين تشكيل وزارة جديدة وتعيين مجلس ادارة ومدير جديد للمرفأ".

وختم: "هذه الجولة تمت بتوجيهات من الوزير ميشال نجار الذي يولي أهمية لمرافىء لبنان كلها، والنظرة المستقبلية الانية اننا لا نريد مرافىء تتنافس مع بعضها او مرفأ يعمل وآخر لا، بل نريدها ان تعمل جميعها وتتكامل مع بعضها البعض، فكلما تكاملت المرافىء ازداد عملنا".

غرفة التجارة
ثم انتقل تامر ونحلة الى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، حيث كان في استقبالهما المدير الاداري للغرفة علي صفي الدين نيابة عن رئيسها محمد صالح الذي خضع مؤخرا لعملية جراحية، والذي اطمأن تامر على صحته في اتصال هاتفي.

وقال تامر: "الهدف من زيارتنا لغرفة التجارة في صيدا والجنوب اليوم، هو معرفة الدور الذي تلعبه كحاضنة لاصحاب المعامل والمصانع على صعيد مختلف القطاعات الاقتصادية والزراعية والتجارية لبرمجة مستقبل المرفأ وتفعيل عمله على أساس هذا الدور لخدمة اقتصاد المنطقة".

بهية الحريري
واختتم تامر جولته بزيارة النائبة بهية الحريري في مجدليون، في حضور رئيسة مرفأ صيدا ميريام سليمان ومستشار الحريري للشؤون الهندسية المهندس مازن صباغ وفريق عمل من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة.

واطلعت الحريري من تامر على حصيلة جولته الميدانية في ما يتعلق بقطاع النقل البحري ولا سيما في موضوع استكمال انجاز ما تبقى من منشآت ومرافق في مرفأ المدينة الجديد، بما يعزز الدور التجاري والاقتصادي للمدينة على المتوسط بالتكامل مع باقي المرافىء اللبنانية.

وقال تامر بعد اللقاء: "نعتز بزيارة هذا البيت العريق وباللقاء مع السيدة بهية التي كما تعلمون، تهتم كثيرا بأمور مرفأ صيدا وتتابعها بأدق تفاصيلها. ونحن نكبر بها ونأخذ بملاحظاتها وبرؤيتها لأهمية المرفا ودوره ومستقبله لأن تملك نفس رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

أضاف: "ان استكمال مرفأ صيدا الجديد اصبح أمرا ملحا جدا، والسيدة بهية تتابع هذا الموضوع بكل تفاصيله مع البلدية والمديرية العامة للنقل وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب وكل المعنيين، وبالتالي هي تريد لهذا المشروع أن يستكمل وينجح لتنتعش صيدا. وكانت هناك ملاحظات اساسية ومهمة، اذا وضعت على السكة تصبح صيدا عنصرا اساسيا ومهما ومحورا اساسيا للتجارة لمنطقة الجنوب خصوصا".

صورة editor3

editor3