لا يختلف عاقلان ان الوضع في لبنان بات ميؤوسا منه وان تفاوتت لغات التعبير في توصيف ما آلت اليه الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .. بين تعنت أهل السلطة وتمسكها بمناصب أصبحت رمز للعار والذل بعد افتقادها ل رجالات دولة تغلب المصالح الوطنية على الزبائنية السياسية والمصالح الفئوية الضيقة.. وبين صرخة وألم الشارع الذي استفاق بعد عقود من سباته العميق جرى خلالها اجحاف لا بل استباحة لادنى حقوقه البديهية في التعليم والاستشفاء والعمل الخ ...
اليوم ماذا بعد هذا التعنت وتلك الاستفاقة؟
ماذا لو مضت السلطة قدما ضاربة عرض الحائط صرخة الموجوع والمقهور ولقمة الفقير؟ وشكلت الحكومة ونالت الثقة؟ هل بامكانها إصلاح ما أفسدته يداها وايدي سلالاتها الماضية؟ وليست هي حقا امتداد لذاتها وتكرار مكرر؟ .. والفساد في جيناتهم الوراثية؟ وأي شرف يحمله مسؤولو السلطة والمؤتمنون الغيارة على شؤون وشجون المواطن؟ بعدما رفضهم شعبهم وقالها بالفم الملآن : لا ثقة.... الا يوحي لهم شيئا مشهد التسلل خلسة إلى المجلس النيابي كخفافيش الليل وكلصوص احترفت التضليل والتمويه؟
وفي المقلب الآخر ومن وجهة نظر موضوعية وعين مراقبة تصبو الى الحياد، ليس كل ما نراه يمثلنا، لا الفوضى.. لا قطع الطرقات ولا الفراغ هو المطلوب... لا لفكرة التعميم في مستويات الفساد بين السلطة والمعارضة فالنسبية سيدة الموقف.. "مش كل سياسي بينشرب كاسو ولا كل ثائر يستحق لقبه عن جدارة.. ولكن جل ما نتيقنه بين الحقيقتين أن هنالك فئة من الناس أثقلها الألم، الجوع واليأس و
ضاع حلمها ومستقبلها على ارصفة الوطن المنهوب..
فبين حكمكم وشبح الفراغ من بعدكم وبعد اذنكم... نستودعك الله يا وطني...