التبويبات الأساسية

نزلق الخطاب الانتخابي كثيرا في بيروت الاولى الى ادنى مستوياته واعتلى المرشحون المنابر يقصفون بعضهم البعض مع اقتراب ساعة الحسم الانتخابي وبعد دخول مرحلة الجد وبدء المرشحين عن قرب خوض معركة الصوت التفضيلي الذي يحصله المرشحون في الدائرة اما بشعبويتهم اما بجهود الماكينة الانتخابية.

اللافت في معركة بيروت الاولى انها معركة يعرف فيها المرشحون بعضهم عن قرب هم تاريخيا من الاخصام في السياسة ومن ابناء الحي نفسه فالدائرة انتخابيا من اصغر الدوائر على الاطلاق وحاصلها الانتخابي هو خمسة آلاف صوت، ورغم ذلك فان حجم المعركة كبير بالوزن والحجم السياسي، ففيها يتقاتل او يتواجه ابناء الجميل والصحناوي والتويني والكتائب والقوات والمستقبل والتيار والوطني و"كل العالم" تقريبا.

وربما لم يخطىء ابدا من اطلق على بيروت الاولى وصف ام المعارك الانتخابية نظراً للحماوة الانتخابية التي تشهدها الدائرة بين المرشحين على المقاعد المسيحية الثلاثة (الماروني والكاثوليكي والارثوذكسي). فيما تبدو المقاعد الارمنية ومقعد الاقليات في اطار التنافس ولكن بوتيرة اخف وطأة من المقاعد المسيحية الثلاثة، والسبب في ذلك يعود الى رمزية تلك المقاعد، فالمقعد الماروني الاول في بيروت تريد الكتائب الاحتفاظ به لرمزيته التاريخية والحزبية لها على مقربة من مقر الحزب في الصيفي ووفاء لمسيرة بشير الجميل في الاشرفية. فيما يريد التيار الوطني الحر ان يقارع الكتائب على المقعد نفسه بالمرشح مسعود الاشقر صاحب الحيثية الشعبية في الاشرفية فيما المقعد الكاثوليكي له تاريخه وبورجوازيته الكاثوليكية التي يريد النائب ميشال فرعون الحفاظ عليها ويسعى التيار الوطني الحر الذي يرشح نائب رئيسه نقولا صحناوي لانتزاعه اما المقعد الارثوذكسي فالاشرفية ارثوذكسية الهوى والطابع (نسبة الى ناخبيها والمؤسسات الارثوذكسية من مطرانية ومستشفى..) فان هذا المقعد رشح عنه تحالف التيار والمستقبل نقولا شماس وهو يحوز ثقة المطرانية ورضاها فيما رشحت القوات عماد واكيم.

(ابتسام شديد - الديار)

صورة editor11

editor11