اعتبرت عضو المكتب السياسي الكتائبي جويل بو عبود أن استقالة الحكومة هي انتصار للشعب اللبناني الذي سحب ثقته منها، والانتصار الثاني هو لجيل الشباب الذي لم يعد يرغب بالطبقة السياسية الحاكمة، كذلك هي انتصار للمرأة اللبنانية التي كانت تجابه على الأرض، وقالت: "حرام تصغير الثورة ووصفها بالحراك للتقليل من شأنها".
وأكدت أن هذا الانتصار هو للشعب اللبناني، معتبرة أن من يجيّره لحزب أو طائفة أو فئة يصغر من حجمه، لأن هذه الانتفاضة تخطت الجميع، وهي جاءت نتيجة ممارسات خاطئة أذلت السلطة من خلالها الناس".
بو عبود وفي حديث عبر تلفزيون لبنان قالت: "مطالب الثوار كبرى وواسعة ومنها شخصية، مشيرة الى أن البعض وصل الى المطالبة بإسقاط النظام وفي هذا دليل على ان الثورة شعبية".
أضافت: "بالنسبة لنا مطالبنا كانت واضحة وهي استقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين لديها مهمتان: "تنفيذ الاصلاحات واجراء انتخابات نيابية مبكرة".
وأكدت بو عبود أننا لسنا من الطبقة السياسية، فنحن في المعارضة منذ 4 سنوات ودفعنا ثمن معارضتنا، مذكّرة بمواقف الكتائب في عدد كبير من الملفات، من بينها النفايات والتوتر العالي والاعتراض على الضرائب وطريقة بتّ سلسلة الرتب والرواتب، وأردفت: "من هنا لسنا غرباء عن الساحات ومطالبها وكنا موجودين في قلب الانتفاضة".
وأكدت بو عبود أن ما من شيء اسمه فراغ، فرئيس الجمهورية يجب أن يدعو لاستشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة العتيدة، إلا إذا أرادوا متابعة سياسة التسويات والمحاصصة، مضيفة فلتتحمل السلطة مسؤولية خياراتها، فإذا أرادت العودة لأسلوب التعاطي نفسه، فالناس ستعود الى الطرقات.
وعن الانتخابات النيابية قالت بو عبود: "كنّا ضد القانون الحالي وقدّمنا مشروع الدائرة الفردية الذي يؤمن التمثيل الصحيح، إنما نحن نعتبر أنه حتى في ظل القانون الحالي قادرون على إجراء الانتخابات لأن المزاج الشعبي قادر على التغيير".
وذكّرت بمجموعة من مشاريع القوانين التي قدمّها نواب الكتائب، لافتة الى أننا في العام 2018 قدمنا مشروع قانون رفع السرية المصرفية والذي يشمل رفع السرية ليس عن السياسيين فقط بل المتعهدين وكل الشركات التي لها علاقة بمشاريع الدولة حيث يستشري الفساد ونطالب بوضعه على جدول الأعمال لإقراره ليشمل أكبر عدد من السياسيين.
وأوضحت أن حزب الكتائب سيتقدم باقتراح قانون لتقصير ولاية مجلس النواب لإجراء إنتخابات مبكرة كحد أقصى في أيار ٢٠٢٠.
وعن قبول حزب الله بحكومة تكنوقراط قالت بو عبود: "ليس كل ما يطلبه حزب الله يحصل، فهو لم يُرد استقالة الحكومة وقد حصل ذلك، ولا يمكننا انتظار ما يريده، فليس بهذه الطريقة يُدار البلد".
وأشارت إلى أننا نعتبر أن السلاح عامل للترهيب وما حصل امس أحد وجوهه، لافتة الى ان ما حصل في الرينغ وساحة رياض الصلح وساحة الشهداء كان رسالة للحريري كي لا يستقيل ولتخويف اللبنانيين مما هم قادرون على فعله، وانهم قادرون على 7 أيار ثان لكن المتظاهرين لم يخافوا.
وعن الحديث عن تمويل السفارات للتظاهرات سألت: "هل آلاف اللبنانيين الذين تظاهروا في فرنسا ودول العالم كانت السفارات تموّلهم"؟
وعن قطع الطرقات قالت: "لم يكن أحد مسرورًا بقطعها، لكنها كانت وسيلة ضغط، ومع كل هذا الضغط لم يتحرّكوا إلا بعد مرور أسبوعين".
وعن الوضع الاقتصادي قالت: "لا يُخفى على أحد انه سيئ من هنا نشدد على وجوب تشكيل حكومة حيادية بأسرع وقت لتواكب الاصلاحات".
واسترجعت بو عبود فترة استقالة وزراء الكتائب من حكومة الرئيس تمام سلام، وانتفاضتهم على سياسة المحاصصة و"مرقلي تمرقلك"، كما ذكرت باننا رفضنا الدخول في الحكومة المستقيلة، لأننا كنا نعرف أنها مبنية على التسوية والمحاصصة ولم نرغب بالمشاركة فيها، وأضافت: "كل الفرقاء يتحملون مسؤولية ما وصلنا اليه بالتكافل والتضامن ولا احد بريء، فالكل صوّت على قانون الضرائب والموازنة والسلسلة".
وعن المرحلة المقبلة بعد استقالة الحريري قالت بو عبود: "المطلب الأول تحقق ولا بد من البحث عن طريقة ضغط لتشكيل حكومة حيادية، لافتة الى المعركة بدأت الآن واستقالة الحريري كانت البداية لاقناع الطبقة السياسية بتشكيل حكومة حيادية، وأن لا أحد يريد التسوية"، وأضافت: "المشكلة في كيفية تعاطي أفرقاء الحكم في المرحلة الثانية ولا بد من نفس طويل".