بقلم د. انطوان بو عبود حرب
وداعًا يا أطيب الآباء والكهنة
المونسنيور المحب سمير الحايك.
بالأمس عيون اغرورقت بالدموع
ودموع هطلت وقلوب تمزقت وأخرى تيتمت عندما صعقنا خبر
رحيلك الى عالم الاخيار والابرار
بجوار ربك الذي أحبك واحببته
ونذرت له حياتك. فأتممت الوزنات
مؤمنا بان الطريق إلى الله تكمن في خدمة أخيك الانسان عطاء ومحبة وتضحيات..
عرفناك كاهنا ورعا كتلةً من الفكر
العميق الغور بالعلم والعمل وفيضان الروح، نشاط لا يتوقف ولا
يهدأ، اثبتَ وجوده على منابر الدين
والدنيا وفي معارك الحياة المتضاربة وفي كل مشروعِ تجدد
وإصلاح وإنماء.
وطني اصيل وسياسي صلب المواقف، شفافَ الرؤية ،لاهوتي
ملفان، دفاق الفضول الى رشف المعرفة وسبر اسرار الحياة وابعادها
وألغازها، ملتهب الحماسة لنشر
الخبر والفضيلة ومؤازرة الناس. تحمل بالمصيبة مع المنصاب، زارعا الامل والعزاء والرجاء …
كنتَ السباق بغيرتك على أبناءِ
المنطقة انطلاقًا من وراء مذبحك
المقدس بالصلاة حتى إقدامك في هيئة الطوارئ البترونية لتخفف
آلامهم وتمسح دموعهم وتضمد
جراحهم….
مؤلم رحيلك يا أبتي وأنت ابتسامة
الصباح والامل لكل عليل وكل انسان
هزمته أسهم الحياة القاسية والغاشمة، فكان الود في حروفك
والحب والبلسم في كلامك والدفءُ
أينما مر ظلك.
لبنان عاشقٌ لأمثالك اذ يقدر فيهم
هامة مار يوحنا الحبيب الخدوم
والمعطاء في سبيل الله والإنسان،
نرفض كلمة وداعًا، أنت حيٌ في قلوب محبيك وعارفيك وفي ضمير
أبناءً منطقة البترون، عبرةً للصدق
والوفاء والعطاء والمحبة، وستبقى
صبابة الشوق على أملٍ من اللقاء
وتشابُك الأرواح والاحلام.
رحمك الله وتغمدك في رحاب جناته
انطوان بو عبود حرب