بدعوة كريمة من السيد رمزي بو خالد قام سماحة العلامة السيد علي الأمين بزيارة دارة السيد بو خالد في حمانا حيث كان في استقباله إضافة إلى العائلة حشد كبير من فعاليات حمانا وقضاء بعبدا من رجال دين ومخاتير وأكاديميين وناشطين ورؤساء جمعيات اهلية من كل الأطياف المكونة لهذا القضاء.
السيد رمزي بو خالد وبكلمة ترحيبية استهل كلمته بالترحيب بالسيد الأمين وجميع الحضور، وأعرب أن هذا اللقاء هو لقاء وطني من الساحل الى الجبل يضم كل الأطياف المكونة لهذا القضاء مشدداً على أهمية التواصل في هذه المرحلة الدقيقية والصعبة التي يمر فيها الوطن.
" هي مرحلة تفوق قدرة اللبنانيين مجتمعين"، أضاف بو خالد، "فكيف اذا كانت الإرادات مشتتة والطاقات مبعثرة والأهداف متناقضة الى حد كبير. وكيف اذا كان اللبنانيون يواجهون صراعاً دولياً على النفوذ والشعب مشلول الارادة على كافة الصعد السياسية الاقتصادية الاجتماعية والانمائية وغيرها ... بالإضافة للتمزق داخل الصف اللبناني. حتى اننا ننسى ان "البيت الذي ينقسم على نفسه يخرب" لقد حان الوقت ان يتوقف المسؤوليين من استعطاء الخلاص من الخارج وتقديم مصالحهم الشخصية على حقوق الوطن والشعب المشروعة. ثم توجه الى السيد الامين قائلا: لا أحد يتهجر داخل وطنه، بيوتنا مفتوحة لك وحضورك سماحة الشيخ الى البلدة هو رسالة ضد الإضطهاد الذي تتعرض له، وسيبقى الرأي الحر قائماً ومن غير المسموح التعتيم على الفكر، واحتكار الرأي. هل بات الهدف إزالة خصائص الوطن ومميزاته؟ وختم بو خالد كلمته ان تطوير المشروع الوطني الذي تؤمن ونؤمن به اصبح واجبا وطنيا ولزاماً على كل اللبنانيين.
ثم القى سماحة العلامة علي السيد الامين كلمة بالحاضرين قائلا نتطلّع إلى اليوم الّذي تصبح فيه الدّولة اللبنانية هي المسؤولة وحدها عن الأمن والدّفاع وعن السياسة والإقتصاد وعن سائر المهام الّتي تقوم بها الدّول في شعوبها وأوطانها . وأكد العلامة الأمين على أن المطلوب هو مشروع الدّولة الواحدة التي تشكّل مرجعيّة لكلّ اللبنانيين في مختلف الحقول والميادين من خلال نظام سياسي يجعل منها دولة الإنسان من دون أن يكون هناك امتيازات في الحقوق لطائفة على أخرى ولا لفرد على آخر من خلال الانتماء الديّني للطّوائف وشدد على قاعدة أن يكون الولاء للوطن والدّولة وليس للطّائفة أو الحزب أو الزّعيم السياسي أو الدّيني ولتحقيق هذه الغاية يجب إدخال مجموعة من الإصلاحات وإعادة النظر في بعض السياسات الإدارية المعتمدة لفترة طويلة من الزمن والتي جعلت ولاء المواطن لطائفته أو لزعيمها الطائفي لأن الدولة جعلت من الزعيم مصدراً لكل الخدمات التي تُقّدمُ إلى أبناء طائفته بحيث أصبح في نظر أبناء طائفته هو المعطي والمانع وهو الدولة وهو القانون والنّظام ولذلك يجب أن يبقى في السلطة على الدّوام وإن أساء إليها أو خرج عنها.
وكرر سماحته مطالبته بإعادة النظر في مناهج التعليم والبرامج التربوية والعمل على توحيدها في مختلف المراحل والقطاعات الخاصة والعامة وإلغاء التعليم الديني من المدارس التي يجب أن تنحصر مهمتها في التربية والتعليم والتنشئة الوطنية. وأكد بأن التعليم الديني هو مهمة الكنائس والمساجد. وأضاف سماحته :يجب إعادة النظر في تشكيل الأحزاب ومنع قيامها على أسس دينية وطائفية بل يجب تشكيلها وقيامها على أساس البرامج السياسية والإجتماعية التي تهم كل المواطنين ليصبح التمثيل للمواطنين تمثيلاً سياسياً إجتماعياً وثقافياً وليس تمثيلاً طائفياً ودينياً.
وقد تمت عدة مداخلات من قبل الحاضرين أثنت كلها على مواقف سماحته.