كرمت بلدية جبيل المبشرة الدنماركية الراحلة ماريا جاكبسون التي اهتمت بأيتام الأرمن في ميتم "عش العصافير" في جبيل خلال المجازر التي تعرضوا لها، تخليدا لذكراها، في احتفال اقيم في الميتم برعاية سفيري الدنمارك وأرمينيا ميريت جيهي وفاهاكن اتا بكيان، ومشاركة ممثل بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان المطران شاهيه بانوسيان، وزير السياحة اواديس كيدانيان، سفراء: بلغاريا بويان بيلي واندونيسيا هاجريانتو ثوهاري، وأنتيكوا وباربودا حنا عكر، النائب مصطفى الحسيني، رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس البلدية وسام زعرور وأعضاء المجلس البلدي، قنصل مولدافيا إيلي نصار، مسؤولة الآثار في جبيل في وزارة الثقافة تانيا زافين، الدكتور رشيد شمعون، مدير الميتم ساموئيل بويادجيان، ورئيس لجنة الوصاية جوزف بزجيان وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ومدعوين.
بعد كلمة ترحيبية لبويادجيان، تلا بانوسيان الصلاة على ضريح الراحلة.
سفيرة الدنمارك
ألقت سفيرة الدنمارك كلمة أعربت فيها عن "سرورها في المشاركة بذكرى المرسلة الدانمركية ماريا جاكبسون"، شاكرة ل"بلدية جبيل تنظيم هذا الاحتفال، موحدين بروح من التضامن"، متسائلة: "ما الذي يشكل عائلة؟ هل فقط رابط الدم؟ هل فقط الرابط البيولوجي؟"، وقالت: "بالنسبة الى الدانماركية جاكبسون كان همها خلق عائلة لاولاد محرومين منها، فجاءت بآلاف الاطفال الايتام الارمن الى لبنان. وعلى مدى سنوات، استقر اكثر من 4 آلاف طفل في هذا المكان الجميل في جبيل ميتم عش العصافير. إن ماما جاكبسون كما كانوا ينادونها كانت مرسلة تركت بلدها الأم لإنقاذ الاولاد واعطائهم، ليس فقط ملجأ، إنما ايضا تربية وايمانا وانتماء".
أضافت: "عش العصافير تأسس بروح من التضامن وغذى ظروف الانتماء والوحدة والحب، فأطفال عش العصافير تربوا ليصبحوا كهنة واطباء ومعلمين، إنما قبل كل شيء أناسا جيدين. هذا المكان أحدث فرقا عند آلاف البشر، وسيبقى رمزا للارث الذي تركته امرأة عادلة".
وأشارت إلى أن "الرمز المتمثل بمتحف وقبر المرسلة يشكلان اليد التي تحتضن الاطفال، ويبقى ابعد من الكلمات، فمن رحم الأحزان ولد شيء جميل، والاولاد الذين تربوا هنا لم يكونوا اقرباء بالدم، إنما بالروح. الاطفال وماريا جاكبسون خلقوا ما لا ينسى: شعور لن يزول ابدا، خلقوا عائلة".
سفير ارمينيا
من جهته، شكر السفير الأرميني ل"بلدية جبيل تكريم أم فاضلة ضحت وعملت من أجل أطفال الارمن اليتامى، وقدمت إليهم هذا الميتم، وحضنت الأطفال بمحبة وعناية فائقة"، وقال: "ستبقى ذكراها خالدة ولا يمكننا أن ننساها".
بانوسيان
بعد ذلك، تلا بانوسيان رسالة البطريرك كشيشيان، ومما جاء فيها: "إنه لفرح عميق أن نجتمع معا في عش العصافير، فهذه الارض هي أرض مقدسة لشعبنا لأنها أصبحت جنة آمنة لآلاف الايتام من الابادة الارمنية، وأعطي هذا الميتم اسما من قبل مؤسسته ماريا جاكبسون الملقبة بأم الايتام لاهتمامها واندفاعها في تربية الايتام الذين اصبحوا قادة في مجتمعاتنا ودول الانتشار".
أضاف: "أرحب كمسؤول روحي بهذه المبادرة لاحياء الذكرى، وهي دليل على إصرار شعبنا على تحويل المعاناة الى امل. كما أقدر عاليا وجودكم هنا للتعبير عن احترامكم لماريا التي تيقى ذكراها خالدة في حياة شعبنا. إن رسالة الميتم والمتحف تثبت أننا في احلك الظروف قادرون على القيام بأعمال إنسانية معا من أجل السلام والعدالة، فليبارك الرب لبنان وكل الدول التي تمثلونها".
جولة في المتحف
وبعد أن وضع الحاضرون الورود على ضريح الراحلة، جالوا في أرجاء المتحف الذي يخلد ذكرى المجازر الارمنية.
السوق القديم في جبيل
وتوجه الجميع سيرا على الاقدام إلى السوق القديم في جبيل والأماكن الأثرية فيه، واطلعوا من رئيس بلديتها وسام زعرور على "النهضة السياحية والثقافية والانمائية التي تحققت في مدينة الحرف بيبلوس".