التبويبات الأساسية

ترأس راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جورج بقعوني قداس وجناز الأربعين لراحة نفس القاضي والوزير السابق سليمان طرابلسي، بمشاركة المطران كيرلس سليم بسترس، وقد عاونه النائب العام الارشمندريت كميل ملحم والنائب القضائي الاب القاضي اندره فرح والاب خليل رحمه. وخدمت القداس جوقة الرعية بقيادة المرنم روبير رومية.

تقدم الحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب ادي معلوف، قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بعقيلته، مدير مكتب الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ، مدعي عام ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس وشخصيات قضائية وعسكرية وأمنية.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى بقعوني كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم لنصلي معا في ذكرى عزيز وحبيب ورجل دولة، رجل البسمة الدائمة والمتميز بعلمه ونظافة كفه. إنه سليمان شفيق طرابلسي، الذي ولد في مشغرة في زمن قنديل الزيت والحطب، وعصر القناعة والصبر والانفتاح والمحبة بين الناس دون تمييز، ترعرع سليمان في بيت أحب العلم، جده من أوائل الأطباء، أبوه من كبار وجهاء البقاع، وقد تربى الفقيد على روح التعاون وعشق العطاء، كان يغدو الى المدرسة باكرا ليكون أول الواصلين، فيدق جرس الكنيسة، أحب المسيح واستمر يتردد الى الكنيسة والى مزارات القديسين كلما سمحت له الفرصة حتى رحيله".

أضاف: "تدرج في العلم من صبي في مدرسة البلدة وحتى تحقق طموحه في عهد الرئيس شهاب، ليكون أصغر المنتسبين الى سلك القضاء، نذر نفسه للعدالة وتدرج في المناصب حتى عين مدعيا عاما في ديوان المحاسبة، وطوى عز الشباب في غمرة العطاء، تزوج من السيدة سلوى سيف، ودامت حكاية الإخلاص والمحبة حتى انطفاء القلب. استمر سليمان على ذات النهج من الاستقامة واحترام الذات والإيمان بالعدالة، الى أن هبت رياح الأمل بإصلاح جدي، ليشارك مع نخبة من قادة الإدارة والقضاء في ورشة إعادة البناء، كانت حصته وزارة النفط ووزارة الموارد المائية والكهربائية في عهد حكومة سليم الحص، حيث سجل له سعيه الصادق في إعادة البلاد الى طريق النور، والمساهمة في توفير الدفء والضوء للبنانيين، الذين أحب واحترم حقوقهم بأبسط الخدمات".

وتابع: "كان يؤمن بنهضة لبنان وإعادة بناء الدولة، وظل يسأل عن أمل قيامة لبنان حتى آخر أيامه، يروي رفاقه أن له تلاميذ من ذات الطينة أخلصوا له وأحبوه، وقد وصلوا الى مراكز ووظائف قيادية في الدولة، واستمر تواصلهم معه وكان له في ذلك عزاء وأمل. سليمان طرابلسي القاضي والوزير والمواطن والإنسان، حمل هموم الطاقة والنور والدفء والقلق على حلها حتى آخر أيامه، وقد غادرنا منذ أربعين يوما، لتنطوي معه صفحة من صفحات حكاية الكبار ممن شاركوا في ورشة بناء دولة القانون، وساهموا في انطلاق ديوان المحاسبة في زمن الرئيس إلياس سركيس، لسوء الحظ تصادف ذكراه اليوم العودة للحديث عن العتمة والاكتفاء بضوء قمر مشغرة، والعودة الى عصر الحطب إياه الذي ولد فيه سليمان".

وختم بقعوني: "أفضل ما نكرمه به بعد رحيله، هو أن نصلي للمسيح الذي أحبه سليمان لينعم عليه بالراحة الأبدية. على هذا الرجاء تقديم التعازي، سائلين الله أن ينعم على وطننا بقضاة وسياسيين على مثال راحلنا الكبير".

وألقت عقيلة الراحل سلوى سيف كلمة شكرت فيها جميع المشاركين، ثم تقبلت العائلة التعازي.

صورة editor3

editor3