تخسر غرينلاند حوالي 260 مليار طن من الجليد من المحيط كل عام، وهذا الرقم في ازدياد متواصل.
واكتشف العلماء تهديدا جديدا لاستقرار الطبقة الجليدية، وهي سلسلة من البحيرات المؤقتة التي تتلاشى خلال "تفاعلات متسلسلة"، ويؤدي هذا إلى نقل المياه العذبة والحرارة إلى قاع الطبقة الجليدية مما يجعلها غير مستقرة.
ويشعر العلماء بالقلق من أن انهيار الغطاء الجليدي بسبب هذا التفاعل المتسلسل يمكن أن يحدث في أي وقت، أقرب مما هو متوقع، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار.
وقام فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة كامبريدج، بدمج نماذج حاسوبية ثلاثية الأبعاد وملاحظات واقعية لدراسة البحيرات، فمع ظهور المزيد من البحيرات على الصفائح الجليدية، لم يكن يعرف الكثير عن التأثير الذي قد تحدثه.
أما الآن، فقد وجد الفريق الدولي أن الطرق التي تتفرق بها البحيرات، يمكن أن تسبب ضررا كبيرا في ما يتعلق ببقاء الطبقة الجليدية.
وقال الباحث الرئيس في الدراسة، الدكتور بول كريستوفرسن، من معهد سكوت بولار للأبحاث في جامعة كامبريدج: "هذه الشبكة المتنامية من البحيرات الذائبة، والتي تمتد حاليا على مسافة تزيد عن 100 كيلومتر في الداخل وتصل إلى ارتفاع يصل إلى 2000 متر فوق سطح البحر، تشكل تهديدا على المدى الطويل لاستقرار الغطاء الجليدي في غرينلاند"، مضيفا: "هذه الطبقة الجليدية التي تغطي مساحة 1.7 مليون كيلومتر مربع، كانت مستقرة نسبيا منذ 25 عاما، لكنها الآن تفقد مليار طن من الجليد كل يوم، وهذا يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم بمقدار ميلليمتر واحد في السنة، وهو معدل أسرع بكثير مما كان متوقعا قبل بضع سنوات".
وقد توصلت أبحاث سابقة إلى أنه إذا ذابت الصفيحة الجليدية في غرينلاند فإن مستويات البحار سترتفع بمقدار 7.4 متر، وهذا الارتفاع الدراماتيكي سيؤدي إلى كارثة لمليارات البشر، حيث أن العديد من المجتمعات الساحلية ستغمرها المياه بالكامل تحت سطح البحر.
وتتشكل البحيرات على سطح الغطاء الجليدي في غرينلاند كل صيف مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، وتظل العديد منها لأسابيع أو شهور، ولكن يتم صرف مياهها خلال ساعات قليلة فقط، حيث يتم نقل كميات هائلة من الماء والحرارة إلى قاعدة الغطاء الجليدي.