لسنا متفقين على شيء، لا على الارزة وسط العلم ولا على عدد أعمدة قلعة بعلبك.
لا لبنان وطننا النهائي ولا المهجر بلدنا المؤقت.
لا نتحدث بنفس اللكنة واللهجة ولا نجيد اللغة العربية كما نجيد اللغات الأخرى.
حاولنا أن نحب بعضنا، أجهدنا انفسنا بالغرام الى حد سبحنا فيه ببحيرات من دم ،عراة و حفاة ، وتقاتلنا بشغف وتذابحنا بنهم وتهنا في رقصات فولكلورية من مجزرة الى مجزرة ما بين عبث وعدم ،وعندما تعبنا من الشجن تعانقنا بأنيابنا وبقروننا في المصارف ،وعضّينا بعضنا البعض في السمسرات ،ومارسنا الجنس كمجموعات على مسرح الفساد وانشدنا سوياً لليرة المنهارة وللدولة المنهوبة ،وختمنا حياتنا معاً في خيانة اقتصادية عظمى جعلتنا جميعا جرذانا هاربة وفئرانا تائهة وخنازير هائمة وقروداً تقفز من معبد الى معبد ومن زعيم الى زعيم ومن طائرة تقلع الى السماء الى طائرة تهبط في مقبرة.
لسنا متفقين على شيء، لا على الارزة وسط العلم ولا عدد أعمدة قلعة بعلبك، لا على اتفاق الطائف ولا على صيغة 1943. لم نتفق على هويّتنا ولم نتفق اي لبنان نريد واي مزرعة نبني ،حتى ما بين اسرائيل وفلسطين لم نحسم خياراتنا و غرقنا قي البحث والتفكير بمستقبل الخونة.
من نحن؟
نحن خطأ في التاريخ ونحن كذبة في الجغرافيا،
نحن لصوص مال في الظلام ،ونحن قطاع طرق وسط النهار، نحن قراصنة الشرق ونحن عفاريت الغرب، نحن ماااااع ماااااع غنم، ونحن هههااااااق هههااااق حمير وبجم، لا تليق بنا حياة ولا يليق بنا وطن....
سقط الطائف عندما جف المال في الخزينة،سقطت الدولة عندما عمّ الجوع، عاد حديث الغدر والحرب الاهلية عندما لم يجدوا ما يسرقوه،فمن نحن؟
نحن مااااع ماااع غنم ،ونحن هاااق هاااق حمير وبجم، ما إن يفلتونا على بعضنا البعض حتى نتحول لوحوش نرفع بين عقولنا المتاريس والدشم...
مااااع مااااع،هااااق هااااق.. لا يليق بنا وطن.....
يا دولة الرئيس دياب: اما ان تهجم وان تحاسب وان تنقذ و ان تواجه والا "زيح من درب الاهوال".
مولخا مولخا ما عاد هناك ما يسرقوه ، قفزوا الى الخطة باء:تهديد بحرب أهلية.
المصدر: al-hiwarnews