اختتم وزير الخارجية والمغتربين النائب المنتخب جبران باسيل مؤتمر الطاقة الاغترابية، بافتتاح بيوت الاغتراب: اللبناني- المكسيكي، اللبناني- الأفريقي، اللبناني- الأسترالي ومتحف المغترب في بيت المغترب في حي القلعة القديمة في مدينة البترون، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، النائبين نعمةالله أبي نصر وفريد الخازن، سفراء وهيئات دبلوماسية، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من المنتشرين.
الحرك
بعد النشيد الوطني، قدم للحفل المحامي نجم خطار، ثم رحب الحرك، فقال: "في هذا المكان الجميل، الذي يشبهكم، وهذه الدار هي داركم وهذا المكان هو ملككم وهو يحمل تاريخنا الجميل والعريق، وهو يمثل كل فرد منكم. أنتم تمثلون الحب الحقيقي لهذا البلد، تمثلون صلابة جباله وشموخ أرزه. أنتم الذين انتصرتم على قساوة الغربة لأنكم محصنين بعنفوان اللبناني الأصيل".
أضاف: "منذ عشرات السنين، حاول رؤساء جمهوريتنا الكبار، أن يشركوكم في العملية الانتخابية ولم ينجحوا، حتى وصل شاب من عندنا، عنيد وصلب ومقدام فحقق ما لم يتمكنوا من تحقيقه. إنه سعادة النائب ومعالي الوزير جبران باسيل. وأنا أود أن أشكره وأهنئه، لأنه لا يعمل إلا في الملفات المستحيلة وينجح في تحقيقها".
وتابع: "هذا المشروع أعاد خيرة اللبنانيين رغم وجودهم في الانتشار إلى وطنهم الأم. وبيت المغترب في البترون يجمع 15 دولة اغترابية، وهذا البيت مهما كان جميلا لا قيمة له من دونكم. نحن ننتظر أن يعيش هذا الحي عرسا دائما للاغتراب اللبناني بوجودكم"، منوها ب"التبادل الحضاري والفني بين البترون ولبنان ودول الاغتراب، التي أنتم تمثلونها، بالإضافة إلى احتضان هذا المكان لمكاتب استثمارية لأعمالكم، ونحن كبلدية وكقوى سياسية فاعلة، سنضع كل إمكاناتنا لتسهيل مشاريعكم، وستجدون أن الاستثمار في بلدكم مجد ونافع".
وأعلن: "تنظيم مهرجانات خاصة ببيوت المغترب اللبناني من فولكلور لبناني وفن وثقافة ورقص وغناء، وكل ذلك سيكون صورة لعاداتنا وتقاليدنا، بالإضافة إلى عرض منتوجات محلية ومنتوجاتكم الاغترابية".
وختم: "نحن متشوقون لتبادل الخدمات والثقافات معكم، ولأن يكون بيت المغترب في البترون صالة أعراس دائمة بيننا وبينكم".
باسيل
ثم تحدث باسيل مستهلا كلمته بالترحيب بالجميع في البترون، وقال: "نلتقي للسنة الخامسة على التوالي في هذا المكان. وها نحن نجدد أمامكم التزامنا بترميم العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، وما نشهد اليوم من ترميم لهذه البيوت هو جزء من ترميم هذه العلاقة. هذه البيوت كانت منسية وكل بيت كان له أصحابه لكن الدولة استملكتها إلى أصبحت ضحية للنسيان والإهمال، فانهار ما انهار منها، وصمد ما صمد، وتحول هذا المكان إلى صورة لا تشبه البترون بشيء. وكانت المبادرة بفضلكم ومساعدتكم ودعمكم لترميم هذه العقارات من دون تكليف الدولة بأي شيء، باستثناء طلب الحصول على مرسوم سلمناه إلى بلدية البترون وتمكننا بفضل جهودكم، من تنفيذ هذا الترميم وإعادة الحياة إلى هذه البيوت، وأطلقنا عليها اسم بيوت الاغتراب".
أضاف: "واليوم نقول بيوت المنتشر اللبناني. هذه البيوت مثلكم، أنتم كنتم أصحاب هذه الأرض هنا، كما كان لهذه البيوت أصحاب وكما تخلت الدولة عن هذه البيوت وأهملتها، وأنتم هجرتم الأرض وابتعدتم والدولة أهملتكم، وجاءت الأيام إلى أن استذكركم البعض، وأثمرت المساعي قوانين أعادتكم إلى لبنان، إن بجنسيتكم أو بلغتكم أو باقتراعكم وباستثماراتكم أو بزياراتكم لبلدكم الأم لبنان. وها هي العلاقة بيننا وبينكم تشهد ترميما، تماما كما هذه البيوت التي ترونها هنا اليوم. هذه البيوت لا تستوعب كل الانتشار اللبناني، كما أننا لم نستطع إعادة كل المنتشرين إلى لبنان، لذلك علينا أن نستكمل تواصلنا من حيث نحن، هنا في لبنان أو في دول الانتشار".
وتابع: "ليس المهم أن نرمم البيت فقط، بل الأهم أن نحييه ونعيش فيه ونزينه بالنشاطات والمعارض، والمطلوب أن يكون الدعم جماعيا، من قبل مجموعة معينة من الجالية لترميم بيت من هذه البيوت، واستكمال العمل فيه وتنظيم النشاطات، التي ستستقبلنا لأسابيع مخصصة لكل جالية أسبوعا تلو أسبوع، لكي تبقى الحياة مستمرة ومتواصلة فيه على مدى فترات من السنة، فنقدم نموذجا عن الحياة المشتركة بين المقيمين والمنتشرين. وهذا يشكل منطلقا للعديد من النشاطات، لا سيما وأن حي المغترب يحتضن مكتب للطاقة الاغترابية اللبنانية، المعهد الوطني للموسيقى، متحف للمغترب، موتيل، قاعة لنشاطات متنوعة وكافيتريا، بالإضافة إلى عدة زوايا لعرض منتوجات لبنان المقيم ولبنان المغترب، لتسويقها إلى جانب هذه الساحة التي تشكل مساحة لاحتضان أعراسنا الانتشارية، فتشهد على التكامل بين جناحي لبنان ونحقق علاقة مترابطة وتواصلا مميزا وفريدا من نوعه بيننا وبينكم".
واعتبر أن "التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، بحاجة لمتابعة لكي نعيد الارتباط بيننا بشكل كامل ونثبته، وهذا المشروع يجب أن يعمم على كل المناطق، وعلينا أن نجد بيوتا للانتشار في كل بلدة ومدينة وقرية، وعلينا أن نأخذ المبادرة لتعميم هذا النموذج"، مثمنا "جهود كل من عمل على إطلاق هذه المشروع ـ النموذج وكل من يعمل على استكماله"، منوها ب"رئيس بلديتنا الأستاذ مرسلينو الحرك، الذي يقدم كل الإمكانات اللازمة والمتوفرة لإنجاز هذه المشروع، وهو يقدر تماما أهميته، لأنه كان من المنتشرين في السابق، وكل الشكر له، ونتمنى أن يكون لكل شخص منكم ولكل بلدية رئيسا مثل رئيس بلديتنا"، شاكرا "كل الجهاز الدبلوماسي كبارا وصغارا، وكل فريق عمل الطاقة الاغترابية، الذي له الفضل في كل ما نقوم به على صعيد الانتشار".
وقال: "مهما فعلنا نبقى مقصرين اتجاه لبنان المنتشر، وعلينا أن نفعل أكثر من ذلك، وها هو صوتكم اليوم يجد له صدى، وهو قد وصل إلى حيث يجب، وعليكم أن تعرفوا أنكم رسل لبنان في الخارج، وناقلو الرسالة التي تحملونها من هنا. أخبروا أهلنا في الخارج أننا نريد لهذا الصوت أن يرتفع أكثر ويتضاعف أكثر، وعليكم أن تصمدوا في الحفاظ على حقوقكم"، مضيفا: "بقدر ما يعلو صوتكم بقدر ما نستطيع أن نحقق المزيد في مجلس النواب، بما يختص بكم كمنتشرين، وإلى حين تخصيص المقاعد الستة للمنتشرين في مجلس النواب، بإمكانكم أن تعتبروا أن جبران باسيل هو صوتكم في مجلس النواب وهو سيحمل قضاياكم. وإذا خرجت من وزارة الخارجية، كونوا على ثقة أن صوتي في مجلس النواب في موضوع المنتشرين، سيكون أعلى بدرجات مما كان في وزارة الخارجية".
وختم "قضيتكم سلكت طريقها إلى الأمام، وثمارها نضجت، وقد بدأتم بتذوق طعمها اللذيذ، ولا عودة إلى الوراء، ولن نسمح لأي كان بأن يمد يده على الانتشار اللبناني".
وقبل افتتاح البيوت الاغترابية الثلاثة، تسلم باسيل لوحة من الفنان أنطوني عبد الكريم.
بعد ذلك، انتقل الجميع إلى "بترونيات"، حيث أولم باسيل على شرف المنتشرين المشاركين والمدعوين.