أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل خلال إفطار رمضاني أقامه على شرفه المرشح السابق للانتخابات النيابية على لائحة "لبنان القوي" ربيع عواد وعقيلته القاضية هلا في دارتهما في علمات قضاء جبيل، "أهمية تشكيل الحكومة قريبا"، معتبرا أن "أولوياتها واضحة وتفرض حالها علينا وهي النزوح والوضع الاقتصادي الذي هو بحاجة الى معالجة، وهذا لا يتم من دون محاربة الفساد".
وقال الوزير باسيل: "جميل هذا اللقاء الرمضاني في بلاد جبيل، وجميل جدا ان نلتقي مع هذه الوجوه الطيبة التي خضنا واياها رفقة انتخابية، لكي تكون رفقة حياة سياسية بدأناها في الانتخابات وسنستمر بها. واحببت ان نلتقي الليلة، لكي نفكر سوية بالغد، لان هذه المائدة التي تجمعنا، والتي نتشارك فيها الطعام، تدل ايضا على قيمة تشاركية وطنية حقيقية نعيشها في قضاء جبيل. فهذا القضاء هو قضاء نموذجي على مر التاريخ، فيه شيء من لبنان الصغير، وبالقرب من علمات توجد بلدة اهمج والجميع يعرف قبل وصول الهاتف الى قرى وبلدات القضاء، كان الاهالي ينادون بعضهم عبر هذا الوادي وعندما كان يكون هناك مأتم في علمات كانت تقرع الاجراس في اهمج وعندما تحصل حال وفاة في اهمج كان اهالي علمات يرفعون الاذان، وهذه هي الحياة الوطنية التي نعشقها ونحبها ونفكر بها ونعمل من اجلها، وهذه التي تجمعنا في بلاد جبيل والتي جمعتنا مع ربيع في هذه الرفقة الانتخابية، وهذا نموذج فريد، وقد تكون وثيقة عنايا تحدثت عنه، واهالي جبيل عاشوه، ونحن اليوم مسؤولون عن صيانته والاستمرار فيه وهذه هي قيمة بلاد جبيل وهذا هو جمالها".
وتابع:"آل عواد الذين نحن اليوم في ضيافتهم، كانوا اولا لبنانيين وجبيليين، لذلك اختاروا هذه المسيرة. وصديقي ربيع، في كلامه الانتخابي، كان يقول بانه يعمل من اجل ان يبقى الشباب في قضاء جبيل ولكي يبقوا في هذا الوطن ويعملون على بنائه، وعندما اخترت فريقي الانتخابي، رأيته انه الوحيد الذي يشبه التيار الوطني الحر، فوقع الاختيار من قبلنا ومن قبله وبدأت الزيجة السياسية منذ ذلك الوقت، وهذه زيجة مارونية شيعية".
واضاف:"التيار الوطني الحر، هو النموذج الضامن لقيمتنا الاختلافية التي هي مصدر غنى لمجتمعنا، فالاختلاف اما يكون سبب انقسام ومشاكل كما عشنا، او تكون نتيجته الاغتنى والتنوع الذي يغني الواحد الآخر، كما ايضا عشنا، فنحن عشنا الاثنين معا، جربنا مرارة واحدة وذقنا الطعم اللذيذ في الثانية، واعتقد انه يجب ان نكون نضجنا سياسيا كفاية، لكي يكون خيارنا الدائم الغنى بتنوعنا، فهذا الذي يقوينا ويجعلنا نعيش في بلد واحد بلدين بانسان واحد. انسانان، وبدين واحد دينان، وهذا الشيء لا يتمتع فيه غيرنا من الناس، وهذا جمال لبنان مع صغره، نعيش هاتين الحالتين وهذه هي قوتنا".
وقال:"قد نكون افترقنا ديمقراطيا في الانتخابات نحن وحزب الله، الفريق الذي تفاهمنا واياه في العام 2006، ولكن استمرينا بالمحافظة على تفاهمنا الاستراتيجي، والاهم هو ان ينتصر هذا التفاهم الاستراتيجي، لان هناك مصلحة للبلد ولجبيل ولكل منطقة تحتضن العيش الواحد، وهناك مصلحة من اجل قوة البلد، فهذا ما كنا حريصين عليه. قوتنا هي ان نكون متمسكين بمفهومنا لوطن قوي وبتنوعنا وبحقنا في الاختلاف، وان نستطيع عندما لا نتفق، ان نتميز ويذهب كل واحد بخياره الديمقراطي حتى النهاية، وهذا الذي يجعلنا ان نكون في هذا البلد لا احد تابع لاحد ولا احد قوي على الاخر، كلنا نتبع للبنان. عندما نريد ان نتبع بعضنا نلغي بعضنا ولا يبقى لبنان جميل بتنوعه، ولكن عندما كلنا نتبع لبنان بوحدتنا الوطنية نبقى محافظين على خصوصياتنا كما تعيشون في جبيل وكما يدل على ذلك هذا الافطار، ونبقى ضمن خصوصيتنا محافظين على وحدتنا ووطننا وهذه هي قوتنا وهذا مشروعنا في التيار الوطني الحر دولة المواطنة التي سنعمل من اجل الوصول اليها".
أضاف: "هذه الدولة التي دونها عقبات كثيرة تظهر كل يوم ولكن في المقابل هناك اصرار كبير في كل مشهد كلقاء الليلة، حيث في كل حال نتفق او نتمايز، وهنا في جبيل تعرفون ان الافخاخ الموضوعة امامنا كثيرة علينا العمل على ازالتها، وعلينا ازالة كل شيء يشوش العلاقة والمشاكل، من نبع فتقا، الى ارض لاسا والمساحات والمشاعات وكل المشاكل الموجودة في هذا القضاء والتي يأتي من يغزيها، فنحن نريد المحافظة على خصوصيتنا وارضنا من اي طائفة او بلدة كنا، ولا نريد ان نكون سببا للخلاف، ومعالجتهم لا تكون لا بالتأجيل او الهرب منهم، فالحقوق هي التي تكون العلاج الحقيقي التي تسمح لنا ان نعيش بسلام اكثر واكثر مع بعضنا".
وتابع: "لقد اصبح لقضاءي كسروان الفتوح وجبيل محافظة، كان للنائب السابق نعمة الله أبي نصر الفضل في إنشائها، ودائما نذكره بالخير، وكنا نتمنى لو كان بيننا الليلة، ونرى في ذلك بابا نحو مزيد من اللامركزية الادارية التي تجمعنا ولا تقسمنا وتحافظ ايضا على حريتنا وتميزنا وتجعلنا نعمل اكثر من اجل هذا البلد المتنوع، الذي هو بحاجة لأن تكون لكل منطقة خصوصيتها، فلبنان ال 10452 كلم 2، الذي تعيش فيه اديان وعشائر وعائلات كل منطقة فيه لها قصتها ومكانتها، لذلك نحن سنعمل لتحقيق اللامركزية الادارية للمشروع والهدف نفسه".
وتطرق باسيل الى موضوع الحكومة المرتقبة فقال:"نأمل أن تشكل هذه الحكومة قريبا، واولوياتها واضحة وتفرض حالها علينا وهي النزوح والوضع الاقتصادي الذي هو بحاجة الى معالجة، وهذا لا يتم من دون محاربة الفساد، والفساد المتغلغل فينا جميعا، معالجته لا تكون من اهل الفساد، فالشخص يستطيع ان يتوب او أن يصحح مساره، ولكن بالتأكيد لا يستطيع ان يكون هو صاحب مشروع اصلاحي، لأنه يقوم بالإصلاح على قياسه ويبعده عن المفاهيم، فهناك قول للامام علي بن ابي طالب يجسد هذه الفكرة جيدا يقول فيه: لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق، بل أطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لان فيها الخير باق. فهذا القول يعبر كثيرا عن واقعنا الوطني وعن كيفية اصلاح هذا البلد واعادة اعماره، وعندما قلنا ان التيار الوطني يرغب في ان يكون التيار الشيعي الثالث ليس لاننا نريد ان نأخذ مكان احد، بل لانه يحق لنا ان نفكر اننا لبنانيون بكل طوائفنا وعلاقتنا مع اهلنا الشيعة يجب ان تكون علاقة عضوية وليست عابرة، لا يحكمها فقط التفاهم بل نحن واحد، التيار الوطني الحر يضم شيعة كما يضم مسيحيين ايضا، ونتمنى ان تكون كل الاحزاب اللبنانية مثلنا، لكي تكون اختلافاتنا الحزبية سياسية لا طائفية، وعندها نؤمن الضمانة الحقيقية للبلد، فليس اذا اختلف التيار والحزب اختلف المسيحيون والشيعة أو إذا اختلف التيار والمستقبل اختلف المسيحيون والسنة، بل يصبح كل فريق متنوع كفاية طائفيا وعندها مهما كبرت خلافاتنا تبقى المحافظة على البلد".
أضاف: "لذلك من هنا ومن بلاد جبيل، أقول إنه عندما اخترنا خيارنا الانتخابي لم نكن نفكر بنتيجة ال 2018، وربيع يعلم ذلك، بل اول ما اتفقنا عليه هو أننا مستمرون بعد 2018، ونتطلع الى العامين 2022 و2026 ليكون التيار الوطني الحر موجودا في كل بلدة من قضاء جبيل، ووجوده لا يهدد احدا، لا بل يعزز ويساعد الجميع، كما نحن نرغب ان تكون كل الاحزاب موجودة في كل مكان، ونحن لم نقف يوما بوجه احد في ذلك، ووجودنا هو للتعبير عن فكر المواطنة وتعميمه وتوسيعه، وان نكون الضمانة والامان لبعضنا البعض".
ودعا باسيل التيار الوطني الحر في قضاء جبيل إلى "العمل في كل بلدة وان نشعر من خلال وزرائنا ونوابنا بأنه لدينا مسؤولية، مذكرا انه يوم عين وزيرا للطاقة اول مشروع تم تنفيذه هو اكثر من 14 محولا كهربائيا لهذه المنطقة التي كانت تعيش الحرمان".
وأكد "وضع كل الامكانيات السياسية لخدمة هذه المنطقة التي يريد أهلها ان يعيشوا مع بعضهم بسلام دائم، وان نفرح بعيد رمضان كما نفرح بعيد الميلاد، وسنبقى معا من اجل بناء لبنان" ، آملا ان يحمل العيد اياما افضل لوطننا ولنا جميعا".
عواد
وكان عواد ألقى كلمة اعتبر فيها أن "هذا الشهر يعلمنا التسامح والعطاء وان كتلة لبنان القوي هي عائلته الثانية".
وقال: "صحيح، أن الانتخابات كانت مرحلة وجولة، ولكنني مستمر في العمل السياسي وفي كل ما قلناه خلال المعركة الانتخابية، وملتزم بالافكار والقناعات التي تجسد مواقفنا التي سنستمر بها طيلة حياتنا".
وأشار إلى أن "كتلة لبنان القوي أكبر بكثير من تحالف انتخابي، بل هي مشروع سياسي من اجل بناء دولة ولدعم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن اجل بناء اقتصاد قوي يجعل الدولة التي نتمناها جميعا، سيدة نفسها حرة قوية وعادلة".
وختم متمنيا ان "تعم الفرحة الكبرى اللبنانيين جميعا بتشكيل الحكومة في اسرع وقت، من اجل اعادة بناء الدولة على اسس سليمة للوصول إلى بلد يشبهنا جميعا"، آملا "ان يحمل العيد الخير والطمأنينة للبنان، وان تعود الحياة الطبيعية لهذا الوطن".
وقد شارك في الافطار النواب: سيمون ابي رميا، شامل روكز، نعمت افرام وروجيه عازار، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، النائبان السابقان مهى الخوري اسعد ووليد الخوري، المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، مستشارا رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية والهندسية السفير شربل وهبة والمهندس انطون سعيد، مستشار الوزري باسيل الدكتور طارق صادق، رئيس قسم المباحث في الشرطة القضائية العميد جهاد الحويك، رئيس مكتب امن جبيل في الجيش اللبناني العقيد شارل نهرا، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي، رئيس مكتب امن الدولة في القضاء الرائد ربيع الياس، امام جبيل الشيخ غسان اللقيس، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران ونائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة وفاعليات.