قبل ساعات قليلة من موعد صعود الوزير جبران باسيل المنصّة لإعلان لوائح "التيار الوطني الحر" والتحالفات، كان بعض المرشحين المحازبين، ومنهم وزير الدفاع يعقوب الصرّاف، لا يزالون يتبلّغون تباعاً الاستغناءَ عن خدماتهم "لمقتضيات المعركة". ترَك وزير الخارجية هامشَ المناورة قائماً حتى اللحظات الأخيرة إلى أن اكتملَ "بازل" اللوائح في 12 دائرة من أصل 15، طالباً من الناخبين الاقتراع لتكتّلِ "درع الرئيس وسيفه".
وحده باسيل من دون سائر رؤساء الأحزاب الكبرى إختار سياسة "حرق الأعصاب" داخل حزبه وفريقِه قبل أن تكون ضدّ خصومه. في 17 آذار الجاري أعلن ترشيحات "التيار الوطني الحر" مبقياً على مرشّحَين إثنين لكلٍّ من مقاعد الأقلّيات في بيروت الأولى (طوني بانو وميشال حبيس)، والمقعد الأرثوذكسي في عكّار (يعقوب الصرّاف، مع العِلم أنّ اسمه لم يَرد ضِمن الترشيحات الحزبية، وأسعد درغام) والمقعد الكاثوليكي في جزين (جاد صوايا وسليم الخوري).
قبل أقلّ من يوم على إعلان لوائح "التيار" تبلّغَ كلّ مِن الصرّاف وحبيس وصوايا سحبَ ترشيحاتهم، مع العلم أنّ القيادة طلبَت منهم تقديمَ أوراقهم إلى الداخلية.
الأوّل تُرك بلا أيّ وعد بالتوزير في الحكومة المقبلة، والثاني عاد ليمارسَ عمله الخاص، إضافةً إلى موقعه الاستشاري إلى جانب رئيس الجمهورية، والثالث أعلن صراحةً أنّ باسيل "عيَّنه مستشاراً له للبناء والإسكان"، مِن دون أن ينسى التذكير بـ"أنّني المرشح الكاثوليكي الأقوى"، ممنّناً أنّه ضحّى "بمقعد نيابي شِبه مضمون من أجل المصلحة العامة"!
61 مرشّحاً حُشِروا ضِمن صفٍّ طويل امتدّ على عرض المسرح. في المشهدية غيابٌ لتسعةِ نواب جلسوا على طاولة "التغيير والإصلاح" على مدى ثمانية أعوام. نوّاب كسروان الأربعة "طاروا"، وغطّ إثنان منهم على لائحة الخصم القوي فريد هيكل الخازن، هما جيلبرت زوين ويوسف خليل.
ثلاثُ دوائر لم يُعلن فيها باسيل أسماءَ مرشحين لـ"التيار الوطني". في البقاع الغربي أملَ الرَجل في«"عودة الشراكة على حساب الطمع"، وقصَد بذلك كلّاً من "المستقبل" و"حزب الله" بعدما رَفضا تبنّي مرشحِه عن المقعد الماروني شربل مارون، حيث كان باسيل يطالب بالمقعدين الماروني والأرثوذكسي.
الطرفان تمسّكا بقاعدة "حجم باسيل في البقاع الغربي نائب واحد"، ما أدّى إلى خروجه من الحلبة، بعد انتقال نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي إلى "معسكر لائحة" 8 آذار من ضِمن حصّة رئيس الجمهورية.
(ملاك عقيل - الجمهورية)