نظمت لجنة المرأة في حصرون، بمناسبة يوم المرأة العالمي، لقاء مع المناضلة أنطوانيت شاهين في قاعة القديسة ترازيا في حصرون، حضره عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جوزيف إسحق، عقيلة النائب الراحل فريد حبيب ماري حبيب، رئيس بلدية حصرون المهندس جيرار السمعاني، كاهن الرعية الخوري أنطونيوس جبارة، رئيسة لجنة المرأة رنا السمعاني وأعضاء اللجنة وأعضاء من المجلس البلدي وحشد من القواتيين وأبناء البلدة.
بداية النشيد الوطني اللبناني ونشيد القوات اللبنانية، ألقت بعدها السمعاني كلمة رحبت فيها بشاهين، شاكرة الحضور، مشيرة الى "أننا بتنا في العام 2019 ولا يزال عندنا نساء معنفات وتزويج للقاصرات، وعدم السماح للأم بإعطاء الجنسية لأولادها".
وأضافت: "اليوم نلتقي لنضيء على مسيرة إمرأة مناضلة مؤمنة لأبعد الحدود بأن الحق لا يموت وأنه مهما طال الليل لا بد من أن تشرق الشمس، نلتقي أنطوانيت شاهين التي ستخبرنا عن تجربتها النضالية. وإسمحوا لي بالمناسبة أن أحيي كل إمرأة ربت رجالا حقيقيين في مجتمعنا، وأن أحيي أيضا والدة أنطوانيت مثال المرأة المناضلة التي حملت مع إبنتها الصليب الكبير. كما أوجه التحية للرجل شريك حياتها ووجعها جوزيف صليبا".
وتابعت: "المرأة الحقيقية هي المرأة الفاعلة، أينما كانت من بيتها الصغير الى المجتمع بأكمله، هي المرأة التي تعرف كيف تحب وتعطي من ذاتها لبناء جيل المستقبل زارعة في قلبه حب الوطن والإنتماء بالفكر والقوة والنضال والصمود".
وتوجهت الى المرأة بالقول: "قوتك تكمن في كونك إمرأة، تسلحي بالعلم وإغتني بالثقافة والفكر، وأحبي بقلبك الكبير لأنك شريكة الله بإعطاء الحياة، وتمثلي دائما بالإمرأة التي غيرت وجه الكون، أمنا مريم العذراء التي قالت نعم".
وختمت: "أنطوانيت شاهين من سجن وإعتقال وظلم وإضطهاد تمكنت من الوصول الى العالمية، واليوم أنت سفيرة حقوق الإنسان، وتكرمين من دول العالم يوما بعد يوم ونحن نفتخر بك".
شاهين
وإستهلت شاهين كلمتها بتوجيه التحية للنائب إسحق والسيدة حبيب ورئيس البلدية ورئيسة اللجنة والأعضاء، والى كل إمرأة مناضلة، وبخاصة النائب ستريدا جعجع "التي حملت الشعلة خلال وجود الدكتور جعجع في الإعتقال لتصل القوات الى ما وصلت إليه اليوم".
كما حيت النائب السابق إيلي كيروز "الذي قدم القوانين والإقتراحات التي شكلت نورا للنساء المعنفات".
وتابعت: "قصتي تعرفونها، ولكنني سأستمر في سردها، لأنها تشكل صفحة من كتاب نضال القوات اللبنانية التي يجب أن يعرفها أبناؤنا، وليدركوا أن من لديه تاريخا كتاريخنا سيكون له المستقبل. أتحدث عن صفحة من تاريخ القوات اللبنانية التي إعتقدوا أنهم بالسجن والإعتقال، يمكن أن يمحوها، ولكنهم لم يدركوا أن القوات شهداء وقضية كبيرة، وخير دليل أن الدكتور جعجع بعد خروجه من المعتقل بات أكبر زعيم وطني، وربحنا نحن وهم خسروا".
وتحدثت "بفخر عن معاناتها منذ إعتقالها في 21 آذار سنة 1994 في عيد الأم، والضغط الذي مورس عليها والتعذيب الذي تعرضت له كي توقع على مشاركة شقيقها والقوات في تفجير كنيسة سيدة النجاة".
وأضافت: "إختارني الرب لأكون شاهدة على ظلم كبير عشته وأنا صغيرة، وإعتقدوا أنني سأرضخ، ولم يدركوا أنني أخت الشهيد، أخضعوني لجميع أنواع التعذيب، ولكن عند إعتقال الدكتور جعجع إستمدينا القوة منه، وجعي أنقله إليكم كي تدركوا ما أهمية النضال وتحمل العذاب في سبيل الحفاظ على القضية. وأكملت مسيرة الجلجلة التي عشتها مرورا بإصدار حكم الإعدام وتخفيفه للمؤبد والإستئناف، وصولا الى الحركة التي قادها الطلاب والإعلام الإغترابي وشباب القوات في المحافل الدولية والتي أدت الى خروجي من السجن".
وتابعت: "ما عشته وأخبره عن عائلتي عاشه كل بيت قواتي يومها، ولكننا اليوم نفتخر كلنا بالعذاب الذي عشناه، وكان يومها البطريرك صفير الى جانب أمي وكل واحد منا كما السيدة ستريدا جعجع، التي رغم كل وجعها كانت تمسح الدمعة عن عيون أمي وأهلنا".
وأكملت متحدثة عن معاناة والدتها الى حين إصدار منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان "أنطوانيت شاهين تعذيب ومحاكمة غير عادلة". وقالت: "بدأت تردني الرسائل من مختلف أنحاء العالم. وأرسلت رسالة الى غبطة البطريرك أطلب فيها متابعة قضيتي حتى إثبات براءتي وبراءة القوات اللبنانية. وبدأت المحاكمة الثانية سنة 1999 بعد خمس سنوات والتي أوصلتني الى البراءة، التي وصفتها النائب ستريدا جعجع بأنها براءة القوات اللبنانية".
وقالت: "نيالي، لأنني شاركت الدكتور جعجع في سجني وحملت معه ومع الشباب الصليب على الأرض وهذا ما أقوله لأولادي بفرح" .
وعن مرحلة ما بعد الإعتقال قالت: "حملت صليبي والوجع الى العالم لأخبر الجميع عن قضيتي التي باتت عالمية، أشهد وأخبر عن الذي يتعرض له الدكتور جعجع وشباب القوات وأكملت دراستي في جامعة السوربون وليون في موضوع حقوق الإنسان. نذرت حياتي لهذه القضية وبدأت العمل مع الجمعيات والشباب من أجل المعتقلين، الى أن تزوجت جوزيف الذي أشكر ربي على وجوده في حياتي مع أولادي جويا ورواد. وبعد خروج الدكتور جعجع أكملت مسيرتي وأسست جمعيات عدة بمباركة المطران غي نجيم الذي حضنني. واليوم أشكر ربي على أن قلبي بعد خروجي كان مشبعا بالسلام والمحبة ولا يحمل الحقد والضغينة، وبهذا السلاح تمكنت من المحاربة وإكمال النضال وكما يقول الحكيم "ما بيصح إلا الصحيح".
وذكرت شاهين بالمناصب والتكريمات والجوائز التي تلقتها قائلة: "وصلت الى هنا لأنني إبنة قضية إبنة القوات اللبنانية، وكل هذه التكريمات هي تكريم للقوات اللبنانية. من فرنسا الى إيطاليا وتونس ولبنان ووسام الإستحقاق الفرنسي من رتبة فارس وأهم تكريم بالنسبة الي هو قول الدكتور جعجع "أنطوانيت شاهين رمز للقوات اللبنانية"، والتكريم الذي أعتز فيه أيضا حصلت عليه في وزارة الإعلام التي منها أطلق الوزير سماحة الإتهام وحل حزب القوات اللبنانية، ومن الوزارة تم التأكيد أنه "ما بيصح إلا الصحيح". وإستلمت جائزة منذ حوالى الشهر بمناسبة الذكرى ال70 لتأسيس جمعية حقوق الإنسان. لم نحارب بسلاح الحقد بل بالإلتزام، وأدعو كل النساء الأم والأخت الى تربية أبنائهم على الصدق والإلتزام بالمبدأ، كي يكونوا قوات لبنانية. وأدعو الرجال لدعم نسائهم ليكبروا معا".
وختمت: "بيتنا مثال كغيره من بيوت "القوات اللبنانية" وقد دعيت من فترة الى قصر الإليزيه وعندما وصلت الى الدرجة الأولى والثانية قلت أين أنتن يا أمهات الشهداء لتروني، وعندما صعدت الى الدرجة الثالثة قلت أين أنت يا أمي لتري أين أنا. أما على الرابعة فتذكرتكم جميعا وعندما وصلت الى الخامسة قلت بفرح "نيالي" لأن قائدنا الدكتور سمير جعجع، وإن شاء الله تصبح السيدة ستريدا جعجع السيدة الأولى. أحبكم جميعا وسنكمل المسيرة معا".
بعدها، قدمت رئيس لجنة المرأة شهادة عبارة عن ارزة زرعت على إسم شاهين في الأرز، وتم أخذ الصور التذكارية معها.