انطلقت ورش بلدية طرابلس وموظفوها وعمالها، بإشراف رئيسها رياض يمق ونائبه خالد الولي والأعضاء، لتنظيف القصر البلدي وإزالة الركام، تمهيدا لإطلاق ورشة إعادة البناء والترميم والتأهيل.
ومنذ الصباح، كانت البلدية محجة للكثير من الوفود المتفقدة، حيث زارها سفير تركيا هاكان تشاكل على رأس وفد من أركان السفارة، ضم مدير مكتب تيكا في لبنان أورهان أيدن ومدير مركز يونس أمره الثقافي، وكان في استقباله رئيس البلدية ونائبه وأعضاء المجلس البلدي.
وأبدى السفير التركي بعد اطلاعه على الأضرار استعداد بلاده "للمساعدة في إعادة ترميم المبنى، وتقديم مساعدات اجتماعية للعائلات الأكثر فقرا في المدينة". كما تحدث الوفد عن "الاستعداد لتأمين آليات كبيرة لبلدية طرابلس".
مخاتير طرابلس والشمال
واستقبل يمق وفدا من رابطة مختاري طرابلس والشمال، تحدث باسمه مختار البداوي حسين قريطم الذي فقال: "باسم الهيئة الادارية لرابطة مختاري طرابلس والشمال وباسم المكلومين والمحبين لطرابلس ولمطالبها، جئنا من حوارينا واحيائنا وبلداتنا لنقف مع الوجع ومع أنفسنا، لنقف ضد التخريب ونستنكر ما قامت به أيادي الغدر من إساءة لهذه المدينة واهلها. هذا الاستهداف لنا جميعا. نشد على يد رئيسها الدكتور يمق، ونقول له اننا معه والى جانبه وبتصرفه للقيام بما هو مطلوب لإعادة إحياء هذه البلدية".
أضاف: "كنا مع الثورة ومع أهدافها وما زلنا، وهذه الثورة بمطالبها المحقة تمثل مطالبنا، لكننا نستنكر كل التصرفات غير اللائقة وكل التخريب واحراق البلدية والمحكمة الشرعية والمراكز التربوية، سواء كانت املاكا عامة ام خاصة، نحن هنا لنقول اننا مع طرابلس واهلها وثورتها الحقيقية وضد كل المدسوسين الذين قاموا بالاساءة لها. كما اننا بتصرف الدولة لما فيه خير المدينة وابنائها، وضد أيادي الغدر التي نالت من مدينتنا، وان شاء الله سنكون يدا بيد مع جميع الغيارى والمحبين لنهضة طرابلس".
يمق
من جهته شكر يمق الوفد، وتوجه الى المخاتير قائلا: "كلامكم على لسان المختار قريطم عبر عن الواقع ووضع الإصبع على الجرح، فنحن مع المطالب المحقة والثورة والثوار، والبلدية كانت دائما مع المواطن الشريف في كل المناطق الشعبية، وهذا واجبنا، المستغرب انه لم يتم الاعتداء على البلدية خلال الفترة المشؤومة ايام الحرب الأهلية، فلماذا الاعتداء عليها اليوم وأيضا على مؤسسات طرابلس؟ هذا مشروع تخريبي للمدينة والمنطقة، نحن من خلال التفاف الغيارى من اهل المدينة حول البلدية ومؤسسات المدينة نؤكد عدم استسلامنا للتخريب، وسنعمل على كشف كل المشبوهين الذين يعبثون بأمن المدينة ويحرقون مؤسساتها، ولن نرضى الا بقيام الدولة بكل واجباتها على أكمل وجه، لان أمر لقمة الفقير والجوع يستغل من المشبوهين. سنقف الى جانب الفقير، وجودكم معنا يزيدنا اصرارا لنكون في خدمة المواطن، ونطلب من المواطنين الوعي وتحكيم العقل والحفاظ على طرابلس والتعاون لصون المدينة واهلها".
وشكر "رئاسة مجلس الوزراء والرئيس حسان دياب على اهتمامه وإرساله مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي للكشف على الأضرار"، وقال: "لقد أعطونا وعودا نأمل ان تنفذ، وعدونا بالوقوف الى جانب بلدية طرابلس وتحقيق مطالبنا السابقة التي قدمت منذ سنوات، للأسف في السابق لم تتم تلبية طلباتنا، وكان عمل وزارات الدولة يقف عند حدود طرابلس، ولهذا انتشر الفقر، والتعتير الذي هو سبب للتحرك الشعبي، كما أن مجلس الدفاع الأعلى في وزارة الداخلية انعقد برئاسة الوزير محمد فهمي، واتصل رئيس الحكومة بنا، وأكدوا ان طرابلس ستكون لها الأفضلية، كما زارنا اكثر من وفد سياسي، من قبل الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي، وأعلنوا تقديم المساعدة للترميم، وان شاء الله خيرا. كما اسقبلنا اليوم ايضا السفير التركي الذي جاء مشكورا لتقديم الدعم".
حركة التوحيد
والتقى يمق الأمين العام ل"حركة التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال شعبان، الذي اطلع على الاضرار ثم قال: "ما يجري في طرابلس يجري في المدن اللبنانية وفي العالم، بسبب الإغلاق لمواجهة كورونا، لكن في طرابلس تظهّر الأمر كون المدينة هي الأفقر، واذا جمع الفقر والعوز والبطالة والأمية والجهل والتجهيل في معادلة يمكن تسميتها معادلة كيمائية، تكون أقوى من القنبلة النووية، تنفجر بما حولها، وهذا ما حدث".
أضاف: "المسؤولية مشتركة كسلطة وسياسيين ورجال دين ومسؤولين، وعلينا العمل لوقف كل ما يجري، ونطالب الدولة بمحاسبة الفاعلين والمخططين والمقصرين".
جمعية التربية الإسلامية
كما استقبل يمق والولي وفدا من "جمعية التربية الإسلامية". وبعد جولة في أرجاء القصر البلدي، قال رئيس الجمعية ناهد الغزال: "أمام هذه الجريمة النكراء لا يسعنا إلا أن نقف مع رئيس المجلس البلدي والأعضاء وجميع الموظفين والعاملين فيها، متضامنين ومستنكرين ما حصل، ومطالبين الدولة والأجهزة الأمنية بالقبض على الفاعلين بأسرع وقت والضرب بيد من حديد كل المتآمرين على هذه المدينة المظلومة والمحرومة".