رعى وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود ممثلا بالمدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد، انطلاق فعاليات مدينة الشويفات "مدينة ثقافية لعام 2019"، والتي استهلت بتكريم الشاعر نعيم تلحوق خلال حفل في قاعة مكتبة الأمير شكيب أرسلان الدولية في الشويفات، بحضور شخصيات وفاعليات فكرية وأدبية وثقافية واعلامية، الى جانب أعضاء المجلس البلدي والقيمين في مكتب الشؤون الثقافية والنشاطات.
الصمد
نقل الصمد تحيات وزير الثقافة الى مدينة الشويفات التي "تشكل نموذجا للتعايش المشترك، ومنها رجال كبار يشهد لهم بالوطنية كالأمير شكيب أرسلان، رجال الفكر والادب: كلوفيس مقصود، وليم صعب، فؤاد الخش والدكتور حسن مشرفية".
وقال: "يسعدنا اليوم ان نلتقي معا ويكون باكورة اعلان مدينة الشويفات "مدينة ثقافية لعام 2019" تكريم الشاعر نعيم تلحوق احد أعمدة وزارة الثقافة، التي عمل فيها منذ 27 عاما وما زال اللقاء به يتجدد يوميا لمناقشة قضايا الفكر والشعر والرواية والقصة القصيرة".
أضاف: "نبارك لمدينة الشويفات اختيارها الشاعر تلحوق، ونحن بذلك نشعر بفخر واعتزاز لان التكريم يطالنا مع انسان مثقف مثل نعيم تلحوق ابن وزارة الثقافة التي تتوفر فيها الكفاءات العالية في مختلف".
وقدم الصمد الى تلحوق درعا باسم وزارة الثقافة.
ثم كانت كلمة لعضو المكتب الثقافيّ هيثم نبيه عربيد جاء فيها:
رجالُ الدّينِ الأفاضل، حضرة وزير الثّقافة الدكتور محمد داود ممثلّاً بمدير عام وزارة الثّقافة الدكتور علي الصّمد، عطوفة الأمير طلال إرسلان ممثّلاً بالأستاذ منير الريشاني، اللواء الركن المتقاعد الصديق وليد سلمان، عضو المجلس المذهبي الأستاذ ناجي صعب، الصديق الدكتور سليم حماده، الحضورُ المتكلِّمُ بالتّنوّر والتّنوّع...، المحاضرونَ وروّادُ التّكريمِ الأحبّاء، مدينتُنا الحبيبةُ المكلَّلةُ بالثّقافةِ لهذا العام ولكلِّ الأعوام، المكرَّمُ الصّديقُ الشّاعر والأديب نعيم تلحوق...
تحيةٌ مسائيّةٌ، أدبيّةٌ وشعريّةٌ، فلسفيّةٌ وصوفيّةٌ، مفتاحُها الحبُّ، ولونُها الضِّياءُ، ونبضُها الشِّعرُ، وعنوانُها النّعيمُ، خلفَ مدادِ استنباطِ المرايا الداخليَّةِ للإنسانِ، كي يُشْرِقَ بالفنِّ والأدبِ والإبداعِ!، ومعكُم يتغنَّى نعيمُ العقلِ الّذي استوفى لغةَ الجمالِ، ومضى للجمالِ بالجمالِ!!... ومساءُ الوطنِ المكرَّمِ بتكريمِ يراعِ النّورِ العامرِ بالهويّةِ السّورياليَّةِ المتحقِّقَةِ بالبُعدِ الرؤيويِّ، وبسيمفونيَّةِ الشّعرِ الّذي تجلّى بصدى الصّوفيَّةِ المتأنسِنَةِ بنيسانِها وإنسانِها!!!...
تأتّى النّجاحُ خلفَ لُجَّةِ فكرهِ المستسلمِ لإستنارةِ الخلقِ، وقد تملّكتّهُ المحبَّةُ وتلمَّسَها بالطُّهرِ، وهو العاشقُ لأشعَّةِ الشّفقِ المتموّجِ بهدى الحبيبِ الأزليِّ، الّذي كوَّرَنا بالنّورِ والحبِّ في آنٍ، وسما بغمرهِ الصّديقُ الشّاعرُ نعيم، ليدوِّنَ الإلتزامَ ما أمكنَ، ورفضِ الإلزامِ!... ما جعلَ فحوى تعمُّقِهِ الفكريِّ، يُأطِّرُ الولادةَ تلوَ الولادةِ، بدأَتْ بولادةِ كتابهِ "قيامةُ العدمِ" ثمَّ "هي القصيدةُ الأخير"، لكن.. ليس الآن، وطنُ الرّمادِ، هو الأخير، أظنُّه وحدي، يغنّي بوحاً، يرقصُ كفراً، لأنَّ جسدَها، شهوةُ القيامةِ، وصولاً نحوَ فرس الكتاب" وما زالَ تحتَ الطّبعِ: الحاكمُ الكافرُ، المجنون الباكي، وأنت المطلوب، وما برِحَ يسترسلُ بالغوصِ في عالمهِ التأليفيِّ والتّدوينيِّ!!.. وبهذا الحبُّ والأملُ، تمرَّدَ ببراعةِ يراعهِ المتكوِّرِ بالعقلِ، ليعتَمِرَ الصّورَ والأيقوناتِ التعبيريَّةِ، الّتي استنارَتْ واستمدَّتْ من أمواجِ بحورِهِ الشّعريَّةِ والأدبِيَّةِ والفلسفيَّةِ والقُصصيَّةِ والنقديَّةِ، وبالكثيرِ من هدأةِ سلامِ الإرتقاءِ الصّوفيِّ!!... بعدما سطّرَ بنُبلهِ، صدمةَ التّفاعلِ الّتي نسجَتْ دوائِرَ البهاءِ الجدليِّ المتلازمةِ بنمطيّةٍ صوفيّةٍ، والمحرَّرَةِ بتوازناتِ الإهتداءِ لكوكبةِ الحقيقةِ المتجلّيةِ بالوعي تلوَ الوعي!...
لقد غدا المتبسِّمُ برياحِ الثّورةِ لديهِ، وبهدوءِ الواثقِ المُنشدِ لجدليَّةِ فحوى الكمالِ الإنسانيِّ المتخطّي، ضِمْنَ الصّوفِيَّةِ التوَّاقةِ للذوبانِ في جمالاتِ ذاتِ الله!.. كما خطَّ جوهرَ القيمِ بمعراجِ التنوُّرِ، وبكلِّ مقامٍ ومقالٍ، وما يتراءى وراءَ مشهديَّةِ كينونَتِهِ العاقلةِ الواعدةِ الراقيةِ، وها قد مضى بها ومعها ولها، نصّاً وروحاً!!... وكيفَ لا!؟ وهو لمْ يَكُنْ يوماً مِمَّنْ يعبَؤون بصخَبِ الرّجعيَّةِ، فكان ولمْ يزلْ بصبوةِ الجمالِ المستنيرِ، وبهتفِ ترانيمِ الأنثروبولوجيا التي عانَقَتْ التّجدُّدَ بديمومةِ لطيفِ الزّمانِ، وكثيفِ المكانِ، وميادين موسيقى صوتِ النّفس الإنسانيَّةِ، للأديبِ وأدبهِ المتكثّفِ بالّلطيفِ، والمتلطِّفِ بالكثيفِ!!... وها قد ضَمَّدَ الأدبَ بالقيمةِ والقدرةِ النثريَّةِ الواثقةِ، وبعزَفِ الشّعرِ بألقِ لولبةِ النغماتِ التفعيليَّةِ المستقطرةِ من جوارحِ الرّوحِ الثّائرةِ والمتساميةِ، الّتي ترى بالسّمعِ والجوهرِ، وتسمعُ بالقلبِ والضميرِ، وكلّ هذا النّبضِ، يرتوي من ردائهِ السّاحرُ المغمورُ بميزانِ العقلِ، ليسَ إلّا!!...
الصديقُ نعيم، لم يَخَفْ، ولم يخْشَ، ولم يتوجّعْ أمامَ الواقعِ المفروضِ، بل كان وسيبقى حراً، جريئاً، نزيهاً، أمامَ كلِّ مفاتنِ الحقيقةِ ومبتغاها، فبالشّعرِ تطرَّفَ دونَ أن يدريَ، وبالأدبِ وبالحياةِ أيضاً، ولم يعدلْ بإظهارِ نصفِ الحقِّ وبحَجْبِ ما تبقّى خوفاً من ظنونِ البعضِ وتأويلاتِهم!، بل على العكسِ، خلخلَ الجوامِدَ، وخضخَضَ المقدّساتِ لتعْكُسَ نورَها الحقيقيَّ، مفتّحاً البصرَ والبصيرةَ على آفاقٍ جديدةٍ، ورؤى متنوِّعةٍ، في عالمِ المُثلِ، وعالمِ الظلالِ، وفي ثنائيَّةِ الخفي والظاهرِ، المعقولِ والمحسوسِ، والذاتِ والأنا، لأنَّ الحياةَ عندَهُ ليسَتْ بسطوحِها، بل بخفاياها وأعماقِها، وبخُطى المناهجِ المدوَّنَةِ بالّلبابِ وليسَتْ بالقشورِ!...
هنا لا بدَّ أنْ نسأَلَ أنفُسَنا، متى كان المبدِعُ والعبقريُّ يُخْتَصَرُ بدقائِقٍ محدَّدةٍ خلفَ خيوطِ الكلماتِ!؟.. وكيفَ لنا ايجازُ السّيرةِ والمسيرةِ لِمَنْ علَّمَنا معنى الحقيقةِ، وصدى الحريَّةِ، وأَلَقَ العطاءِ والحبِّ والشرأبةِ لإدراكِ الرؤيةِ!؟.. ولِمَ اعتُبِرَ هذا العامُ عامَ الثّقافةِ لمدينَتِنا الشّويفات!؟.. وهي من غَمَرَتْ الكونَ بثقافتِها، وثقّفَتْ الإنسانَ بثرى وضياءِ كينونَتِها مُذْ أشرقَ الفجرُ والوجودُ، ومعها ومع رئيسِ بلديتِها الأستاذ زياد حيدر، ومع العقلاءِ كلِّ العقلاءِ، سننتصِرُ لسيرةِ ومسيرةِ الكبارِ، أمثالَ المكرَّمِ الشّاعرِ المتألِّقِ الأستاذ نعيم تلحوق، ومن أتى من قبلِ وسيأتي فيما بعد، وفوقَ كلِّ هذهِ النغماتِ الرنَّانةِ، سنعلو بمدينَتِنا، ونُحلِّقُ بثورةِ الأخلاقِ والفنِّ والأدبِ والقيمِ والشِّعرِ والموسيقى والإبداعِ، وهذا التّحليقُ فقط هو على أجنحةِ ثقافةِ الحقيقةِ كلِّ الحقيقةِ، وشُكراً...
فيما بعد كانت شهادات من المحاضرين: رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، الدكتورة الهام كلاب، الشاعر لامع الحر، الشاعر طارق آل نصر الدين، أكدوا فيها انهم في "حضرة شيخ وشاب مثقف مميز بين أقرانه، تفرد بكتابته الأدبية والشعرية ويليق به التكريم".
وتخلل الاحتفال عزف منفرد وغناء لقصائد تلحوق قدمه الفنان الدكتور وسام حمادة، كما قدم الرسام علي شحرور ست لوحات من اعماله لشخصيات لبنانية بمناسبة اطلاق مدينة الشويفات مدينة ثقافية لعام 2019.