عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وأصدرت بيانا رأت فيه أن "الارتباك الفاضح الذي أحاط التعاطي الرسمي في البلاد خلال الاسبوع المنصرم لم يكن الا عينة كاشفة عن المدى الذي بلغته الازمة التي تتمدد مظاهرها الى مختلف المستويات والابعاد في المجتمع والدولة، وتعبر عن مفاعيلها عند كل استحقاق او مفترق.
وفي ظل الغياب الحكومي وما ينجم عنه من بعد في التواصل وندرة في التناصح، حينذاك لا يستطيع أصحاب النوايا الحسنة في المجالس الملية إلا أن يدلوا بدلوهم للفت النظر أو للتنبيه الى مخاطر أو لاقتراح مسارات ومخارج".
واعتبرت أن "المحصلة من كل هذا المناخ، أن الأولوية التي ينبغي الآن ان تكون حاكمة على الجميع هي تشكيل حكومة تنهض بمسؤوليات إدارة شؤون البلاد وحماية مصالحها ورعاية ابنائها، ولن يكون مبررا على الاطلاق اي تهاون او تباطؤ او استخفاف بهذه الاولوية. إن لبنان مهما أحرز من جوائز ومكتسبات لن يكون رابحا ما لم يظفر بحكومته التي تمثل كل ما فيه من مكونات".
وعرضت الكتلة الاوضاع المحلية والاقليمية، وتوقفت عند المجريات وطرق متابعتها وخلصت الى ما يأتي:
"1- ان حفظ السيادة الوطنية هو واجب وطني على جميع اللبنانيين مسؤولية حمايتها والسهر عليها، سواء عند حدود التراب الوطني او عند تطبيق النصوص الدستورية والقانونية.
ان السيادة الوطنية كل لا يتجزأ، لا تقبل تغافلا ولا تسامحا، ولا مناص من التصدي للعدو المنتهك للسيادة أيا يكن حجم الانتهاك، والدولة بمجتمعها وسلطاتها معنية بأداء هذا الواجب، بمختلف الطرق والوسائل المتاحة حفظا لأرضنا ومياهنا وأجوائنا وصونا لتضحيات جيشنا وشعبنا ومقاومتنا وزودا عن كرامتنا الوطنية.
2- إن الكتلة اذ تشكر الله وتحمده على عظيم نعمه وفيض عطاءاته، تؤكد ان الاهتمام بالاجراءات والاحتياطات الموسمية لدرء المخاطر المحتملة ومنع حصول كوارث جراء العواصف او الثلوج ينبغي ألا يصرف اهتمامنا عن وجوب تهيئة البنى اللازمة والقادرة على حسن الاستفادة والاستثمار للأمطار والثلوج بدل ان نهدرها دون التمكن من ادخارها وحسن توظيفها.
إن كمية المتساقطات التي حظي بها بلدنا هذا العام هي رحمة وبركة إلهية، ندعو الى التأمل في ما ينبغي لنا ان نفعله لنحفظها من أجل تطوير معيشتنا وحياة أجيالنا المقبلة، واداء هذه المسؤولية سوف يسهم في تخفيض الكلفة وزيادة النمو والتطوير.
3- ان قرار الانسحاب الاميركي من سوريا, وبغض النظر عن الآليات والوسائل التجميلية التي تحاول الادارة تزيينه بها، هو اعلان هزيمة استراتيجية لمشروع دولي عدواني أرادت منه اميركا اسقاط سوريا وتغيير موقعها ودورها السياسي في المنطقة، وحرضت في سبيل انجاز اهدافه دولا وقوى وعصابات إرهاب، واستحضرت التكفيريين من كل انحاء العالم مستخدمة اياهم في خططها الاجرامية، وورطت زعامات وجماعات في الانخراط بذاك المشروع لتسويقه وتأييده والترويج له، وهي لا تزال تخادع وتناور وتراهن على من صدقوا وعودها وراهنوا على قدراتها لتستنزف آمالهم وجهودهم ولتتمادى في تحريضهم ضد الشرفاء المقاومين من ابناء وطنهم وضد الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ما كانت يوما الا سندا وعضدا داعما ودائما للبنان بوجه الصهاينة وحماة ارهابهم وعدوانهم المتواصل.
إن كتلة الوفاء للمقاومة يهمها ان تؤكد للبنانيين جميعا أنها على عهدها لهم أن تبقى وفية للمقاومين ولأهدافهم ولتضحياتهم, وأن تصون السلم الأهلي والاستقرار الداخلي للبلاد وأن تحرص كل الحرص على الوحدة الوطنية، وأن تسهم عبر الحوار والعمل السياسي على حسن تطبيق وتطوير قوانيننا حتى يأمن المواطنون في دولتهم ويصل كل ذي حق الى حقه من دون تمييز أو استجداء.
وتأمل الكتلة من الجميع تعاونهم ومشاركتهم لتحقيق هذه الاهداف الوطنية، وتؤكد أن الرهان على رعاة العدو الاسرائيلي وحماته الدوليين لن يؤدي إلا الى المزيد من الإحباط والخيبة واستلاب الحس الوطني النبيل".