بعنوان "اللبنانية: هل دفع الطلاب 500 ليرة بدل أسئلة الامتحان؟"، كتبت جنى الدهيبي في "المدن": تحت شعار "الوضع مش طبيعي"، أطلق طلاب الماجستير في كليّة الآداب- قسم اللغة الانكليزية في الجامعة اللبنانية، حملة اعتراضٍ واسعة، ضدّ أستاذة قيل إنّها طلبت منهم دفع 500 ليرة لبنانيّة، مقابل الحصول على ورقة أسئلة الامتحانات الجزئيّة.
هذه الحادثة، وقعت عند الساعة الثالثة من ظهر الخميس، في 7 كانون الأول، في مبنى العمادة في الدكوانة. ووفق ما يروي عدد من الطلاب، لـ"المدن"، فإنّه فيما كانوا ينتظرون الأستاذة لتوزيع أسئلة الامتحانات، دخلت وهي لا تحمل نُسخاً عن الأسئلة، وطلبت من أحد الطلاب أن ينزل إلى مكتبة خارج مبنى العمادة، لتصوير الأسئلة وتوزيعها على الطلاب بعد أن يدفعوا 500 ليرة لبنانيّة كلفة تصويرها.
لكن، طالبة رفضت دفع المبلغ وخرجت من الصف من دون أن تجري الامتحان، باعتبار تصرف الأستاذة "يهين الطلاب، بينما رضخ البقيّة للأمر الواقع، ودفعوا سعر الورقة، خشيّة خسارة علامة الامتحان، وخوفاً من ردّة فعل الأستاذة".
وتقول الطالبة: "ليس من أجل قيمة المبلغ، لكنّ الجامعة هي المسؤولة عن طبع أوراق الامتحان. وفي وصل التسجيل ندفع 70000 ليرة لبنانيّة رسم امتحانات. وما أثار استغرابنا أنّ أستاذة المادة قررت أن تطبع خارج الجامعة، رغم وجود قسم للتصوير في مبنى العمادة". هذا المشهد، "من المستحيل أن يحدث في جامعة خاصة، لأنّه يعتبر إهانة مباشرة للطلاب. لكنّ الأستاذة قالت لنا حرفيّاً: أنتم تأخذون أكثر مما تدفعون. فهل هذا جزاء طلاب الجامعة اللبنانيّة؟".
من جهته، يرفض عميد كليّة الآداب الدكتور أحمد رباح ما يتداوله هولاء الطلاب، ويعتبره منافٍ للحقيقة، ومحاولة مقصودة لتشويه سمعة العمادة والكليّة. ويقول لـ"المدن": "لا يمكن أن يُقدم أحد الأساتذة على هذا الفعل الذي لم يحدث يوماً في تاريخ الجامعة اللبنانيّة. ومنذ صباح الجمعة، في 8 كانون الأول، فتحتُ تحقيقاً واسعاً في القضيّة، تبيّن من خلاله أنّ ما جرى هو محض افتراء".
ذلك أنّ هذه الأوراق، "لا علاقة لها بأسئلة الامتحان، وهي عبارة عن محاضرة مؤلفة من 6 أوراق تدخل ضمن برنامجهم الدراسي، أعطتها الأستاذة للطلاب من أجل تصويرها وتوزيعها ودرسها، فقام أحد الطلاب بتصويرها وجمع كلفتها من زملائه. وهذا ما يحدث في كلّ الفروع والجامعات. فلماذا لم نسمع بهذه الحادثة سوى في آخر يومٍ من الامتحانات الجزئيّة وفي هذا القسم فحسب؟".
يعتبر رباح أنّ ما جرى هو افتعال اشكالٍ ليس بريئاً وإنّما جاء عن سوء نيّة. فـ"كليّة الآداب، تشهد مؤخراً تقدماً كبيراً على كلّ المستويات، نتيجة الجهود الجبّارة التي نبذلها بهدف رفع مستواها وربط الطلاب مع حاجات سوق العمل. ورغم أنّنا رفعنا معدل قبول طلاب الماجستير إلى 60/100، وصل عدد الطلاب في العمادة إلى 2000 طالب وزادت نسبتهم 20% مقارنة مع السنوات السابقة".
(المدن)