عقدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وبلدية الدكوانة، مؤتمراً صحافياً في فندق لو رويال في ضبيه، في حضور رئيسة الهيئة كلودين عون روكز ورئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة وعدد من رؤساء وأعضاء الجمعيات والمكتب التنفيذي وأعضاء الهيئة، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام، تناول مسيرة الدكتورة جويس عزام في تسلق القمم ودعم مشروعها، كأول امرأة لبنانية تتسلق أعلى 7 قمم في العالم.
استهل المؤتمر بعرض فيلم قصير من إخراج إيليا سيقلي (Quest For Everest) يلخص مسيرة عزام في تسلق القمم ويضيء على أهدافها المستقبلية.
ثم ألقت السيدة عون روكز كلمة اشارت فيها الى "التحديات والصعوبات التي تواجه المواطنة اللبنانية في مختلف المجالات والتي تشكل عائقا أمامها وتمنعها من النجاح ومن تحقيق أحلامها".
وقالت: "إن قوانينا التي تتضمن الكثير من مواطن الخلل في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، والتي ما زالت تميز بين رجل وامرأة، تشكل عائقا أساسيا أمام النساء وأمام استقرارهن الاجتماعي والمادي والمعنوي وأمام مسيرة نجاحهن".
وتابعت: "إنطلاقا من مبدأ المساواة الذي تنص عليه مقدمة الدستور اللبناني، ومن أهداف الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية التي تتمثل بإزالة كل أنواع التمييز ضد النساء وفي مختلف المجالات، تسعى الهيئة الوطنية لشؤون المرأة إلى تعديل كافة القوانين المجحفة بحقهن، كقانوني العمل والضمان الاجتماعي بهدف الوصول إلى المساواة المطلقة في الحقوق كما في الواجبات في هذا القطاع، واستحداث قانون منع تزويج الأطفال، حيث تسعى الهيئة لحمل البرلمان على إقرار قانون يعتمد سن 18 كقاعدة لسن الزواج، على ألا يكون الاستثناء بشروط ممكناً، قبل سن 16، ومن خلال هذا القانون يمكننا وضع حد للزواج المبكر عند الفتيات ومحاربة الاتجار بالبشر".
أضافت: "كما تسعى الهيئة بعد إبطال المادة 522 من قانون العقوبات، التي كانت تعفي المغتصب من العقاب إذا تزوج الضحية، إلى تصحيح المواد القانونية التي لا تزال تسمح بإفلات المرتكب من العقاب، في حالة مجامعة قاصرة بلغ عمرها بين 15 و 18 سنة. كما نطالب بتشديد العقوبة على المعتدي وبالإسراع بإصدار الأحكام، في كل قضايا العنف الأسري، خصوصا بعد حوادث العنف المتكررة التي نشهدها مؤخرا. ونطالب أيضا بإقرار قانون يجرم التحرش الجنسي بأشكاله كافة، وتعديل القانون الانتخابي لتضمينه كوتا نسائية تؤمن مشاركة النساء في الحياة السياسية وفي اتخاذ القرارات".
وعن قانون الجنسية، قالت روكز: "لقد انتهينا من دراسته ونحن بصدد إضافة آخر التعديلات اللازمة عليه بما يضمن المساواة بين الجنسين، بهدف إعطاء الأم اللبنانية حق نقل جنسيتها لأولادها. كما تهتم الهيئة الوطنية بالمشاريع التي تحافظ على الطبيعة وتنشر الثقافة البيئة، من خلال تنظيمها ومشاركتها في نشاطات بيئية مختلفة هدفها التوعية والثقافة البيئية وإحترام القوانين والنظافة العامة عند المواطن".
واعتبرت "أن مختلف الأهداف التي تعمل الهيئة الوطنية على تحقيقها، من شأنها أن تكرس مبدأ المساواة في المجتمع وتنشر الثقافة عند الرجال كما النساء وفي مختلف المجالات، كالثقافة الإنسانية والإخلاقية في التعاطي مع الآخر، والثقافة السياسية والثقافة البيئية والإجتماعية، ليصبح إنساننا أفضل ومجتمعنا أفضل، ولينهض وطننا من معاناته، ويتسلق أعلى قمم النجاح والإزدهار من خلال عزيمة وإصرار وثقافة أبنائه".
وتوجهت الى نساء لبنان قائلة: "آمن بذواتكن واحلمن وثابرن وكافحن، تصلن لتحقيق أحلامكن مهما كانت بعيدة".
وختمت: "أشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على توقيعه العلم اللبناني الذي ترفعه جويس عزام على أعلى قمم العالم، وأشكر دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على دعمه الدائم لنشاطات الهيئة الوطنية، والذي وعدنا بتوزير أكبر عدد ممكن من النساء في الحكومة المقبلة. كما أتوجه بالشكر لدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤمّن وجودالهيئة الوطنية في اجتماعات اللجان النيابية للدفاع عن حقوق النساء. وأطالب جميع النواب في المجلس النيابي الجديد، بأن يقروا في أسرع وقت ممكن القوانين التي تضمن عدم التمييز بين الرجال والنساء، لأننا جميعا متساوون بإنسانيتنا وبمواطنيتنا".
شختورة
من جهته، أكد شختورة أن الدكوانة "آمنت وتؤمن بدور النساء الأساسي في المجتمع"، مهنئا الهيئة الوطنية لشؤون المرأة برئيستها كلودين عون روكز "النشيطة والديناميكية والفاعلة والداعمة لدور النساء في المجتمع"، ومنوها "بنضالها من أجل لبنان وسيادته وحريته".
وقال: "إن الثقة التي أظهرتها بلدة الدكوانة ومجلسها البلدي تجاه الدكتورة جويس عزام، التي لم نتردد يوما في دعمها إيمانا منا بقدراتها، أثمرت بطولات وأظهرت قدرة المرأة اللبنانية في أصعب المهام الموكلة إليها على الأصعدة كافة وفي مختلف الميادين".
وأضاف شختورة: "يجب أن نعترف ونقتنع بأن المرأة بشكل عام، هي أكثر إنتاجية وأكثر التزاما وتنظيما وانضباطا وأقل فسادا من الرجل. من هنا أناشد القيادات والمسؤولين في لبنان أن يفعلوا دور النساء في العمل السياسي كما في العمل الإقتصادي والإجتماعي والرياضي والإنساني".
وتوجه إلى عزام وهنأها بمسيرتها في تسلق القمم، ووعدها بدعم دائم من بلدية الدكوانة من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات.
يزبك
أما المديرة التنفيذية لجمعية "حماية" لما يزبك، فألقت الضوء على "أهداف الجمعية التي تتمثل في حماية الأطفال من كافة أنواع العنف وتحسين مبادئ ومقومات الطفولة في لبنان، وعلى أهمية دور الدكتورة جويس عزام في مساعدة الأطفال وتشجيعهم على تخطي المشاكل والظروف النفسية والجسدية الصعبة التي يعيشونها والحواجز التي تعترضهم في حياتهم اليومية، من خلال تجربتها في تسلق الجبال ومواجهة الصعوبات التي تعيق مسيرتها، وكيفية تخطيها إياها من خلال الثقة في النفس والعمل الدؤوب والإصرار على النجاح".
وشددت يزبك على "أهمية احترام طموحات أطفالنا ودعمهم لتحقيق أحلامهم الخاصة، بدلا من أحلام المجتمع المحيط بهم، وتأمين بيئة إجتماعية ونفسية سليمة لهم، من أجل طفولة سليمة ومجتمع أفضل".
عزام
بدورها، ألقت المتسلقة عزام كلمة، قالت فيها: "من خلال مسيرتي في تسلق القمم، أوجه رسالتي اليوم إلى كل طفل وشاب وامرأة، خصوصا أولئك الذين فقدوا الأمل في أحلامهم، لأؤكد لهم أنه بإمكانهم تحقيقها مهما كثرت الصعوبات، وأدعوهم إلى عدم الاستسلام والى المثابرة لتحقيق إنجازاتهم. لقد واجهت العديد من التحديات خلال السنوات الماضية، وعلى الرغم من كل شيء، قمت بتسلق 26 قمة بارزة في بلدان مختلفة وأعلى 5 قمم في العالم. وأنا هنا اليوم لتحقيق حلمي بأن أكون المرأة اللبنانية الأولى التي تتسلق أعلى 7 قمم في العالم".
وتابعت: "من خلال مشروعي أود التركيز أيضا، على أهميةالرياضة في حياتنا وما توفره من توازن نفسي وجسدي للإنسان، وتبعد شبابنا عن الكثير من المشاكل الإجتماعية كالإدمان على المخدرات، والعنف، والاكتئاب...، كذلك المساهمة في تغيير الصورة النمطية للمرأة اللبنانية القادرة على تسلق القمم في مختلف المجالات".
واعتبرت عزام "أن جمعية "حماية" التي تقدم لها نجاحاتها والتي تعنى بقضية حماية الأطفال في لبنان، لها دور مهم في استمرارها في مسيرتها، كونها ملهمة للعديد من أطفال الجمعية". كما شكرت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ورئيستها ورئيس بلدية الدكوانة "للدعم الذي يقدمونه لها ولإيمانهم بقضيتها وحلمها وقدراتها، إلى جانب كل المؤسسات والأشخاص الذين ساعدوها في مسيرتها الرياضية".
وختمت: "أدعو الجميع إلى دعم مشروعي وحلمي في رفع العلم اللبناني على قمة جبل فينسون في أنتركتيكا في نوفمبر المقبل، من خلال الموقع الإلكتروني الخاص للتبرع لتحقيق هذا الإنجاز، وهي محطتي الأخيرة قبل قمة أيفريست، حلم كل متسلق ومتسلقة".