دشن رئيس مؤسسة "النورج" فؤاد أبو ناضر ومطران الكنيسة المعمدانية الالمانية في ورتمبرغ فرانك يولي، غرفة الطوارىء في المركز الطبي في دير مار ساسين في بسكنتا، التابع للرهبانية اللبنانية المارونية التي ساهمت الكنيسة الانجيلية الالمانية بتجهيزها، في حضور المطرانين بولس روحانا وسمير مظلوم، القس حبيب بدر، الرئيسة العامة لرهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات الام اوغيت مخايل، رئيسة دير مار ساسين الام تريز حبيب، رئيس دير يسوع الفادي في زحله الاب ايلي صادر، رئيس بلدية بسكنتا الياس كرم، وفد من بلدية رأس بعلبك برئاسة نائب رئيس البلدية وليم نصر، الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة، المديرة العامة للمعهد التقني الفرنسي - اللبناني سيلفيا هوغ والوفد الالماني الكنسي المرافق للمطران يولي، القيمين على المركز الطبي ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعليات.
بعد قص شريط التدشين وازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية، تلا مظلوم صلاة التبريك، ثم رحبت مخايل بالحضور، شاكرة ليولي "هذه المساعدة التي تؤمن الدعم المعنوي اللازم لمواصلة خدمة الرهبانية الانسانية في البلدة مع المتألمين والمحتاجين ولا سيما النازحين السوريين"، معتبرة ان "هذه المساهمة المادية تعبر عن الالتزام العميق لشد أواصر التبادل بين الشرق والغرب، وهذا ما سيلعب دورا كبيرا في نجاح هذا المركز الطبي وتطوره".
كرم
ونوه كرم بالدور الالماني في العالم وخصوصا في لبنان، مشددا على ان "الديموقراطية الحقيقية هي في المانيا وينص عليها الدستور في عبارة "كرامة الانسان لا تمس" وهذا ما تقوم به المانيا من خلال مساعدتها للنازحين السوريين". وشكر للكنيسة المعمدانية الالمانية "هذه اللفتة لمساعدة المركز في هذه المنطقة النائية"، مشددا على "أهمية هذه الزيارة معنويا وليس فقط ماديا".
يولي
بدوره، اكد يولي ان "هذه المساعدة دليل على العلاقة الوثيقة بين الكنيسة الانجيلية والكنيسة الكاثوليكية. نحن في مرحلة جديدة من الوحدة بين الكنائس لاننا نعتبر ان المسيح واحد"، مشددا على "أهمية التضامن مع كل المسيحيين بالرغم من الاختلاف في العقيدة واللاهوت والفلسفة ولكن هذه امور يجب الا تؤثر على علاقاتنا كمسيحيين". وقال: "الدين المسيحي عبر التاريخ يركز على الخدمة والعمل التمريضي لان ديننا مبني على المحبة وخدمة الآخر وهذا ما دعانا اليه يسوع، ووجودنا في هذه المنطقة الجبلية ومع مؤسسة مارونية هي خير دليل على وحدتنا لنعطي صورة عن يسوع الواحد الموحد في كل العالم".
وأعرب عن فخر الكنيسة الانجيلية في ورتمبرغ بمساعدة المسيحيين، لافتا إلى ان "سينودس الكنيسة الانجيلية شدد على تقديم المساعدات للنازحين ولكن ايضا على تخصيص مساعدات للمسيحيين اللبنانيين ليبقوا في بلدهم".
أبو ناضر
وفي الختام شكر أبو ناضر للكنيسة الالمانية "المساعدات التي تقدمها في الشرق الاوسط، في العراق وسوريا ولبنان للمساهمة في الحفاظ على الوجود المسيحي في هذه المنطقة، وحصلنا على منحتين الاولى لتجهيز المركز الطبي في بسكنتا الذي يشكل المركز الطبي الرئيسي في هذه المنطقة، وسيؤمن الخدمات ل 35 ألف نسمة فيها، وساهمت في تجهيز غرفة الطوارىء، وهناك إنشاءات أخرى في طور التنفيذ. كذلك ستقدم المساعدة في رأس بعلبك حيث نعمل على ترميم ملعب البلدية الذي يستفيد منه تلامذة خمس مدارس في المنطقة".
وقال: "نحن كمؤسسة النورج شرحنا لهذه الكنائس في اوروبا، البعيدة من واقعنا، معاناتنا في هذه المنطقة عبر التاريخ، لذلك قمنا مع الوفد الالماني بجولات ميدانية في مناطق عدة من لبنان، واليوم المحطة كانت في هذا الدير".
وشدد أمام الوفد الألماني على ان "لبنان هو آخر معقل للوجود المسيحي الحر في هذه المنطقة، ومن دون المسيحيين في لبنان لن يبقى اي مسيحي حر في هذه المنطقة، لذلك لديهم مهمة وواجب الوقوف الى جانب اخوانهم المسيحيين في الشرق، هذا الشرق الذي شهد ولادة المسيح ونشوء المسيحية، لذلك عليهم واجب ان يساهموا مع اخوانهم المسيحيين لننمي هذا الوجود من خلال التضامن على الارض، ووجودهم بيننا مهم جدا".
وتابع: "سمعوا هذا النداء وفهموا اهمية التعاضد لذلك اتوا اليوم الى لبنان مع كل المسؤولين المسكونيين الذين يتعاطون مع كل الكنائس في الشرق ليؤكدوا ان هذه المساعدات ليست للكنيسة الانجيلية فحسب بل لكل المسيحيين في الشرق وسنقف الى جانبهم".
وختم: "بكل فخر واعتزاز، النورج تعمل على استقطاب هذه المجموعات لتقف الى جانب المسيحي الذي يعاني كثيرا على الارض، وللاسف كل المؤسسات الانسانية والاجتماعية الاوروبية لا تقدم المساعدات الا للنازحين السوريين في حين ان هناك قرى لبنانية تستوعب هؤلاء النازحين وهناك لبنانيون فقراء مثل النازحين، واعتقد ان الرسالة وصلت ونأمل بتنفيذ مزيد من المشاريع".
ثم جال الحضور في المركز الطبي الذي يضم غرفة طوارىء وعيادة لطب الاسنان وأخرى للاطفال والنساء إضافة الى صيدلية ومختبر على أن يتضمن المركز في مرحلة لاحقة غرفة للتصوير الشعاعي وغرفة عمليات.