الاحد 7/72024
استهل الدكتور سكاف حديثه مشيرا الى ان غيابه عن السياسة منذ فترة مرده الى اسباب صحية اضطرته الى الابتعاد عن السياسة لفترة وجيزة.
سكاف استعرض المتغيرات الاقليمية والدولية مشيرا الى ان من كتب بداية حرب غزة لن يكتب نهايتها، لانه اعتبارا من الامس وانتخاب رئيس جديد لايران تغير الوضع، والدول المعنية بحرب غزة سيأتيها التغيير تباعا، ولن يُسمح لمن بدأ هذه الحرب بأن يكتب نهايتها، بدءا من ايران حيث نرى ان هناك مخطط بعد انتخاب رئيس اصلاحي، يشير الى رغبة غير معلنة للمرشد الاعلى باجراء تغيير في السياسة الخارجية لمواجهة احتمال فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الاميركية.
أضاف:" في فرنسا نتائج الانتخابات التشريعية ستحمل اقصى اليمين الى السلطة، ما سيعني حتما تغييرا في السياسة الفرنسية التي اعتمدها الرئيس ماكرون، وصولا الى تقييد حركته تجاه حرب غزة، وايضا سيطال التغيير موضوع الشغور الرئاسي في لبنان بدءا من مبعوث الرئيس الفرنسي لودريان، وصولا الى اللجنة الخماسية الدولية.
وأردف سكاف:" يتحدثون عن حرب شاملة، انا اقول يجب تغيير المفردات، لن تكون هناك حرب شاملة في المنطقة، لا اميركا ولا ايران يريدان الحرب الشاملة، في لحظة ضعف إدارة الرئيس بايدن وضعف حملته الانتخابية، لا مصلحة لاميركا في الحرب الشاملة. كما أن الحرب الشاملة ستحرج ايران ايضا، التي ستجد نفسها مضطرة الى لعب جميع اوراقها، لأن ما يقبله الايرانيون ل "حماس" في غزة، لن يقبلوه ل "حزب الله" في لبنان، وشهدنا الرد الصاروخي الايراني في 14 نيسان المنصرم والذي كان رسالة مفادها ان ضرب العمق الاسرائيلي سيصبح واردا وممكنا اذا خرق الاسرائيليون المحرمات، وبالنسبة لايران ضرب "حزب الله" هو من المحرمات.
ايضا، اسرائيل تخشى دخول ايران في حرب مباشرة الى جانب "حزب الله" وتدخل أذرعة إيران في اليمن الى العراق فسوريا.
وقال سكاف:" حزب الله الذي نجح بدوره، في ازعاج اسرائيل في حرب "الاسناد" يخشى الحرب الشاملة، خصوصا انه غير مدعوم داخليا لاستيعاب هكذا حرب.
من جهة ثانية، إسرائيل تريد ايضا وقف حرب الاستنزاف، على الجبهة الشمالية، إما بالوسائل الديبلوماسية، عبر وساطة المبعوث الاميركي "هوكشتاين"، والتي فشلت الى اليوم، وإما بتصعيد الحرب.
في اعتقادي ان الاجتماع الذي حصل بين "لودريان" و"هوكشتاين"، قد يؤدي الى تسوية في الجنوب، وايضا نرى أن ارتفاع حظوظ هذه التسوية، دفع الى تحريك عجلة اللجنة الخماسية لحل الازمة الرئاسية.
الدكتور سكاف استدرك بالقول:" البديل عن الحرب الشاملة على لبنان بعد خطاب رئيس وزراء اسرائيل امام الكونغرس الاميركي في الرابع والعشرين من الجاري، ربما سيكون بضربة قوية ومفاجئة تتسم بالعنف التدميري على لبنان، تفرض على حزب الله القبول بترتيبات امنية تنزله عن شجرة التصعيد وقطع العلاقة بين حرب غزة وحرب الجنوب او الالتزام بوقف حرب الجنوب بعد تسوية غزة".
وقال:" من دون شك اليوم، ما يسمى مجموعة الضعفاء ، بايدن ماكرون إيران، في حاجة الى بعضهم البعض في مواجهة احتمال وصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة.
في اعتقادي انه خلال زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة، إما سيستطيع إقناع الرئيس بايدن بدعمه، وإما سيلجأ الى مواجهة الرئيس بايدن مدعوما من الجمهوريين ومستفيدا من تقدم دونالد ترامب، سيحصل على دعم مطلق من الكونغرس، ويستغله لتحسين موقعه الداخلي.
من هنا المعادلة اصبحت واضحة، كلما زادت حظوظ المرشح دونالد ترامب، ارتفعت معها حظوظ التصعيد على الجبهة الجنوبية، وصولا الى ضرب لبنان بما يتناسب مع حسابات رئيس وزراء العدو".
وأضاف:" بعد 10 ايلول موعد المناظرة الثانية بين بايدن وترامب اذا تأكدت ارجحية فوز دونالد ترامب، نكون اقتربنا من المرحلة النهائية للانتخابات الاميركية، وهذا برأيي لن يزيد من حماوة او قساوة الحرب بين اسرائيل و"حماس" و "حزب الله"، بل ستتحول الى حرب باردة، بين بنيامين نتنياهو والرئيس بايدن لتأمين فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وهذا ما حرك الايرانيين ودفعهم الى انتخاب رئيس اصلاحي منفتح على الغرب".
عن نواب المعارضة وبياناتهم، وما ينقصها قال الدكتور سكاف:" يبدو اننا في لبنان ندفع ثمن السكوت وتجاهل حجم التحذيرات الغربية والدعوات الى مغادرة الرعايا الاجانب لبنان، تجاهل حجم التحذيرات الدولية من قبل الرسميين اللبنانيين سيؤدي الى ما لا تحمد عقباه لبنانيا".
أضاف:" التحذيرات حملها "هوكشتاين" ونقلت بالبريد السريع الى "حزب الله"، وكان الرد بالرفض النهائي، ولكن ماذا اذا حصلت التسوية في غزة؟، يجب ان نبقى متيقظين وان نعمل جاهدين، ونحرك الديبلومسية اللبنانية لتفادي اي ضربة للبنان لانها ستكون موجعة وسندفع ثمنها لسنوات مقبلة.
عن الوضع المسيحي ونتائج زيارة امين سر دولة الفاتيكان بارولين الى لبنان قال :" للاسف زيارة امين سر دولة الفاتيكان الى لبنان اعلن عنها على انها زيارة راعوية، بدعوة من منظمة فرسان مالطا، إلا أنها تحولت الى سياسية وانتهت بقمة روحية سياسية، وفي رأيي ان هذه الزيارة لم تحضر كما يجب، لذلك اتسمت الزيارة بصفة الارتجال من دون جدول اعمال وهذا ما ادى الى فشلها".
وأشار سكاف الى أن :" الفاتيكان حريص على صيغة لبنان التعددية ورسالته في المنطقة كملتقى حضارات، وقداسة البابا فرنسيس الرجل الرؤيوي المنفتح المتجرد تحرك وارسل امين سر الفاتيكان في زيارة استطلاعية، انطلاقا من المسلمات التي يعرفها الفاتيكان جيدا، وفي مقدمها ان المسيحيين في لبنان هم من مؤسسي الكيان اللبناني، بجهود البطريرك الياس الحويك، ومصدر قوة المسيحيين هو انتشارهم على كامل رقعة التراب اللبناني من بشري والقبيات الى رميش والقاع، وتعايشهم بوئام مع جميع مكونات الشعب اللبناني، وقوة المسيحيين كانت في الانفتاح والتلاقي ومد الجسور بين جميع مكونات الوطن.
بارولين الذي زار لبنان تفاجأ بحقيقة مرة، رأى ان المسيحيين عادوا الى التقوقع والانعزال والاندثار وتلاشي دورهم الريادي وتحولوا الى قوى استلحاق واستزلام.
ايضا ممثلوا الاحزاب المسيحية انتقلوا بطروحاتهم في الموضوع الرئاسي من الأقوى داخل طائفته التي طبقت لمرة واحدة، الى طرح ايصال أضعف ماروني يخضع لشروطهم.
امين سر دولة الفاتيكان اكتشف أيضا ان القوى المسيحية الكبرى تتصدع وتتلهى في تعيينات ومحاصصات بينما يرى الفاتيكان، كما ابلغوني انه كان على القوى المسيحية تعويض "محدودية العدد ب لا محدودية الدور".
الكاردينال بارولين اكتشف ايضا وايضا، ان قانون الانتخاب المسخ الذي تمسك به المسيحيون بحجة تحقيق المناصفة الفعلية في التمثيل النيابي، حقق مناصفة شكلية وأسقط المعتدلين واحتُكر التمثيل، ونتج عنه بروز ثنائية مسيحية متناكفة على غرار الثنائية الشيعية المتماسكة.
عن اجتماع بكركي سأل الدكتور سكاف عن مغزى جمع القيادات الروحية من الطوائف كافة الى جانب رؤوساء الاحزاب المسيحية الاربعة حصرا، مشيرا الى انه كان على بكركي إما توجيه الدعوة الى جميع رؤوساء الاحزاب مع ضرورة تأكيد حضور الجميع تكريما للكارينال بارولين، وإما الاستعاضة عن الدعوة الموسعة بحصرها بالقادة الروحيين.
وفي المناسبة لم استسغ مقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي ولا الاسباب التي تم سوقها لتبرير هذه المقاطعة، ولا التبريرات اللاحقة".