التبويبات الأساسية

يعتبر المقعد الماروني حجر الزاوية لبنيان أي تحالفات سياسية في دائرة طرابلس اﻻنتخابية، فرغم اﻻنطباع السائد بأن المقعد الماروني في هذه الدائرة لا يعدو كونه جائزة ترضية لكون عدد الناخبين الموارنة في طرابلس لا يتجاوزون ألف ناخب بأحسن الأحوال، ما حوله منذ العام 1992 من مجرد جائزة ترضية الى درّة تاج أي تحالف قد يبصر النور بين القوى الرئيسية حالياً، انطلاقاً من محاولة 3 مرشحين شماليين بسط زعامتهم خارج بشري وزغرتا والبترون.

الغزارة في ترشيحات المقعد الماروني دون سواه تعكس حدة التنافس السياسي سلفاً، الوزير جبران باسيل يخوض معركة إمتداد نفوذه السياسي عبر مرشح "التيار الوطني الحر" طوني ماروني دون أن يتضح خيار حليفه المستقبل، خصوصا مع رغبة مضمرة بترشيح جورج بكاسيني ولو دون إعلان واضح، في الوقت الذي يبرز خيار المردة بترشيح رفلي دياب عن مقعد الروم اﻻرثوذكس وترك أمر الماروني للنقاش مع الحلفاء فيما بعد.

على غرار "البرتقالي"، هناك اﻻصرار القواتي على خوض غمار التحدي في هذه الدائرة عبر ترشيح "ايلي خوري" مع بروز شخصيات طامحة من وسط "قواتي" كالمحامية روجينا قنطرة أو المتمول دولاند العبد الملقب ( دودو) غير أنها لم تتبن سوى خوري بشكل رسمي، أما الكتائب فلها حصتها كونها تشغل المقعد عن طريق النائب سامر سعادة وهي رشحت مارك الياس عاقوري وتستعد لفتح مكتبها في وسط طرابلس.

الترشيحات الحزبية لا تحجب دور المستقلين الطامحين للمقعد الماروني طالما أن اﻻنطباع السائد بأن القانون الحالي يسمح لهوامش واسعة لفئات جديدة من الممكن أن تفرض خياراتها خارج إطار منطق المحادل وقد تحقق خرقا، أبرزهم هؤلاء رفيق ابي يونس القادم من تجربة سياسية فريدة، فجورج شبطيني المرشح الدائم، فيما يستعد الناشط سيمون سعادة لخوض ميدان الترشيح بعد عهود من العمل في الشأن العام.

يذكر ان التنافس السياسي لكسب المقعد الماروني في مكان، ونجم النائب السابق جان عبيد الساطع في طرابلس في مكان آخر، لكون المعادلة اﻻنتخابية تنقلب راسا على عقب ربطا بقراره، فجان عبيد فضلا عن مسيرته السياسية الطويلة تحول الى أيقونة الحضور المسيحي في الدائرة المذكورة كونه قامة سياسية من قماشة نادرة يحتاجها تمثيل طرابلس.

في هذا السياق ورغم الجلبة الكبيرة هناك مفاجئة من مكان آخر، فقد أفضت دراسة إنتخابية لاكتشاف إتجاهات الرأي عند البيئة المسيحية في طرابلس الى نتائج مفاجئة قد تشكل صدمة حقيقية، تتمثل بكون نسبة 4، 46% من الذين شملهم اﻻستطلاع لم يسموا ابدا مرشحهم المفضل، وقد تراوحت نسبة التأييد بين 2، 8 % و1، 3% فقط.

ما يعني حكما بأن نسبة كبيرة من الناخبين المسيحيين لم يحددوا خياراتهم بعد وقد عبروا صراحة بأن غيرهم من سيقرر عنهم نوابهم على غرار نفس اﻻشكالية الخاصة بالمقعد العلوي!.

(لبنان 24)

صورة editor11

editor11