أقيمت القداديس في كنائس منطقة بعلبك، احتفاء بعيد انتقال السيدة العذراء، وأكد راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، بالمناسبة، ان "عيد انتقال امنا مريم العذراء بالنفس والجسد، هو عيد عظيم، لانه يعكس حقيقة خلاصنا بيسوع المسيح".
وأضاف: "ان العذراء مريم التي آمنت بالرب وعاشت مع يسوع بعدما حملته في أحشائها، أصبحت قريبة جدا منه، وأمضت العمر كله تتأمل بتعاليمه، ونور وجهه، وقدرته الإلهية التي أقام بها لعازر الذي كان قد مر على وفاته أربعة ايام، وغيرها من الأحداث والمعجزات والمواقف، كل ذلك جعل من العذراء مريم قريبة جدا من الله ومن ابنه يسوع المسيح، ومطيعة لعمل الروح القدس، فاستحقت محبة الرب وعنايته الخاصة بها، لينقلها اليه بالنفس والجسد، ممجدة، مكرمة كسائر أبناء السماء، لا بل متمايزة عن الجميع".
وقال رحمة: "هذا العيد يذكرنا اننا نحن ايضا مدعوون الى الانتقال من عبء الجسد والعالم وهمومه الى حرية أبناء الله، الى حرية من حررهم الروح القدس من عمل الشر والشرير، فنصبح أبرارا في عيني الرب، ونستحق يوما ان ينقلنا اليه، حيث لا جوع ولا وجع، حيث نشاهده ونشاركه المجد الابدي، ونسكن في حماه، مغمورين بحبه وعنايته".
وأردف: "يدعونا الرب في هذا اليوم المبارك ان نعمل على انتقال وطننا من حال التردد والضياع، من حال الضعف والاتكال على الآخرين، الى تحمل مسؤوليتنا وإعادة الثقة بالرب وبوطننا وببعضنا البعض نحن اللبنانيين، جميع اللبنانيين، فنساهم في قيامته وانتقاله الى مصاف البلدان الراقية، الى مصاف البلدان التي تحترم الانسان وكرامته والحرية، الى مصاف الاوطان التي تعطي للحياة الروحية والعبادة وحرية المعتقد، المساحة الكافية، ليسعى الانسان، كل إنسان الى تقديس ذاته وتنقيتها من الهفوات والخطايا، وجعلها حاضرة للولوج في عالم الروح، في حقيقة أبناء الله، في السير على الدرب الفعلية التي تصل بنا الى بيت الأب السماوي، بالنفس والجسد، نعم بالنفس والجسد، الم يقل الرب أن أجسادكم هي هياكل للروح؟ نعم انها هياكل للروح القدس وهكذا كانت العذراء مريم ومار شربل وجميع القديسين، فاستحقوا وعن جدارة ان يبقوا احياء على الدهر، ويصبحوا النموذج الواضح لبلوغ كل إنسان".
وختم رحمة: "هذه الكرامة السامية، ان ننتقل من الموت الاكيد الى الحياة الابدية مع الله، الى اللقاء الحقيقي معه كما حدث مع امنا، ام العالم بأسره، مريم العذراء التي سوف تكرمها الأجيال الى منتهى الدهور، انه عمل اساس، انها المهمة الأهم، انها هدف وجودنا وغايته، هذا ما اتمناه للجميع، أمين".