إعتبر راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المطران حنا رحمة لبنان أنه "بعد عامين ونصف العام من الموت السريري من دون رئيس نحن نعي بأن لبنان سيتعافى بين يوم وآخر"، مشيراً إلى أن "لبنان مريض ومنهوب ولديه مشاكل عدة، وفي بعض الأحيان، هناك سياسيون يضعون العصي في الدواليب ونحن نعرف ان ثمة صعوبات كثيرة، لكننا نعرف أيضاً أن الرئيس ميشال عون لديه كل التصميم والارادة"، لافتاً إلى انه "زرت الرئيس عون أكثر من مرة، وكانت لنا جلسات حوارية كثيرة، وهو يعي كل المصاعب، خصوصاً انه خبير بمشاكل لبنان ويعرف أنه ليس باستطاعته تصليح كل شيء بين ليلة وضحاها، لكن لديه التصميم الكامل وهو أيضاً محاط بفريق ناجح، اضافة الى شعبية كبيرة تريد للعهد أن ينجح، لأن ثمة رهاناً كبيراً على هذا النجاح، وخلال المئة يوم، أعتقد ان الامور رائعة".
وفي حديث إلى صحيفة "الراي" الكويتية رأى رحمة أننا "لسنا بحالة رفاهية أو بحالة مثلى، لأنه كانت توجد نوايا سيئة، لا تريد للبنان أن يصبح دولة طبيعية، فكانوا قبل كل انتخابات نيابية، يفتعلون المشاكل، لإعادة انتخاب المجلس نفسه، ولكن اليوم ثمة اتجاه لكي يكون هناك قانون انتخابي عصري، واذا لم نصل اليه اليوم، فسنصل الى هذ ا القانون غداً لذلك، وقد هّدد العماد عون بوضوح بأنه ممنوع المزاح في هذه القضية، فهو أطلق مواقف واضحة جداً وهو أيضاً مصمّم على تأسيس دولة".وأوضح رحمة أن "موقف الكنيسة من قانون الإنتخاب واضح، وهي في الوقت نفسه، لا تتدخل في أي خيار، لكنها تؤمن بأن كل انسان يجب أن يعبّر عن رأيه بطريقة واضحة وديموقراطية وهي تترك الأمر لأصحاب الاختصاص وللسياسيين وضع القانون الأنسب"، لافتاً إلى انني "اعارض فكرة الدائرة الواحدة، وأنا مع أن يختار الانسان من يريد أن يمثّله في المجلس النيابي، ومن هذا المنطلق، ثمة الدوائر الصغرى مع النسبية وثمة افكارعدة، اعتقد انها يوما ما ستتبلور وستكون لخير لبنان".
وعن تفضيل الرئيس عون لخيار الفراغ في حال لم يقر قانون جديد، لفت رحمة إلى ان "عون متألم جداً للوضع في لبنان، ولديه فرصة عمرها 6 سنوات، ويعتقد أن عليه أن يعمل ما يراه مناسباً وما هو مقتنع به لمصلحة لبنان وهو يقول للجميع هناك عصا. فهو ليس خيال صحراء ولم يأت الى منصب الرئاسة، كرفاهية، بل انه جاء نتيجة نضال كبير من اجل لبنان ومن أجل كرامة لبنان ومن اجل كرامة اللبنانيين. من هذا المنطلق، نعم، هدد بالعودة الى الشعب في حال عجز السياسيون عن اقرار قانون انتخاب، اذن، عليه أن يستخدم اسلوب التهديد، ويقول للجميع: أنا الرئيس ولا مجال للمزح وممنوع على أي كان أن يلعب معي، ولكنه في الوقت نفسه، نراه يعطي كل السلطة للشعب ويعطي كل السلطة لممثلي الشعب ليتحملوا مسؤوليتهم، وزراء كانوا أم نوابا، واذا لم يتحملوا مسؤوليتهم، فهو هدّدهم باعادة السلطة الى الشعب"، مؤكداً أن "لبنان يجب ان يكون نموذجاً في التقدّم والسباق في تطوير نظامه، نحن نرى ان مجلس الشيوخ ضرورة، وهو موجود ومقرّ في الدستور اللبناني بالاساس، وكان أشقاؤنا الدروز موعودين بأن تكون رئاسة مجلس الشيوخ من نصيبهم. ان مجلس الشيوخ يمثّل كل الطوائف، وفي حال توصّلنا الى إلغاء الطائفية السياسية في المناصب النيابية وفي المناصب الوزارية وفي الوظائف، يبقى مجلس الشيوخ هو ضمير الأمة وضمير الشعب اللبناني، وهو الذي يعكس صورة كل المصالح اللبنانية"، مضيفا:"أنا مع انشاء مجلس شيوخ في لبنان على غرار فرنسا وأميركا وبريطانيا وكل البلدان الراقية، فمجلس الشيوخ هو الذي يكون ضمير المجتمع وضمير البلد، وتعود له كلمة الفصل ويكون المرجع الأخير في مراقبة ومحاسبة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية"