معركة سياسية ساخنة، غنية بالاستهدافات والاستهدافات المضادة، لتكون اقرب الى تصفية حسابات في السياسة وفي النفوذ الشعبي، هي باختصار ما تتسم به انتخابات دائرة صيدا ـ جزين، التي ستكون واحدة من المنازلات السياسية البارزة، الحبلى بالصراعات، فمن الصراع السياسي القائم في صيدا بين "التنظيم الشعبي الناصري" و"تيار المستقبل"، وهو صراع لم يتوقف منذ نشوء "المستقبل" داخل مدينة صيدا، الى الصراع الجزيني بين التيار الوطني الحر من جهة، وجمع واسع من القوى والتيارات الحزبية والسياسية والعائلية.
ولعل الصراع الذي احتدم في الاسابيع الماضية، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من جهة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وارتسام الصراع بين حركة "امل" و"التيار"، وما بين هذين الصراعين، تتوزع الصراعات بين اللاعبين في انتخابات صيدا ـ جزين، وان اختلفت احجامهم الانتخابية واوزانهم السياسية.
وبحسب اوساط جزينية متابعة، فان ثقل الملفات السياسية وغير السياسية، التي تحملها القوى والتيارات الحزبية والسياسية والعائلية الى انتخابات صيدا ـ جزين، يعطي لهذه الانتخابات حماوتها السياسية، ويزيد على ذلك اهتمام مرجعيات عليا في الدولة بمسارها وبنتائجها، وهي ستشكل ساحة لضربة سياسية وانتخابية يوجهها هذا الفريق ضد ذاك، تُتَرجَم بفوز لهذا التحالف..من خارج التقديرات الموضوعة من ذاك الفريق، ولعل التحالف المتوقع قيامه بين "التيار الوطني الحر" في جزين و"تيار المستقبل" في صيدا، سيكون محشورا، في حال ظهر اكثر من لائحتين، فيما توزع القوى والتيارات التي قررت خوض الانتخابات، وبتحالفات ستفرضها المصلحة الانتخابية، قد يفرض وجود ثلاث لوائح... او اكثر، وهو سيكون له تأثيرات في مجمل المسار العام للانتخابات وحساباتها النسبية التي ستعطي حافزاً اضافياً للتحالف المتوقع بين امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد المنافس الحقيقي لتيار المستقبل في صيدا، والمحامي ابراهيم عازار المنافس الحقيقي للتيار الوطني الحر، وهو تحالف سيكون معركة المقعد السني الواحد في صيدا، والمقعد الماروني الواحد في جزين".
(الديار)