التبويبات الأساسية

لا شك سيكون 7 أيار يوم جديد في الشمال، ستخرج من الحياة السياسية وجوه وستدخل وجوه جديدة.

الوجوه التي ستخرج هي التي استبعدها الرئيس الحريري عن لائحتيه في الدائرة الاولى والثانية في الشمال، وابرزهم احمد فتفت ومعين المرعبي وخرج خالد الضاهر بارادته حين لم يجد لائحة ينضم اليها بمعنى ان وجوه الحقبة الماضية التي شهدت صراعا سياسيا وعسكريا حادًا.
اما الوجوه الجديدة التي ستدخل الندوة البرلمانية والى جانبها وجوه سياسية تعتبر من رموز الساحة السنية، كالرئيس ميقاتي في طرابلس او كالوزير السابق فيصل كرامي الذي بات مهيئا لمعركة يعتبرها مفصلية في حياته السياسية. وايضا اللواء اشرف ريفي الذي يخوض معركة تنافس في اكثر من اتجاه وهي معركة التحدي لاثبات الوجود.
كل المؤشرات تؤكد ان حالة التيار الازرق في الشمال لم تعد كما كانت في السابق، ولا يستطيع هذا التيار ان يكون تيارا جارفا على غرار ما حصل معه في الدورتين الانتخابيتين السابقتين وان هذا الوضع يستدعي تدخلاً كما استدعى ان يقيم تحالفات محلية، واتفاقات مع التيار الوطني الحر لتبادل اصوات بحيث يؤمن اصواتاً لرئيس التيار الوزير جبران باسيل في الدائرة الثالثة، وفي المقابل يؤمن التيار العوني اصواته لمصلحة المستقبل في طرابلس التي يشعر الحريري انه محرج فيها، بالرغم من ان مرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الماروني طوني ماروني دخل في لائحة يصعب عليها تأمين الحاصل الانتخابي. ولذلك فان هناك من يتحدث عن توجهات داخلية لان تصب اصوات العونيين لمصلحة النائب سمير الجسر، ويبقى المرشح العوني مرشحاً في الشكل كغطاء للاتفاق الذي عقد بين التيار الازرق والتيار البرتقالي.
وكشفت مصادر ان جهود التيار الازرق منصبة على تأمين الصوت التفضيلي للمرشح الازرق سمير الجسر، لأن المنافسة حاصلة ضمن اللائحة الواحدة بينه وبين الوزير محمد كبارة، الذي شعر بأن الصوت التفضيلي المستقبلي سيصب في خانة سمير الجسر. فاندفع كبارة للعمل منفردا وكثف من حركته الانتخابية بعد تلمسه ان المعركة ستكون على اسمه. وان كل جهود الحريري منصبة لتأمين فوز الاعضاء الملتزمين في التيار الازرق.
بعدما كشفت الدراسات أن الرئيس ميقاتي سيحصد رقمًا عاليًا كحاصل انتخابي ومن شأن هذا الحاصل ان يوفر له الفوز بنسبة عالية من المقاعد وهذا الفوز الذي يسعى اليه ميقاتي سيؤدي الى انشاء كتلة نيابية شمالية برئاسته ستكون الكتلة الكبرى في الشمال.
وبنظرة موضوعية الى مكونات هذه الكتلة فإنه من المتوقع ان تحصد لائحة الكرامة الوطنية بحد ادنى مقعدين، الاول في طرابلس سيكون من نصيب الوزير فيصل كرامي الذي حصل على تأييد كتل ناخبة عديدة كافية لرفع حاصله الانتخابي، تضاف الى الكتلة الكرامية الثابتة والمقدرة بحوالى 8 آلاف صوت، وسيفوز معه النائب السابق جهاد الصمد عن الضنية.

كما من المتوقع ان يفوز اللواء ريفي ومعه مقعد ثان. هذه النتائج ستؤدي الى ان ينضم كرامي والصمد الى كتلة الرئيس ميقاتي وغير مستبعد انضمام اللواء ريفي. وان المشروع السياسي الذي يتوافق عليه الرئيس ميقاتي والوزير كرامي غير بعيد عنه اللواء ريفي هو تكوين كتلة شمالية غايتها العمل لتحصيل حقوق طرابلس والشمال وان هذه الحقوق لا يمكن تحصيلها الا بكتلة نيابية متضامنة عكس كتلة المستقبل التي كانت في الشمال والتي غاب عنها الانسجام بل وفرطت كثيرا بحقوق طرابلس.
وهذه الكتلة الشمالية المنتظرة يجمعها الخطاب المتشابه بين ميقاتي وكرامي وريفي في تعداد مظلومية الشمال وطرابلس وتغييبها عن كثير من المشاريع ووظائف الدرجة الاولى وقد همشت في عهد التيار الازرق الذي كان ممسكا بالسلطة طوال السنوات الماضية. بل ان تيار المستقبل عرقل عدة مشاريع تقدم بها الرئيس ميقاتي ابرزها مشروع الكهرباء.

(جهاد نافع - الديار)

صورة editor11

editor11